أيام قليلة تفصلنا عن نهاية عام 2019 والذي اختارته الإمارات كعام للتسامح، وذلك من خلال إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في 15 من ديسمبر عام 2018 إعلان عام 2019 عام للتسامح للتأكيد علي تلك القيمة العظيمة بإعتبارها امتداد لنهج المغفور له بإذن الله الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه” .
وخلال العام تنوعت الفعاليات التي نظمتها الدولة إلي تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع من خلال التركيز على هذه القيم لدى الأجيال الجديدة بالإضافة إلي ترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى منها المساهمات البحثية، والدراسات الاجتماعية المتخصصة في حوار الحضارات .
بخلاف التركيز علي التسامح الثقافي من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية المختلفة وطرح تشريعات وسياسات تهدف إلى تعزيز قيم التسامح الثقافي، والديني، والاجتماعي وتعزيز خطاب التسامح، وتقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة .
كما استحدثت دولة الإمارات منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في دولة الإمارات في فبراير 2016 أثناء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن التشكيل الوزاري الثاني عشر والتغييرات الجوهرية في الحكومة الاتحادية، والأسباب التي دفعت قيادة الدولة إلى تعيين وزير دولة للتسامح.
وقال سمو الشيخ محمد بن راشد خلال الإعلان أنه لا يمكن السماح بالكراهية في الإمارات، وأيضا لا يمكن قبول بأي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يقيم عليها، أو يكون مواطناً فيها، كما أشار إلى أن ثقافة التسامح ليست وليدة اليوم في مجتمع دولة الإمارات،
بل هي امتداد لثقافة سائدة في المنطقة منذ القدم.
وفي عام 2017 وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتسمية أجمل جسر مشاة في إمارة دبي على القناة المائية الجديدة بجسر التسامح، وذلك لإبراز قيمة التسامح في دولة الإمارات التي تربط جسوراً بين أكثر من 200 جنسية يتعايشون على أرض الوطن في سلام ومحبة، مؤكدين أن دولة الإمارات واحة أمن وسلام، تكرس قيم التسامح والعدل. تزامن هذا الإعلان مع اليوم الدولي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام.
وعلي هذا الأساس تم تعيين معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي منصب وزير دولة للتسامح، لتضطلع بمهمة ترسيخ التسامح كقيمة أساسية في المجتمع على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وعن شعار الدولة تم اختيار شجرة الغاف شعاراً لعام التسامح نظراً للدلالات الكبيرة التي تحملها الشجرة باعتبارها من الأشجار الأصلية، وترتبط بالموروث الشعبي والبيئي والأصالة الإماراتية، وتعد رمزاً للصمود في الصحراء، وشاهداً على عادات قديمة، وقد أولى المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شجرة الغاف أهمية بالغة، وأصدر قوانين وتعليمات بمنع قطع شجرة الغاف في جميع أنحاء الدولة.