في إحدى مقابلات الإمارات بالعربية مع المؤثرين والشخصيات الدبلوماسية المؤثرة حول العالم، كان لقائنا اليوم مع المحلل السياسي الليبي حسين مصطفى، حول العدوان التركي وسعيّ الإمـارات لإنهائه.
يشهد الصراع الدائر في ليبيا تطورات عدة خاصة خلال الفترة الأخيرة مع تزايد العدوان التركي والقطري على الأراضي الليبية من خلال قوات برية وحملات إعلامية، والتعرف على الوضع الليبي عن قرب أجرت الإمارات بالعربية ذلك الحوار مع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الليبي حسين مصطفى .
سنوات عده مرت منذ خلع العقيد معمر القذافي وليبيا تمر بالعديد من الصراعات منذ ما يقرب من 10 أعوام .. كيف ترى الصراع الدائر الآن في ليبيا وما هي الأطراف الأبرز التي ساهمت في استمرار الصراع ؟
ليبيا منذ عام 2011 وعقب إسقاط نظام القذافي وبعد تدخلات خارجية ، وأصبح الوضع السائد هو الفوضى رخم حالة الهدوء النسبي الذي تمتعت به خلال العامين 2012 و 2013 ولكن سريعا ما ظهرت الانقسامات بين الأطراف الليبية وسريعا تحولت إلى حروب وخاصة في 2014 وما حدث في عملية ما تسمى بفجر ليبيا وغيرها من الحروب وصولا إلى حالة الإنقسام في الحكومات وأصبحت بلد تحكمها حكومتان في الغرب في طرابلس وحكومة أخرى في شرق البلاد، وهذا المشهد الكامل وصل إلى هذه المرحلة بسبب التدخلات الخارجية بعض هذه الدول تحمل اجندات ومشروع طموح للعودة إلى أمجاد الماضي إن تحدثنا على إيطاليا وتركيا تحديدا .
تركيا تسعى للعودة إلى ليبيا والسيطرة على مقدراتها النفطية وتنفيذ حلم عودة النفوذ العثمانية من جديد والتي يتبناها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأيضا كون تركيا هي الراعي الرسمي لمشروع الإسلام السياسي والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وهو ما قسم الصراع في ليبيا إلى محورين محور داخلي من خلال قبائل وانقسامات داخلية ومحور آخر خارجي يحمل أطماع مختلفة .
الإمارات مصر والسعودية والبحرين والتي تسعى إلى مواجهة أطماع التدخلات الخارجية من خلال دعم الجيش الوطني الليبي بهدف الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وعودة حالة الاستقرار، بينما تعمل تركيا على دعم أحد الأطراف وهو حكومة الوفاق بهدف من خلال عدد من الاتفاقيات والتي تهدف بالأساس لبسط سيطرتها على الداخل الليبي معتمدة على تولى عدد من أنصار تيار الأخوان المسلمين في حكومة الوفاق، وهو ما أدى إلى تجاوز الصراع في ليبيا العديد من الجهات .
ولكن هل تعتقد أن ثمة هناك حلول يمكن أتباعها لإنهاء الصراع ..؟
إنهاء حالة الصراع في الوقت الحالي بسهولة ولكن يمكن ذلك من خلال شرطين أساسيين كبداية وفي بداية ذلك ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من الداخل الليبي ولا سيما المرتزقة الأجانب التي احضرتهم تركيا، بخلاف رفع أيدي الدول عن القواعد البحرية أو الجوية في طرابلس ومصراتة والرصيف الحربي في ميناء الخمس، وأيضا القوات الايطالية وغيرها ومحاولة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة .
وأيضا السلاح المتواجد خارج القانون في أيدي عدد من المليشيات والجماعات غير المنضبطة والتي تنطوي تحت حكومة الوفاق وتواجد سلاح تحت يديها يهدد استقرار الأوضاع الليبية، وأن هذه الحالة من الصراع ستظل مستمرة ما كان هناك مؤسسة عسكرية قوية قادرة على جمع كل هذه الاسلحة .
