من هو المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي
السيد حسن كعبية دبلوماسي اسرائيلي متحدث وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي حاصل على لقب اول ل B.A ولقب ثاني M.A في العلوم السياسية وتاريخ الشرق الاوسط
في إحدى مقابلات الإمارات بالعربية مع المؤثرين والشخصيات الدبلوماسية المؤثرة حول العالم، كان لقائنا اليوم مع السيد حسن كعيبة، وفي بداية حديثنا نرحب بك سيد حسن، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي. ويسرنا أن نُجري معك حوار ثري حول عدد من القضايا المترتبة على اتفاق السلام الذي أُبرم بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في شهر سبتمبر الماضي.
س1: جميعنا يعلم أن اتفاق السلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل من الخطوات الأهم في تاريخ منطقة الشرق الأوسط برمتها، نظرًا لآثاره الجلية خلال المدى القصير والمتوسط وكذلك البعيد على عدد من القطاعات الحيوية للاقتصاد والصناعة والطاقة والتكنولوجيا وغيرها، وهذا يستلزم طرح تساؤلاً اقتصاديًا هامًا “ما هي أبرز تبعات الاتفاق على أسواق الخليج وإسرائيل انطلاقًا من دبي وأبو ظبي؟”
هذا اتفاق تاريخي سيؤدي إلى تغيير كبير ليس فقط بالنسبة لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ولكن بالنسبة للشرق الأوسط بأكمله. الاتفاقية ستسهم بشكل كبير في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة وستمهد الطريق للتعاون بين الدول في مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك، التنمية الاقتصادية ومواجهة التحديات المشتركة.
دولة إسرائيل تسعى إلى تحقيق سلام حقيقي مع جيرانها منذ قيامها، والاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة هو حجر زاوية مهم للغاية في بناء واقع جديد للمنطقة بأسرها.
س2: يُجري الحديث في الآونة الأخير عقب إبرام اتفاق السلام عن مشاريع بنى تحتية طموحة مثل مشروع سكة حديد تربط ميناء حيفا على البحر المتوسط بالإمارات تقلب طرق التجارة الحالية رأسا على عقب. هل هذا الأمر صحيح؟! وإن كان الأمر كذلك، ما الفوائد التي ستجنيها الدولتين جراء مثل تلك المشروعات؟
إسرائيل والإمارات دولتان متقدمتان تتمتعان بقدرات مبهرة في مجالات متنوعة، وأعتقد أن إمكانات التعاون بيننا هائلة. أرى تعاونًا في جميع المجالات: ريادة الأعمال والتكنولوجيا، والصحة، والعلوم، والمياه، وبالطبع التجارة والطيران والسياحة. وستسمح لنا الاتفاقية بمعالجة التحديات المشتركة بشكل أفضل، سواء من حيث الأمن والاستقرار الإقليمي والتحديات العالمية مثل تغيير المناخ والتصحر. حيال كل هذه التحديات، يمكننا بالطبع إضافة محاربة فيروس الكورونا الذي أصاب العالم كله في الأشهر الأخيرة، وسيظل عاملاً مهمًا في حياتنا في المستقبل القريب. وباء كورونا لا يعرف حدودًا ولذلك فإن الحل يجب أن يكون عابرا للحدود.
ويسعدني جدا أن التعاون بين الدول في مجالات معينة قائم بالفعل وسنعمل على توسيعه بما يعود بالنفع على الشعبين وجميع شعوب المنطقة.
أما بالنسبة لربط دول الشرق الأوسط بسكك حديدية نعم هناك رؤية إسرائيلية منذ سنين لربط دول الخليج والسعودية طريق الأردن ومنها الى إسرائيل ميناء حيفا ومنها الى البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وأمريكا وسيجعل هذا المشروع بوابة البحر المتوسط للإمارات، إضافة إلى أن الاتفاق بأكمله سيكون أساساً لتحديث كبير جداً للاقتصاد الاماراتي والإسرائيلي.
سكة السلام الإقليمي هذا هو الاسم الذي أطلق على المشروع منذ عام 2018 وستنطلق من مدينة حيفا إلى داخل الأراضي الفلسطينية لتمر عبر جسر الشيخ حسين الذي يربط الأردن، ومن هناك إلى مدينة إربد شمالاً، ومن ثم إلى الدول الخليجية والسعودية.
