أطلق مركز دبي للتوحد مجموعة من البرامج التدريبية التي توفر فرصة التدريب العملي والملاحظة السريرية، وذلك بهدف رفد مراكز أصحاب الهمم بالكفاءات الوطنية المؤهَّلة في التخصصات الطبية المساندة. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود المركز لسد العجز في عدد المتخصصين في هذا المجال، خاصة الناطقين باللغة العربية.
أهمية إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية
أكد محمد العمادي، مدير عام مركز دبي للتوحد وعضو مجلس إدارته، أن إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية المُتخصِّصة
في مجال التوحد هو أحد أهم أولويات إدارة المركز. تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية المركز الرامية إلى المشاركة في بناء اليد العاملة المواطنة
وتأهيلها، وتقديم كل أشكال الدعم والتدريب لها، بهدف الارتقاء بالخدمات التربوية الخاصة والعلاجية المساندة المقدمة لأصحاب الهمم من ذوي التوحد.
سد العجز في عدد المتخصصين
أشار العمادي إلى قلة عدد المتخصصين في مجال التوحد في المنطقة، خاصة الناطقين باللغة العربية. ولذلك،
سعى مركز دبي للتوحد إلى توفير فرص التدريب السريري في التخصصات الطبية المساندة مثل علم النفس السريري، وعلاج النطق،
والعلاج الوظيفي. يهدف هذا إلى مواكبة أحدث معايير الخدمات العلاجية التأهيلية المقدمة للأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب طيف التوحُّد.
برامج التدريب السريري
يقدم برنامج التدريب السريري لطلبة وخريجي الجامعات ذوي التخصصات الطبية المساندة فرصة التدريب العملي
والملاحظة السريرية بشكل فعال وآمن. يتم ذلك بما يتماشى مع متطلبات اعتماد قسم إدارة التعليم الطبي والأبحاث في هيئة الصحة بدبي. تشمل البرامج التدريبية: برنامج الملاحظة المهنية، برنامج التدريب قبل التخرج، برنامج اكتساب الخبرة، وبرنامج العودة إلى الممارسة السريرية.
دعم الكوادر الوطنية الشابة
أكد العمادي على بذل قصارى الجهد لدعم الكوادر الوطنية الشابة ومنحها الفرص المهنية التي تتناسب مع إمكاناتها ورغباتها.
تأتي هذه الجهود على نهج القيادة الرشيدة التي عملت منذ تأسيس الدولة على الاهتمام بالشباب وتمكينهم من المساهمة في مسيرة الدولة ونهضتها.
إشراف متخصص ومكتسبات مهنية
أوضحت رزان قنديل، منسقة التوعية المجتمعية بمركز دبي للتوحد، أن المتدربين يحصلون على فرصة الممارسة الميدانية والملاحظة السريرية تحت إشراف اختصاصيين ومعالجين ومحللي سلوك معتمدين. يكتسب المتدربون الآداب المهنية في التعامل مع أصحاب الهمم من ذوي التوحد في بيئة ثرية بالمعرفة والتجربة العملية.
يُعد التدريب السريري جانباً مهماً لتحقيق المعايير الضرورية لترخيص المتخصصين في الرعاية الصحية في إمارة دبي.
تجارب المتدربين في المركز
أعربت فاطمة سيف المهيري، طالبة في قسم علم النفس بجامعة زايد، عن تجربتها كمتدربة ميدانية في مجال علم النفس بمركز دبي للتوحد.
أشارت إلى أنها أتيحت لها فرصة العمل مع فريق من اختصاصيي علم النفس ذوي الخبرة، في تقديم الإرشاد النفسي لعدد من الحالات التي تتطلب مهارات عالية من الدعم النفسي والاجتماعي لأسر ذوي اضطراب طيف التوحد.
التحديات والتعلم العملي
أوضحت سارة علي المرزوقي، طالبة في قسم علم النفس بجامعة الإمارات، أن تجربتها لدى مركز دبي للتوحد كانت تجربة تعليمية قوية.
أشارت إلى الفرق الشاسع بين المعرفة النظرية والتطبيق في العالم الحقيقي، حيث كانت مواجهة أعراض التوحد في صفحات كتاب علم النفس التشخيصي تبدو مجردة وبعيدة مقارنة بملاحظتها بشكل مباشر في المركز. بفضل المساعدة والشرح والممارسة المستمرة، زادت قدرتها على التعرف إلى هذه الأعراض بسهولة.
مركز دبي للتوحد: مرافق متكاملة ورؤية شاملة
يُعد مركز دبي للتوحد أحد أكبر المراكز في المنطقة، بمساحة بناء تصل إلى 270,000 قدم مربعة، مما يزيد طاقته الاستيعابية للطلبة بنسبة 150% قابلة للزيادة. يحتوي المبنى على ما يزيد على 40 غرفة صفية، و22 غرفة للعلاج الحركي، و18 غرفة لعلاج النطق والتخاطب، وثلاث غرف متخصصة بالعلاج الحسي،
وعدد من المعامل والمختبرات والمرافق والعيادات الطبية. تم تصميم جميع المرافق وفق أحدث المعايير العالمية المتخصصة لتوفير البيئة التعليمية المناسبة.