أعلن إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك،
عن
رصد الجمعية لأحد أبرز العناقيد النجمية المفتوحة في السماء، وهو العنقود النجمي M45 الذي يُعرف لدى العرب باسم “الثريا” أو “الشقيقات السبع” عند الإغريق، ويُطلق عليه أيضًا “مسييه 45” وفقًا لفهرس مسييه الشهير.
موقع العنقود النجمي وأهميته
يقع العنقود النجمي M45 في كوكبة الثور فوق كتف الجبار الأيمن، وهو أحد أشهر العناقيد النجمية المفتوحة وأكثرها
بريقًا في السماء. يشير الجروان إلى أن العنقود يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة، ويظهر كسحابة
مضيئة تتألق بين النجوم في السماء الليلية. هذا التجمع النجمي يعتبر من الألمع في السماء، ويجذب انتباه الهواة والمحترفين في مجال علم الفلك.
تمييز نجوم الثريا بالعين المجردة
يبلغ القدر الظاهري للعناقيد النجمية مجتمعة نحو 1.6، مما يجعله سهل الرؤية بالعين المجردة.
ويستطيع معظم الأشخاص تمييز ست نجوم على الأقل من نجوم الثريا دون الحاجة إلى
معدات خاصة، بينما يتمكن البعض من رؤية ما يصل إلى ثماني نجوم أو أكثر. هذا التنوع في الرؤية يعتمد على حدة بصر المشاهد والظروف الجوية المحيطة.
خصائص العنقود النجمي وتكوينه
يتألف العنقود النجمي الثريا من أكثر من 3000 نجم حديث التكوين، معظمها من النجوم الزرقاء الفتية التي تنتشر على مساحة تقدر بنحو 100 سنة ضوئية. يوضح الجروان أن هذه النجوم قد تكونت جميعها من سحابة جزيئية واحدة قبل حوالي 100 مليون سنة،
وهي تقع على مسافة 400 سنة ضوئية من الأرض. تتميز هذه النجوم بدرجة حرارتها العالية
مقارنة بالنجوم البيضاء أو الصفراء أو الحمراء، مما يجعلها من النجوم الأكثر شبابًا في السماء.
التصوير الفلكي للثريا
تم تصوير العنقود النجمي الثريا والسديم المحيط به من قِبل المصور الفلكي تميم التميمي، عضو جمعية الإمارات للفلك. استُخدم في التصوير قاعدة تليسكوب استوائي، وجُمعت ما يقرب من 265 صورة على مدى 10 ساعات من التعريض خلال 4 أيام من نهاية أغسطس وحتى بداية سبتمبر.
كانت الصور قد التُقطت خلال النصف الأخير من الليل، حيث يظهر العنقود النجمي بشكل واضح في تلك الفترة.
أهمية الثريا في الثقافات العربية
تعد الثريا من أهم التجمعات النجمية لدى العرب، وقد لعبت دورًا كبيرًا في توجيه الرحالة
والمزارعين على مر العصور. يتألق هذا العنقود في سماء الصيف فجراً، ويُشاهد بوضوح خلال النصف الأخير من الليل في فصل الخريف. كما يتواجد في السماء الشتوية لأغلب فترات الليل، قبل أن يختفي مع أشعة الشمس الغاربة في شهر مايو.
يُعتبر ظهور الثريا إشارة إلى تغير الفصول ويمثل علامة بارزة في تقاويم الفصول التقليدية.
المجرة الحلزونية UGC 2838
فيما يتعلق بالصور الملتقطة، يوضح الجروان أنه عند النظر إلى أسفل الصورة يمكن ملاحظة وجود المجرة الحلزونية UGC 2838، والمعروفة أيضًا باسم PGC 13696، والتي تبعد عن الأرض حوالي 300 مليون سنة ضوئية. اكتشف هذه المجرة العالم روبرت كارغيل، وهي تعد من بين المعالم الفلكية الهامة التي يمكن رصدها في السماء العميقة.
خلاصة
رصد العنقود النجمي الثريا يعد إنجازًا هامًا في مجال علم الفلك، حيث يجذب هذا التجمع النجمي اهتمام العلماء وهواة الفلك على حد سواء. بفضل تقنيات التصوير الحديثة وجهود المصورين الفلكيين مثل تميم التميمي، نستطيع اليوم رؤية هذا المشهد الكوني الساحر بتفاصيل غير مسبوقة. تبقى الثريا رمزًا للأناقة والجمال الفلكي، وتستمر في إلهام العلماء والمراقبين حول العالم.