تبوأت دولة الإمارات مكانة عالمية رائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت العديد من الاستراتيجيات والمبادرات والبرامج التي استشرفت مستقبل القطاع، وواكبت متغيراته ومستجداته، حتى أصبحت حاضنة مثالية لكبرى شركات الذكاء الاصطناعي حول العالم. حققت دبي نموًا متسارعًا في هذا القطاع لتصبح بوابة عالمية نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي.
مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي
تأتي الإمارات في صدارة الدول العربية من حيث مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي. يتوقع أن يسهم هذا القطاع بنسبة 14% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2030، وفقاً لدراسة أصدرتها “جامعة هيريوت وات دبي”. كما يتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في اقتصاد الدولة بنحو 96 مليار دولار بحلول عام 2030، وفق تقرير صادر عن مجموعة “برايس ووترهاوس كوبرز”.
الإمارات تبني قدرات الذكاء الاصطناعي
أشار تقرير لوكالة بلومبيرغ إلى أن دولة الإمارات تسارع خطاها في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي وتجهيز أكبر مراكز البيانات لدعم التكنولوجيا في المنطقة. يؤكد التقرير أن الإمارات تضع الذكاء الاصطناعي في صلب مستقبلها الاقتصادي، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي للابتكار في هذا المجال.
استثمار استراتيجي يعزز مكانة الإمارات
وفقًا لتقرير نشر مطلع الشهر الحالي، فإن الاستثمار الاستراتيجي بين مجموعة G42 ومايكروسوفت العالمية بقيمة 1.5 مليار دولار، سيعزز مكانة الدولة كمركز عالمي رائد للذكاء الاصطناعي. سيفتح هذا الاستثمار المزيد من الآفاق أمام الشركاء والعملاء للابتكار والنمو، مما يضع الإمارات في مقدمة الدول المستثمرة في التكنولوجيا المتقدمة.
دبي: رحلة نحو الذكاء الاصطناعي
شهدت إمارة دبي نموًا متسارعًا في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي، نتاجًا لرؤية ممتدة منذ عقود. بدأت دبي هذا المسار بتأسيس “دبي الرقمية” عام 1999، التي أحدثت نقلة نوعية في تاريخ الإمارة من الرؤية الإلكترونية إلى الرقمية ثم إلى الذكاء الاصطناعي. رسخت الإمارة توجهاتها من خلال المبادرات والاستراتيجيات والخطط التي تسعى لضمان مكانتها العالمية في القطاع الرقمي.
مبادرات استراتيجية في دبي
ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة دبي في مجال الذكاء الاصطناعي، تم استحداث منصب رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي في كل جهة حكومية، وإطلاق حاضنة دبي لشركات الذكاء الاصطناعي و”ويب 3″. هذه المبادرات تمثل أكبر تجمع لشركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، مما يساهم في استقطاب المبتكرين والشركات الناشئة من حول العالم.
إشادة دولية بخطة دبي
أثنى عدد من مسؤولي شركات عالمية على خطة إمارة دبي لتسريع تبني استخدام الذكاء الاصطناعي. من بين هذه المبادرات: حاضنة دبي لشركات الذكاء الاصطناعي، التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي، وخلوة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى “مليون خبير لأوامر الذكاء الاصطناعي”.
الإمارات بيئة حاضنة للاستثمارات
أكد نيك بريتيجون، رئيس الهندسة المتقدمة في شركة “بالانتير”، أن الإمارات تمتلك بيئة حاضنة وجاذبة للاستثمارات الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وأوضح كريم بغير، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة InstaDeep، أن الإمارات من أوائل الدول العربية التي قادت الجهود بفعالية للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية
أشار ديف توراخيا، مؤسس شركة ديف العالمية القابضة، إلى أن دبي أدركت أهمية دمج الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة في زيادة الكفاءة وتحسين الإنتاجية. أما مارتن أفيتيسيان، مؤسس (4x) ومستثمر في الذكاء الاصطناعي، فأكد على أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة الأفراد والمؤسسات، مشيداً بنموذج دبي العالمي في الاستفادة من التطبيقات الجديدة للذكاء الاصطناعي.
رؤية مستقبلية متكاملة
تتضح من هذه المبادرات والاستثمارات رؤية الإمارات المتكاملة نحو مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الجهود إلى تحقيق تنمية مستدامة، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار. تسعى الإمارات من خلال هذه الاستراتيجيات إلى خلق بيئة حاضنة تتيح للشركات والمبتكرين تحقيق أقصى إمكاناتهم، مما يسهم في رسم مستقبل مشرق للذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم.
برنامج تمكين “قادة المستقبل”: تأهيل قيادات شابة بمعايير عالمية