يقدم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما صورة قاتمة لكثير من القيادة في الشرق الأوسط في مذكراته الجديدة، حيث يكشف عن آرائه حول الزعماء العرب وقتها حينما قام بمحادثتهم مباشرة.
فقال أوبام بعد لقاء مبارك في عام 2009 في القاهرة، أنه “ترك انطباعًا سيصبح مألوفًا جدًا في تعاملي مع الحكام المستبدين المسنين: الذين يتحامون في القصور والمناصب، وتمركز تفاعلاتهم مع شعوبهم فقط عبر موظفيهم الذين ينقلون لهم صورة غير حقيقية لما يحدث في الخارج وفقًا لمصالحهم الشخصية”.
انتقاد محمد بن زايد لبيان أوباما
وقال أوباما إنه كان على دراية بالمخاطر عندما دفع مبارك علنًا للتنازل عن السلطة، وقال بأنه يعتقد أنه إذا كان شابًا مصريًا ربما كان سيكون هناك في المظاهرات المصرية.
وأشار الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في كتابه إلى الاحتفالات في مصر بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن السلطة، وقال: “كنت أعلم أنه ورغم كل أجواء الاحتفالات والتفاؤل، فإن الانتقال في مصر كان مجرد بداية صراع من أجل روح العالم العربي، الكفاح الذي بقيت نتائجه بعيدة عن اليقين”.
وأضاف باراك أوباما في كتابه: “تذكرت محادثة أجريتها مع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي حينها والحاكم الفعلي لدولة الإمارات في ذلك الوقت مباشرة بعد أن طالبت مبارك بالتنحي. ووجدت حينها أمامي شاب، محنك، قريب من السعوديين، وربما أذكى زعيم في الخليج عاصرته حينها”.
محمد بن زايد يُخبر أوباما أن التصريحات الأمريكية عن مصر تخضع لمراقبة عن كثب في الخليج
وتابع الرئيس أوباما بالقول: “أخبرني حينها محمد بن زايد أن التصريحات الأمريكية عن مصر تخضع لمراقبة عن كثب في الخليج، وبقلق كبير. ماذا سيحدث لو دعا متظاهرون في البحرين أيضًا الملك حمد للتنحي؟ هل ستصرح الولايات المتحدة بالتصريحات نفسها التي صرحت بها عن مصر أما ماذا؟”.
ورد أوباما: “أخبرت محمد بن زايد حينها أنني أتمنى العمل معه بشكل شخصي ومع آخرين لتجنب الاضطرار إلى الاختيار بين جماعة الإخوان المسلمين والاشتباكات العنيفة المحتملة بين الحكومات وشعوبها”. ورد محمد بن زايد حينها إن “الرسالة العلنية لا تؤثر على مبارك، كما ترى، لكنها تؤثر على المنطقة العربية ككل”
وأضاف باراك أوباما في كتابه بأن محمد بن زايد حذر من أنه “إذا سقطت مصر وتولى الإخوان المسلمون زمام السلطة في مصر فقد يسقط من بعدها ما لا يقل عن 8 قادة عرب آخرون”، وتابع أوباما: “ولهذا انتقد بن زايد بياني، إذ قال إنه يبين ويوضح أن الولايات المتحدة ليست شريكاً يمكننا الاعتماد عليه على المدى الطويل. وكان صوته هادئاً ورزينًا وأدركت حينها أنه لم يكن طلباً للمساعدة بقدر ما كان تحذيراً”.
وأضاف باراك أوباما في كتابه: “لم يكن لدي طريقة ذكية لشرح التناقض الظاهر، سوى الاعتراف بأن العالم كان فوضوياً بعض الشيء، وبأنه في إدارة السياسة الخارجية”.