تعزيز القيم الوطنية في قالب مسرحي للأطفال
“كان يا ما كان” ليست مجرد مسرحية للأطفال، بل هي تجربة فنية وثقافية تهدف إلى غرس قيم حب الوطن والانتماء للأرض
والعمل الجاد، من خلال سرد قصص مشوقة تجمع بين البشر والحيوانات والنباتات. ستعرض هذه المسرحية في مختلف إمارات الدولة،
وتبدأ عروضها قريباً في دبي، من إنتاج مسرح دبي الوطني. هذه المسرحية تعد انعكاسًا لالتزام
دولة الإمارات بدعم وتفعيل الحراك الفني والمسرحي، لا سيما على مستوى المسارح الأهلية.
تفعيل الحراك الفني والمسرحي: دعم المسارح الأهلية
فاطمة الجلاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في “دبي للثقافة”، أكدت على أهمية تفعيل الحراك الفني والمسرحي،
خاصة في المسارح الأهلية. ترى الجلاف أن تمكين المسارح الأهلية للوصول إلى مستويات الإبداع والاحترافية في جودة العرض
والمحتوى هو خطوة ضرورية لتعزيز المشهد الثقافي في الدولة. هذا الدعم يساهم في تقديم عروض مسرحية هادفة للأطفال، تعكس رؤية حكومة دبي في دعم المواهب الفنية والمسرحية.
مسرح دبي الوطني: التزام بالإنتاج الإبداعي لخدمة المجتمع
من جانبه، تحدث ياسر القرقاوي، رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الوطني، عن أهمية العرض المسرحي “كان يا ما كان” في تعزيز الإنتاج الإبداعي الذي يخدم المجتمع. المسرحية تعالج قضايا حيوية مثل القيمة الحقيقية للأرض والانتماء لها، مؤكدة على أن الكنز الحقيقي يكمن في الحفاظ على الموارد الطبيعية والاهتمام بها. هذا العرض يعكس رسالة “عام الاستدامة” ويؤكد على أهمية العلم والجد والعمل في صون أرضنا.
رسائل تربوية: تعزيز الهوية الوطنية الإماراتية
“كان يا ما كان” ليست مجرد عرض ترفيهي، بل تحمل رسائل تربوية هامة ترتبط بالهوية الوطنية الإماراتية. المسرحية تركز على أهمية الحفاظ على الإرث الوطني من خلال رواية قصص تحمل في طياتها الحكمة والرسائل الإنسانية العميقة. القيم الإنسانية المتعلقة بالهوية الوطنية الإماراتية يتم تقديمها في قالب مسرحي ممتع يجذب الأطفال ويغرس فيهم القيم الأخلاقية والاجتماعية.
دور الدعم المادي والمعنوي في نجاح الأعمال المسرحية
القرقاوي أكد على أن الدعم المادي والمعنوي الذي يتلقاه مسرح دبي الوطني هو السر وراء نجاح الأعمال المسرحية الوطنية. وجود فريق متعدد المواهب وإخلاص العاملين فيه يسهم بشكل كبير في إنتاج عروض ذات جودة عالية تناسب متطلبات العصر، وتخاطب العائلة الإماراتية والعربية. الدعم الذي يقدمه “دبي للثقافة” وصندوق الوطن يساعد على مواجهة التحديات ويضمن استمرار الإنتاج الإبداعي.
عبدالله صالح: دور الراوي وتجسيد القيم الإنسانية
الفنان والمخرج الإماراتي عبدالله صالح يقوم بدور الراوي في مسرحية “كان يا ما كان”، وهو أيضاً أحد أبطالها ومخرجها وكاتب كلمات الأغاني فيها. صالح أشار إلى أن المسرحية قد تم عرضها في عدة إمارات مثل أبوظبي، عجمان، ورأس الخيمة، والفجيرة، ويتم حالياً الاستعداد لعرضها في دبي. المسرحية تطرح قضية الانتماء والهوية وحب الأرض، وتعزز القيم في نفوس الأبناء من خلال سرد قصة مشوقة.
حوارات غنائية: وسيلة لجذب الأطفال
عبدالله صالح يفضل استخدام الحوارات الغنائية في أعمال الأطفال لأنها تساهم في جذب انتباههم وتبسيط الرسائل الموجهة إليهم. المسرحية تعتمد على الأغاني لكسر السرد وتحويل بعض المشاهد إلى حوارات غنائية ممتعة تصل إلى قلوب الأطفال بسهولة. العمل يسعى إلى ترسيخ قيم حب الأرض، التكاتف، والتعاون من أجل الخير في نفوس الأطفال من خلال قصة تحمل العديد من الرسائل الإيجابية.
قصة المسرحية: حكمة الأب وامتحان الأبناء
تحكي مسرحية “كان يا ما كان” قصة أب يترك ورثاً لأبنائه الثلاثة: الأكبر يرث الأموال، الثاني يرث العقارات، والثالث يرث قطعة أرض جرداء. الابن الأصغر، الذي تعلم الزراعة من والده، يستخدم معرفته وحبه للأرض لتحويل هذه القطعة الجرداء إلى جنة خضراء، بينما يفشل الأخوان الكبيران في الحفاظ على ورثهما. القصة تنتهي بدروس مستفادة حول أهمية العمل الجاد والتعاون مع الآخرين لتحقيق النجاح.
ختام: المسرحية كأداة لتعزيز القيم الوطنية
مسرحية “كان يا ما كان” تعد نموذجاً ممتازاً لكيفية استخدام الفن المسرحي كأداة لتعزيز القيم الوطنية والانتماء للأرض. من خلال تقديم عرض ممتع وتعليمي للأطفال، يسهم مسرح دبي الوطني في بناء جيل واعٍ بقيمة العمل الجاد، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والتمسك بالهوية الوطنية. هذه المبادرة تعكس التزام دولة الإمارات بتطوير الفنون المسرحية كجزء من استراتيجية أوسع لدعم الثقافة والمواهب الوطنية.
مركز جامع الشيخ زايد الكبير يستقبل ملايين الزوار خلال النصف الأول من العام