تنامي دور مجالس أحياء دبي في المجتمع
كشفت هيئة تنمية المجتمع في دبي عن ارتفاع ملحوظ في عدد رواد مجالس أحياء دبي،
التي تشرف عليها الهيئة، سواء لإقامة فعالياتهم الخاصة أو للمشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الهيئة أو الجهات الحكومية والخاصة. يأتي ذلك في إطار سعي الهيئة لتعزيز التلاحم الاجتماعي بين أهالي الأحياء، وترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية وجودة الحياة في دبي.
تعكس هذه الزيادة الدور المتنامي لهذه المجالس في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الروابط الاجتماعية.
تعزيز التفاعل المجتمعي والهوية الوطنية
تنظيم محاضرات وفعاليات توعوية ومناقشات مجتمعية
دعمًا لتعزيز التفاعل المجتمعي والهوية الوطنية، قامت هيئة تنمية المجتمع بتنظيم 74 محاضرة
وفعالية توعوية و12 فعالية مخصصة لتعزيز الهوية الوطنية. كما نظمت الهيئة 30 جلسة نقاشية
ودورات تدريبية متنوعة بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة في 13 مجلسًا واثنين من مراكز الأحياء التابعة لها. هذه الفعاليات تهدف إلى توعية المجتمع وتعزيز الشعور بالانتماء والولاء للوطن، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية تسهم في رفع كفاءة الأفراد وتعزيز قدراتهم.
استضافة معارض التوظيف: منصة لربط الشركات بالباحثين عن عمل
في خطوة تهدف إلى دعم سوق العمل وتوفير فرص التوظيف لأبناء المجتمع، استضافت مجالس الأحياء
خلال النصف الأول من العام الجاري 192 معرض توظيف. توفر هذه المعارض منصة حيوية تربط بين الشركات
التي تتيح الوظائف والباحثين عن عمل من أفراد المجتمع. يعكس هذا النشاط التزام الهيئة بدعم التنمية الاقتصادية
والاجتماعية من خلال تعزيز فرص التوظيف ودعم الشباب في العثور على وظائف تتناسب مع مهاراتهم وتطلعاتهم.
دور المجالس في المناسبات الاجتماعية
استضافة عقود القران وحفلات الزفاف
باتت مجالس أحياء دبي وجهة مهمة لفعاليات أهالي الأحياء، حيث استضافت خلال العام الجاري 187
عقد قران وحفل زفاف مقارنة بـ 85 خلال نفس الفترة من العام الماضي. يُظهر هذا الارتفاع الكبير
في عدد الفعاليات الاجتماعية التي تقام في المجالس، الدور الذي تلعبه في تسهيل التواصل الاجتماعي وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع. كما تعكس هذه الزيادة ثقة الأهالي في هذه المجالس كأماكن مناسبة ومريحة لإقامة مناسباتهم الخاصة.
استضافة مجالس العزاء وزيادة عدد الزوار
إلى جانب الفعاليات الاحتفالية، استضافت مجالس الأحياء 17 مجلس عزاء، مما يؤكد تنوع استخداماتها ودورها الفعّال في مختلف المناسبات الاجتماعية. وارتفع عدد زوار المجالس بنسبة 83% خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، حيث بلغ إجمالي عدد الحضور في فعاليات المجالس والمراكز المجتمعية 20,543 شخصاً. يعكس هذا الارتفاع الدور الكبير الذي تلعبه المجالس في تعزيز الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتأثيرها المتزايد في تقديم الدعم المجتمعي في مختلف المناسبات.
مجالس الأحياء كركيزة لتعزيز الهوية الوطنية
دور المجالس في ترسيخ القيم الثقافية والتقاليد الإماراتية
أوضحت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع، أن مجالس الأحياء تشكل أحد الركائز الأساسية في الثقافة المحلية لتعزيز التلاحم الاجتماعي والتواصل بين أهالي الأحياء المختلفة. وأكدت أن هذه المجالس توفر بيئة ملائمة لتبادل الأفكار والخبرات، وتعزز مشاعر الانتماء والولاء للوطن. كما تسهم في بناء جسور التواصل بين الأجيال المختلفة وتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية، سواء من خلال الفعاليات والأنشطة التي تنظمها، أو من خلال استضافتها لفعاليات ومناسبات أهالي المنطقة.
تعزيز الهوية الوطنية والمسؤولية الاجتماعية
تعد المجالس منبراً مهماً لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم الثقافية والتقاليد الإماراتية. وتلعب دوراً كبيراً في نشر الوعي حول الموضوعات المجتمعية المختلفة وتعزيز مشاعر المسؤولية الاجتماعية والتطوع بين الأفراد. من خلال هذه المجالس، يتم تحفيز أفراد المجتمع على المشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والمساهمة في دعم القيم المجتمعية والثقافية التي تُعد جزءاً أساسياً من هوية دولة الإمارات.
توسيع مجالس الأحياء لتعزيز التنمية المستدامة
خطة هيئة تنمية المجتمع لتوسيع نطاق المجالس
أعلنت هيئة تنمية المجتمع بداية العام الجاري عن خطة لتوسيع مجالس أحياء دبي تتضمن إنشاء مجالس جديدة في الورقاء 2 والبرشاء جنوب الأولى وند الشبا 3 والعوير 2 وحتا. من المتوقع أن ينتهي العمل في إنشاء هذه المجالس في الربع الأخير من عام 2025، مما سيساهم في توسيع نطاق الخدمات المجتمعية وتعزيز دور المجالس في تحقيق التنمية المستدامة. يعكس هذا التوسع التزام الهيئة بتلبية احتياجات المجتمع ودعم التنمية الشاملة في دبي من خلال توفير بيئات ملائمة لتعزيز التلاحم الاجتماعي والهوية الوطنية.
الخاتمة: مجالس الأحياء كدعامة للمجتمع الإماراتي
تمثل مجالس أحياء دبي جزءًا لا يتجزأ من البنية الاجتماعية والثقافية في الإمارة. من خلال توفير بيئة تجمع أفراد المجتمع وتربطهم بروابط اجتماعية وثقافية قوية، تسهم هذه المجالس في تعزيز التلاحم الاجتماعي وترسيخ القيم الوطنية. مع توسعها المستمر وزيادة أعداد المشاركين في فعالياتها، تبقى المجالس رمزًا للتواصل الاجتماعي والتفاعل المجتمعي الذي يساهم في بناء مجتمع متماسك ومتطور يحافظ على هويته الوطنية ويعزز جودة الحياة في دبي.