تركيا أحد أهم الأذرع التي تتواجد في ليبيا بشكل مباشر وغير مباشر .. كيف ترى هذا التدخل وكيف ساهم في إنهاء الصراع الليبي ؟
المشكلة الأساسية للوضع الحالي في ليبيا هو التدخل والعدوان التركي على الأراضي الليبية وهو ما ساهم في تأزيم الأمور بشكل أكبر، حيث تحاول تركيا تسعى إلى مصالح اقتصادية فقط ولكن تسعى إلى زراعة مشروع إسلامي سياسي جديد بعد أن فشل في عدد من الدول مثل مصر والسودان وليبيا أيضا بعد أن تلقى الإسلام السياسي ضربة قوية في إنتخابات 2014 والتي نتج عنها مجلس النواب الليبي .
تركيا ترى وجودها في ليبيا وجود مصيري فقد فشل مشروع الإسلام السياسي في ليبيا يعني فشل المخطط الذي تسعى تركيا إلى تنفيذه بقيادة أردوغان الذي يداعبه حلم العودة إلى الأمجاد العثمانية، بخلاف أنها تسعى أن تكون لاعب إقليمي بعد تموضعها في ليبيا لتسيطر على حوض البحر المتوسط وتعمل من خلال الورقة الليبية للتفاوض في تلك المنطقة وسط رفض تحالف معها من كل الدول، كما أنها لجأت إلى توقيع اتفاقيات غير قانونية مع حكومة الوفاق للسيطرة على ليبيا تحت قناع حكومة الوفاق .
هناك تدخل دول أخرى ومنها قطر وأن كان بشكل غير مباشر من خلال حملات إعلامية في الداخل الليبي وضد عدد من الدول العربية .. كيف ترى هذا التدخل وهذه الحملات ؟
هناك توافق وتقارب تركي قطري لا يخفى على أحد وهناك أيضا تعاون إعلامي من خلال تمويل وإطلاق العديد من المنصات الإعلامية والإلكترونية بهدف شن حملات على الدول التي تسعى على التصدي لطموحات اردوغان وتميم وخاصة الإمارات ومصر، فقد عمل هذا الإعلام الممول من قطر على بث الأكاذيب والشائعات من خلال قنوات فضائية والكترونية لتشويه تلك الدول وايضا البث في الداخل الليبي للترويج للمشروع التركي القطري داخل ليبيا .
ويجب الحذر من تلك المنصات التي تستخدم للتغرير بالعديد من الشباب الصغير واستخدامه لتحقيق اهدافهم المسمومة، ويعد الإعلام أحد الأدوات المهمة في الحروب الحديثة والذي يسمى بالجيل الرابع من الحروب فهو ذراع مهم بل يعد رأس الحربة في الحروب الحديثة، ولذلك تلعب الأموال القطرية دور هام من خلال بث السموم داخل المجتمع الليبي، كما أنها تحاول أن تمهد وتشرعن صورة جديدة للدخول بها إلى ليبيا وتغيير شكل منطقة شمال أفريقيا .
ذكرت أن الإمارات كان لها دور فعال في الداخل الليبي .. كيف ترى هذا الدور ؟
عملت دولة الإمارات على الوصول إلى حل حقيقي في ليبيا كونها تسعى إلى تحقيق الأمن الوطني العربي ولذلك تسعى بشكل فعال للعمل على استقرار الوضع في ليبيا بخلاف بعض الدول الأخرى التي تسعى إلى تأجيج الصراع في الداخل الليبي بما يخدم أهدافها، بخلاف موقف عدد من الدول العربية الأخرى مثل تونس والتي يسيطر الإسلام السياسي فيها على البرلمان التونسي ولذلك كان دورها ليس هو المنتظر .
وتسعى دولة الإمارات مع عدد من الدول العربية على احتضان الليبيين وتسعى إلى إنهاء الصراع ومنها مؤتمر أبوظبي الذي سعت من خلالة الإمارات إنهاء الأزمة من خلال الحوار والتقى فيه عدد من الأطراف الليبية وهو ما عزز من دور الإمارات الهام .