في إحدى مقابلات الإمارات بالعربية مع المؤثرين والشخصيات الدبلوماسية المؤثرة حول العالم، كان لقائنا اليوم مع السيد محمد حامد رئيس منتدى شرق المتوسط. العديد من التحديات تواجهها منطقة الشرق الأوسط وخاصة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والصراع الدائر في ليبيا والدور الهام الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة، محمد حماد رئيس منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حوار مع “الإمارات بالعربية” لتوضيح كافة هذه النقاط .
في البداية ما هو منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية وما الدور المنوط به المنتدى ؟
منتدى شرق المتوسط هو منتدى بحثي معرفي إعلامي مقره العاصمة المصرية القاهرة، يهدف في الأساس إلى توضيح الصورة الكاملة لمجريات ما يحدث في الإقليم وخاصة في منطقة شرق المتوسط الغنية بالنفط والتي أصبحت محط أنظار العالم، وجاء إختيار الأسم لما يمثله إقليم شرق المتوسط من أهمية إقليمية للإقليم خاصة بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية للدول المطلة على البحر المتوسط، كما أنها منصة لعرض أفكار الباحثين والمهتمين بالمنطقة .
كيف ترى الصراع الدائر في الداخل الليبي حاليا وما هو تأثير التدخلات الخارجية على هذا الصراع ؟
الدولة الليبية تعد من الدول الغنية بالمنطقة كونها دولة نفطية وتمتد على مساحة واسعة وعدد سكانها قليل نسبيا، وقعت في فخ التدخل الدولي عام 2011 مما ترتب عليه هدم أركان الدولة أصبحت محطة مطمع للعديد من الدول في المنطقة والعالم خاصة لما تتمتع به ليبيا من احتياطي نفطي يعد الأكبر في أفريقيا بخلاف ثورة من الغاز في منطقة شرق المتوسط .
كما أن الأراضي الليبية مازالت تحتضن في باطنها العديد من الثروات النفطية التي لم تكتشف إلى الأن بخلاف ثروات كبيرة من الغاز في البحر المتوسط، مما جعلها مطمع للعديد من الدول في المنطقة بهدف نهب ثرواتها وجعل العديد من الأطراف تتدخل في الصراع الليبي وهو ما تسبب في زيادة استمرار الصراع أكثر مما ينبغي وجعل الحل العسكري هو الأقوى مما تسبب في تأثيرات جزرية على المنطقة وعلى الإقليم ككل لما لليبيا من موقع استراتيجي في القاهرة الأفريقية .
وأوضح أن المجتمع العربي ككل رفض أي تدخلات خارجية تهدف إلى سرقة الأراضي الليبية والاستيلاء على ثروات الشعب الليبي تحت حجج واهية بمزاعم نشر الديموقراطية والحريات .
ما رأيك في العدوان التركي على الأراضي الليبية، وما هى الأهداف الحقيقية وراء هذا العدوان على الأراضي والشعب الليبي .. وما تعليقك على نشر تركيا مرتزقة للانتقال في ليبيا ؟
أن التدخل التركي في ليبيا هو بالطبع تدخل لأجل الاستيلاء على الثروات النفطية الليبية ولم يشعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من إعلان ذلك صراحة، مؤكدا أن التدخلات من دول نتيجة التدخل التركي أثر سلبا في الوصول إلى حل سياسي للصراع في ليبيا .
كما أن المرتزقة الذين تم نقلهم وتمويلهم وتسليحهم في ليبيا ساهم وبشكل فعال في تأجيج الصراع وتعزيز الاقتتال الداخلي وهو ما يطلق عليه “سروله” الوضع أو بشكل أوضح محاولة صنع سوريا جديدة بعيدا عن الصراع السياسي وهو أحد أشكال محاولات استمرار الأزمات بهدف تنفيذ مخططات تركيا في الداخل الليبي .
كما أن هؤلاء المرتزقة ليس الهدف الأساسي لهم ليبيا فقط بل يشكلون تهديدا صريحا للدولة الجارة مصر، خاصة أنهم معبئين ايدلوجيا ضد مصر وهو ما يشكل تهديد على الأمن القومي المصري والعربي في الشرق الأوسط بشكل عام .
ما رأيك في الدور العربي في المنطقة لإنهاء الصراع الدائر بالمنطقة ؟
الدول العربية من مصلحتها بالأساس الحفاظ على الأمن القومي العربي ويقع الأمر على عاتق مصر بشكل أكبر كونها الجارة لدولة ليبيا وهو ما يضع الحفاظ على كيان الدولة الليبية ضمن أطر الحفاظ على الأمن القومي المصري بشكل خاص والأمن القومي العربي .
