مسار تنموي واضح ونهضة عمرانية مبهرة
تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق نهضة عمرانية مذهلة خلال العقود الأخيرة،
مما جعلها نموذجاً عالمياً يحتذى به في مجال التخطيط الحضري. فقد انتشرت المشاريع العقارية والأبراج السكنية والفندقية، والمباني الأيقونية في مختلف مدن الدولة، مرسومة صورة مشرقة لمسار تنموي واضح ونجاحات مستمرة قادت الإمارات إلى قمة الريادة في هذا المجال.
تطور عمراني سريع ومستدام
شهدت الإمارات طفرة عمرانية متسارعة تعتبر الأسرع في منطقة الشرق الأوسط والعالم من حيث النمو والازدهار.
هذا التطور السريع نتج عنه حركة بناء واسعة النطاق جعلت الدولة تتفوق على معظم دول المنطقة، بل وتضاهي أكثر الدول تطوراً في العالم. وقد أبدت الدولة اهتماماً كبيراً بتحقيق الاستدامة في مجال البناء، مما ساعدها على تحقيق هذا التطور بشكل مستدام.
مشاريع البناء العملاقة: انعكاس للطفرة العمرانية
وفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث العقارية “جيه إل إل” (JLL)، تبلغ القيمة الإجمالية لمشاريع البناء الحالية في الإمارات نحو 590 مليار دولار، مما يبرز الطفرة الكبيرة التي يشهدها قطاع البناء والتشييد والتطوير العقاري في الدولة. هذه الأرقام تعكس بوضوح مكانة الإمارات كمركز عالمي لأكبر شركات البناء والمقاولات،
كما تجسد أهميتها كميدان عمل واسع وكبير لأبرز المطورين العقاريين.
الأيقونات المعمارية: جواهر تزين المدن الإماراتية
تميزت الإمارات بتدشين عدد من الأيقونات المعمارية الفريدة ذات التصاميم الآسرة للنظر، مثل أبراج الاتحاد، برج كابيتال جيت المائل،
برج الدار، جسر الشيخ زايد، وجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وبرج خليفة، متحف المستقبل، وبرج الوصل في دبي.
هذه المباني أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الهوية المعمارية للإمارات، وتعد دليلاً على الابتكار والإبداع في مجال الهندسة المعمارية.
ناطحات السحاب: رمز الحداثة والتقدم الحضاري
احتلت الإمارات المرتبة الثانية عالمياً في قائمة الدول الأكثر إنجازاً للأبراج الشاهقة التي يزيد طول كل منها على 300 متر بنهاية العام الماضي. وتعد ناطحات السحاب رمزاً للحداثة والتقدم الحضاري، إذ تعكس الطلب المتزايد على الإقامة والاستقرار في الدولة. وفقاً لقاعدة بيانات مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية “CTBUH”، جاءت الإمارات في الترتيب الثالث عالمياً في احتضان الأبراج الشاهقة بفئاتها الثلاث “بلس 150 مترا”، و”بلس 200 متر”، و”بلس 300 متر”.
البناء المستدام: نهج يحترم البيئة
تتبنى الإمارات ثقافة بناء تستند إلى إنشاء مبانٍ بيئية خضراء ومستدامة ذات كفاءة رقمية وذكية. هذا التوجه يعكس التزام الدولة بتعمير الأرض بما يخدم البشرية ويحافظ على الموارد الطبيعية. فالنهضة العمرانية لم تقتصر على التشييد والبناء فقط، بل شملت أيضاً إطلاق مشاريع بنية تحتية متطورة، وإنشاء مرافق ومنشآت خدمية تغطي كل شبر في مختلف مناطق الدولة.
القطاع العقاري: محرك نمو قطاع الإنشاءات
أكد الخبير العقاري محمد حارب الفلاحي على أن القطاع العقاري في الإمارات يعد محرك النمو لقطاع الإنشاءات. فالقطاع العقاري استهل عام 2024 بنمو قوي، مما رسخ مكانته كواحد من أكثر القطاعات استقراراً وجذباً للثروات حول العالم. وأشار الفلاحي إلى أن السوق الإماراتي يستمر في النمو، وذلك بفضل المكانة المرموقة التي تتمتع بها الدولة محلياً وإقليمياً وعالمياً.
التوقعات المستقبلية: استمرار النمو رغم التحديات
على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، يتوقع الخبراء استمرار نمو السوق العقاري في الإمارات بفضل الموقع الاستثنائي والإجراءات الميسرة والإعفاءات الضريبية. هذه العوامل مجتمعة تجعل الإمارات وجهة جذابة للاستثمارات العقارية، وتضمن استمرار جاذبية الدولة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
مركز جامع الشيخ زايد الكبير يستقبل ملايين الزوار خلال النصف الأول من العام