في كتاب “أرض الميعاد”، وهو الكتاب الرسمي الذي يحكي فيه الرئيس الأمركي السابق، باراك أوباما أوضح أن هدفه من هذا الكتاب كان تزويد المهتمين برؤية حول ماهية الأحداث والأشخاص الذين أسهموا بشكل أو بآخر في بناء شخصيته خلال السنوات الأولى من توليه مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية. وكان من بين هؤلاء الأشخاص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد -ولي عهد أبوظبي- حيث وصفه أوباما بأنه “قائد شاب، محنك، وربما أذكى القادة في منطقة الخليج العربي حينها…”.
وعليه، كانت وكالة صوت الإمارات الإخبارية بجميع لغاتها حريصة على التواصل مع مختلف كبار الشخصيات والدبلوماسيين والصحفيين وغيرهم للتعرف على وجهات نظرهم في هذا الموضوع.
تطلعات ووجهات النظر حول ما ورد في كتاب أرض الميعاد للرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما
بتوجيه سؤال إلى السيد “محمد حامد” -مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية- أن تصريحات أوباما كانت ذات مغزى، وتدل على رؤيته الواقعية للمنطقة العربية خلال توليه رئاسة الولايات المتحدة لمدة ثماني سنوات، وإشادته بالنهضة الاقتصادية الرائدة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تُرجمت بسرعة إلى دور سياسي فاعل في المنطقة. فقد تمكنت أبوظبي من وضع حد للتدهور الأمني وعدم الاستقرار الذي حل بالمنطقة العربية من خلال تبني استراتيجية الحفاظ على الدول الوطنية ومحاربة التطرف، وكانت مصر من بين هذه الدول. وشدد “حامد” أنه بحسب مذكرات أوباما، فإن سقوط مصر معناه سقوط المنطقة العربية كلها، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد. وعليه، كانت الإمارات سباقة في التحذير من خطر وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، لكن الأمر لم يلقِ استحسانًا من جانب واشنطن. وسرعان ما تولت الإمارات مهمة مواجهة صعود الجماعات المتطرفة في المنطقة العربية.
وعلى صعيد متصل، قال السيد “ناصر حسن الشيخ” – اقتصادي إماراتي والمدير العام السابق لدائرة المالية بحكومة دبي- “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يستحق كل تقدير وشكر وعرفان بالجميل، فقد أخذ على عاتقه الانشغال بالأمور السياسية والاجتماعية التي تهم المواطنين، فهو يعمل من أجلهم طيلة الوقت. وبالتالي، مثل هذه التصريحات الصادرة عن رئيس أمريكي سابق مثل باراك أوباما إنما تكشف عن الجانب المشرق لسموه محمد بن زايد، والتي قد لا يعرفها كل الجمهور حقًا. ومن ثم، فمن الإيجابي أن يعرف الجمهور لمحة عن شخصية بن زايد وآرائه الإستراتيجية حول المنطقة برمتها.”
وبسؤال “إيدي كوهين” – صحفي إسرائيلي وباحث وخبير في الشؤون العربية – عما قاله السيد باراك أوباما عن صاحب السمو محمد بن زايد، أجاب: “الشيخ بن زايد، دون مجاملة، هو أذكى قائد في العالم العربي، وليس فقط في منطقة الخليج، خاصة لأنه يهتم بشعبه.”
وأكد السيد “روعي كايس” -مراسل هيئة البث الإسرائيلية الرسمية- أن تصريحات السيد أوباما بخصوص صاحب السمو محمد بن زايد كانت “صادقة”، مؤكدًا أن سموه بالفعل أحد أذكى القادة في المنطقة العربية.
وبدوره، أشاد السيد “إيمانويل نحشون” – سفير إسرائيل في بلجيكا ولوكسمبورغ والمتحدث السابق باسم الخارجية الإسرائيلية – بتصريحات باراك أوباما ، لا سيما ما قاله حول دور الإمارات في المنطقة العربية، وحول شخصية سمو الشيخ محمد بن زايد كونه سياسي محنك وأذكى قائد في المنطقة.
على صعيد متصل، قال السيد ديمتري رمانيوك – خبير إعلامي روسي- ” تبدو تصريحات باراك أوباما بشأن الشيخ محمد بن زايد بادرة طيبة. فإذا كنا نتحدث عن الشيخ المقصود، فهو في الحقيقة يمثل رجل دولة على نطاق واسع؛ فهو رجل معطاء، ويدعم تمكين المرأة، ويقف بقوة ضد التطرف، فضلاً عن كونه يتمتع بسمعة جيدة”. واستطرد قائلاً أن “للولايات المتحدة علاقات طويلة الأمد وقوية مع الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي سيكون من غير اللائق من جانب السيد أوباما عدم ذكر أحد القادة البارزين من الدول الحليفة. وكجزء من مذكراته “أرض الميعاد”، أعرب السيد أوباما عن احترامه العميق لهذه الروابط كخطوة طبيعية”.
قدم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما صورة قاتمة لكثير من القيادة في الشرق الأوسط في مذكراته الجديدة، حيث كشف عن آرائه حول الزعماء العرب وقتها حينما قام بمحادثتهم مباشرة.