ولذلك لعبت مصر دورا هام من خلال التدخل بشكل صريح وإرسال رسالة قوية من خلال تحديد خط أحمر من يبدأ من مدينة سرت لمنع تدفق المرتزقة وقوات العدوان التركي في العمق الليبي والذي يهدد الدولة المصرية وذلك من خلال طلب من البرلمان الليبي وشيوخ القبائل الليبية.
كيف ترى الدور القطري في المنطقة العربية وسعيها لتأجيج الصراع الدائر في تلك المنطقة والشرق الأوسط ؟
قطر تتواجد في المنطقة العربية بشكل سلبي و خاصة في ليبيا وذلك من خلال دعم جماعات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية للتمركز في منطقة شمال أفريقيا و الشرق الأوسط وذلك من خلال ضخ أموال ضخمة لعناصرها من الإرهابيين التكفيريين في شمال أفريقيا وأحياء دورهم في تلك المنطقة والتي شهدت غياب دورهم في منطقة المغرب العربي في عودتهم إلى تلك المنطقة من خلال ليبيا ستكون خزان قادر على تصدير مزيد من الإرهابيين إلى المنطقة ككل .
مؤكدا أنها مولت ودعمت بالتعاون مع تركيا في جلب المرتزقة السوريين من أدلب في شمال سوريا إلى ليبيا وهو دور خبيث أدركه العرب مبكرا وكان قرار المقاطعة العربية لتلك الدولة التي تلعب بالأمن العربي وتمويل الإرهاب .
كيف ترى الدور الإماراتي في المنطقة العربية والشرق الأوسط ؟
الإمارات تلعب دور هام ومحوري في تثبيت وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وذلك بعد سنوات من الاضطرابات التي حدثت في تلك المنطقة بهدف المطالبة بالإصلاح وحكم أكثر رشدا .
وكذلك تدعيم الموقف العربي وترميم الأمن القومي العربي الذي تم اختراقه بسبب الجماعات الإرهابية وانتشار الجماعات المتطرفة و سعيها للاستيلاء على عدد من الدول المهمة والاستراتيجية في المنطقة ومنها سوريا والعراق والتي مازالت تعاني بسبب انتشار الجماعات المسلحة المتطرفة .
أن هذا الدور يأتي من أجل تعزيز المجالات الاقتصادية وتحقيق الرفاهية للشعوب من خلال اقتناص الفرص الاقتصادية وتدعيم الاستقرار في إقليم ظل مضطرا طوال أكثر من 10 سنوات ماضية وانهيار للعديد من الاقتصاديات في المنطقة .
كيف تفسر حملات التشويه التي تتعرض لها دولة الإمارات وما هو مصدرها ..؟
لا يخفى على أحد أن الإمارات تتعرض إلى حملات إعلامية ممولة وإعلام متعدد الأدوات يرجع بشكل واضح وصريح إلى دولة قطر والتي تمارس ذلك الأسلوب مع دول أخرى منها مصر.
وتمتلك تلك الدولة منظومة إعلامية بالإضافة إلى ذباب إلكتروني على السوشيال ميديا يسعى إلى تشويه الدور الإماراتي بشكل عام في المنطقة من خلال الافتراء والكذب والحديث عن أمور مبنية على الكذب بهدف التشويه والشخصنة والعمل على أساليب غير مهنية وبعيدة عن القيم والأخلاق العربية .
سعت دولة الإمارات لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال اتفاق السلام مع دولة إسرائيل .. كيف ترى ذلك ؟
دولة الإمارات لها الحق الكامل في عقد الاتفاقيات والمعاهدات التي تحمل أهداف استراتيجية عليا للدولة، ويأتي اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي على غرار اتفاق السلام المصري الإسرائيلي والأردني الإسرائيلي، وذلك يخضع للمتغيرات المختلفة الموجودة في الإقليم ومنها تعاظم أدوار عدد من الدول في الإقليم مثل إيران وتركيا، وجاء إعلان السلام بهدف إيصال رسالة برفع راية السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعمل من أجل وتحقيق النمو الاقتصادي وليس الطائفية والتجارة بالدين والمصلحية السياسية والمبنية على النوايا السيئة .
الإمارات لديها العديد من الخطط التي تسعى إلى تعزيزها في التبادل التجاري وتعزيز النمو الاقتصادي والانفتاح على جميع الدول في المنطقة ويأتي اتفاق السلام مع دولة إسرائيل لتعزيز تلك الأدوار من خلال السلام مع دولة إسرائيل وهي شراكة تعود بالنفع على البلدين وتعزز من فرص دولة الإمارات في التوصل لاتفاق فيما يخص القضية الفلسطينية في المستقبل القريب .