هناك أيضا رؤية امنية بكل ما يتعلق بباب المندب وإيران وأيضا سيخفض المسافة بين الخليج وأوروبا وأمريكا
س3: سيد حسن كعبية تمتلك الإمارات ودول الخليج المال الكثير الذي يذهب للاستهلاك والتجارة والسياحة والعقارات وشراء التقنيات المختلفة، وبالمقابل تمتلك إسرائيل قسمًا كبيرًا من هذه التقنيات من خلال قاعدة إنتاجية وتكنولوجية متنوعة ومتفوقة في أكثر من مجال. كيف يمكن أن يساعد اتفاق السلام بين الإمارات العربية وإسرائيل على التنسيق بين الجانبين في مثل تلك الجوانب؟
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هو قائد حقيقي يقود شعبه إلى الازدهار والنجاح على مدى سنوات وتحول الإمارات إلى دولة متقدمة، مبادرة ورائدة من الدرجة الأولى بكل ما يتعلق بالتجارة وتبادل التنسيق الكامل في جميع المجالات – إسرائيل دولة متقدمة جدا بكل ما يتعلق بالتقنيات المختلفة والتكنولوجيا
س4: بالنسبة لقطاع السياحة، كيف يمكن للاتفاق أن يساعد في تنشيط هذا القطاع بين الإمارات العربية وإسرائيل؟ هل يمكن أن نرى أفواجًا سياحية متبادلة بين الجانبين في القريب العاجل، خاصة وأن إسرائيل قد وضعت الإمارات على قائمة الدول الخضراء التي يُسمح بالسفر إليها والعودة منها دون الحاجة للخضوع إلى حجر صحي المتعلق بالإجراءات الوقائية لفيروس كورونا؟
آمل أن نرى قريبًا أيضًا رحلات جوية مباشرة بين إسرائيل والإمارات، والتي ستسمح للسائحين الإسرائيليين بزيارة الإمارات والسائحين من الإمارات لزيارة إسرائيل وأنا على يقين أن هذا الترابط هو قسط من أساس منظومة العلاقات التي نسجت بيننا على طوال السنين وستتيح هذه الرحلات أيضًا تعزيز التجارة بين البلدين مما سيؤدي إلى ازدهار حقيقي لكل الدولتين. ووضع الإمارات دولة خضراء هذا سيسهل على المسافرين
س5: طالعنا في الصحف العالمية لهذا الأسبوع، أن كلاً من إسرائيل والأردن أعلنتا اتفاقًا من شأنه السماح بتسيير رحلات عبر مجالها الجوي وتقصير زمن الرحلات بين دول الخليج وأوروبا وأمريكا، وهذا الاتفاق يشمل مسارات الرحلات المغادرة من دول، مثل الإمارات والسعودية والعراق وقطر.. ما دلالات توقيع هذا الاتفاق في ذلك التوقيت الحيوي؟ وكيف سيسهم في تطوير مجال الطيران الجوي في الدول الأطراف فيه وحتى المتأثرة به والسالف ذكرها؟
وقعت إسرائيل والأردن اتفاقية طيران تاريخية تسمح لأول مرة تسيير رحلات جوية عبر المجال الجوي للدولتين. هذا الاتفاق سيؤدي إلى تقصير ساعات الرحلات الجوية بين دول الخليج وآسيا والشرق الأقصى وبين أوروبا وأمريكا الشمالية. وتشمل الاتفاقية مسارات الرحلات المغادرة من دول مثل العراق وقطر والإمارات والسعودية.
تم توقيع الاتفاق من قبل سلطات الطيران المدني من كلا البلدين. ويتوقع أن يفضي الاتفاق الى تخفيض أسعار الرحلات إلى التوفير في الوقود. وقد تم تسريع وتيرة هذه المفاوضات بعد توقيع معاهدة سلام بين إسرائيل والإمارات وموافقة السعودية بمرور الرحلات الجوية المنطلقة من إسرائيل في مجالها الجوي.
الاتفاقية هي طريقة جديدة للتعاون مع الدول التي لها حدود ومصالح متشابهة مع إسرائيل وشراكة في رؤية السلام الإقليمي.
س6: بالنسبة للقمة التي جمعت وزير الخارجية الإماراتي مع نظيره الإسرائيلي السيد جابي اشكينازي في برلين-ألمانيا، ما دلالات هذه القمة بعد إعلان اتفاق السلام بين الإمارات العربية وإسرائيل منتصف سبتمبر الماضي؟ ولماذا جاءت برعاية ألمانية؟
اللقاء أجري برعاية ألمانيا في مكان قتل فيه 6 ملايين يهودي على يد النازية الألمانية بقيادة هتلر ورسالة ألمانيا إلى العالم هي السلام وإلى مستقبل زاهر وبدون كراهية، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي اشكنازي إن اللقاء يرمز إلى بداية عهد جديد وعهد سلام بين الشعوب وتابع توقيعنا المشترك مع وزير الخارجية الإماراتي في الكتاب التذكاري بمثابة صرخة وقسم مشتركين: أن نتذكر وألا ننسى، وأن نكون أقوياء وأن نعد بألا يتكرر.
وقال ماس وزير خارجية المانيا إنه “ِشرف كبير أن يختار وزيرا الخارجية الإسرائيلي والإماراتي برلين مكان لقائهما التاريخي الأول”.
وعقب محادثاتهما في وزارة الخارجية الألمانية، أبدى وزيرا الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل استعدادهما لمباشرة التعاون في مجالات من بينها التطوير التكنولوجي والأمن.
س7: أعلن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غاريد كوشنر عن أمله بعقد اتفاقيات سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ما فتح المجال للحديث عن إمكانية أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات العربية المتحدة. فمن هي تلك الدول بناءً على رؤيتك وتقديرك؟
دول أخرى تدرس التطورات وترى القيادة التي أظهرتها الإمارات والبحرين آمل أن تختار هذه الدول أيضًا نهجًا مشابهًا لنهج الإمارات العربية المتحدة. أعتقد أن المزيد والمزيد من الدول في المنطقة تدرك أن إسرائيل ليست عدوها، ولكن يمكن أن تكون لهم شريكًا متحفا بالميزات يتقاسم معهم مصالح وتطلعات مشتركة.
هناك رياح جديدة وايجابية وكلي امل وايمان بأن العديد من الدول ستنضم إلى تحالف السلام الإقليمي هذه الدول الساعية للسلام مقابل تلك الدول التي تدعو للحرب والمساس بالاستقرار الأمني في دول الشرق الأوسط ودول الخليج مثل إيران وحزب الله وحماس وغيرها من المنظمات الإرهابية.
في نهاية اللقاء نشكر السيد حسن كعبية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي على لقائه معنا وعلى سعة صدره في الإجابة على جميع محاور اللقاء بمنتهى الشفافية.