تعد العلاقات الإماراتية الأمريكية علاقات تاريخية راسخة تقوم على مبدأ التعاون لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، بخلاف التوافق في فهم العديد من القضايا الخاصة بالمنطقة والعالم .
العلاقات بين البلدين
وتتنوع العلاقة بين البلدين في عده مجالات منها الإقتصادية والسياسية والتجارية والسياحية، والتي ترتكز على نموذج مميز يخدم العلاقة بين البلدين ويأتي بثماره من خلال تحقيق المنفعة المتبادلة بين الجانبين، وهو ما أنعكس بالإيجاب على حجم الاستثمارات الضخمة بين البلدين .
وعاده ما تشهد الدولتين زيارات متبادلة خاصة في عهد الرئيس دونالد ترامب، والتي اتسمت فتره ولايته بزيارات متبادلة لمسؤولين إماراتيين للولايات المتحدة والعكس، وذلك إنطلاقا من الدور الهام الذي تلعبه دولة الإمارات في المنطقة العربية والشرق الأوسط .
وكانت أخر تلك الزيارات زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في زيارته الرسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن الشهر الماضي، وألتقى خلالها عدد من قيادات وزارة الخارجية الأمريكية وكبار مستشاري الرئيس دونالد ترامب .
وأكدت الزيارة على مدى إلتزام كل من دولة الإمارات العربية المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية على العمل سويا من أجل مواجهة التحديات العالمية التي تشهدها المنطقة والعالم وضمان سلامتها تعزيزا للأمن والنمو العالمي .
مواجهة الإرهاب
بينما يقف البلدان أمام عدد من التحديات العالمية وعلي رأسها التصدي للإرهاب والذي بات خطر يهدد السلم العالمي، وتتعاون الإمارات مع الجانب الولايات المتحدة بهدف التصدي للإرهاب بالتعاون مع المجتمع الدولي والذي يولي أهمية قصوى لهذا الأمر بعد تزايد العمليات الإرهابية في عده دول من العالم .
وتعد الإمارات من أولى الدول التي نادت بضرورة التصدي للأفكار المتطرفة ونشر ثقافة التسامح بين الشعوب، وبدأت من خلال إعلان عام 2019 عاماً للتسامح وتقبل الأخر، وتعد الإمارات من أكثر الدول التي تشهد تنوع بشري من أكثر من 120 دولة يختلفون في لغاتهم وديانتهم، ويعيشون تحت سقف دولة الإمارات بكل ترحيب وسلام .
الجانب العسكري
وعلى الجانب العسكري، تعد العلاقات الثنائية بين البلدين هي الأقوى في المنطقة وذلك نظرا للاتفاقيات المشتركة بين البلدين للتدريب المشترك والتي تقام سنويا في كل من الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تعزيز القدرات القتالية للجنود من البلدين وتبادل الخبرات العسكرية .
وتأتي العلاقات العسكرية بين الجانبين بناء على اتفاقيات التعاون العسكري المشترك بين الإمارات والولايات المتحدة، بهدف تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية ما يسهم في رفع القدرة العسكرية القتالية بين القوات المسلحة الإماراتية والجيش الأمريكي.
ومن تلك الإتفاقيات تدريب “الاتحاد الحديدي” والذي يقام سنويا والذي يتم تنفيذه بالذخيرة الحية بهدف تعزيز حالة القتال من قبل مختلف قطاعات القوات البرية والتابعة للقوات المسلحة الأمريكية ونظيراتها من الجيش الأمريكي الثالث .
الإقتصاد
وعلى الجانب الإقتصادي بلغت الحصيلة الإستثمارية الأجنبية بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من حوالي 45 مليار دولار، تنوعت بين إستثمارات عقارية وتكنولوجية وصناعات مختلفة، وهو ما يؤكد مدى الترابط والعلاقة القوية بين البلدين .
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثالث كأكبر شريك تجاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعملت العلاقات التجارية بين البلدين علي النمو المتواصل، حيث زاد حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين من 5 مليارات دولار في عام 2005 إلى ما يزيد عن 31 مليار دولار في عام 2017 .
كما تعد دولة الإمارات من أكبر الأسواق للصادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط لأكثر من عشر سنوات متتالية.