تعد العلاقات الإماراتية الكويتية علاقات مترابطة الدم والهوية، ورغم محاولات الوقيعة بين الشعبين الا أنهم ظلوا يداً واحدة .. ولهذا أجرت الإمارات بالعربية هذا الحوار مع الصحفي والكاتب الكويتي داهم القحطاني.. وهذا ما جاء فيه.
العديد من النقاط المشتركة تربط بين دولتي الإمارات والكويت.. كيف ترى العلاقات بين البلدين؟
العلاقات الإماراتية الكويتية ممتدة منذ فجر التاريخ، فهم شعبان من أصول عربية واحدة ويجمعهما دين مشترك وأواصر عربية مشتركة، ولذلك كانت الكويت حاضرة لتقديم يد العون لسكان الإمارات قبل إعلان الاتحاد في العديد من المجالات ومنها الصحة والتعليم، وكان هذا من منطلق أن الاثنين يشكلان أسرة واحدة وليس دولة وأخرى، كما أن الإماراتيين على المستويين الرسمي والشعبي يتذكرون هذا .
كما أن موقف دولة الإمارات من الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، متقدم في دعم الحق الكويتي وذلك ما يتذكره أهل الإمارات، علاوة على موقف الشيخ زايد رحمه الله في التصدي لذلك العدوان ومشاركة الجيش الإماراتي في مواجهة لهذا العدوان لتحرير الكويت، كما استقبلت الإمارات كغيرها من دول الخليج العديد من الكويتيين الذين انقطعت بهم السبل .
كما أن إنشاء مجلس التعاون الخليجي جاء بناء على تناغم بين دولة الكويت ودولة الإمارات، ولذلك بذلت الكويت جهدا كبيرا إلى أن عقد الاجتماع الأول في أبوظبي عام 1981، وتزايدات بعدها العلاقات بين الشعبين والقادة أيضا.
التواصل الشعبي مهم ولكن ماذا أيضًا عن التواصل الرسمي بين الدولتين؟
هناك تنسيق مشترك بين الدولتين وخاصة في إطار مجلس التعاون الخليجي والذي يأتي في أولوياتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول من قِبَل إيران، وكذلك دعم الإمارات في قضيتها العادلة في الجزر التي تستولي عليها إيران، بخلاف تعزيز عضوية البلدين في منظمة “أبوك” والتنسيق سوف يكون لصالح البلدين وهو ما يعمل على تناغم العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن أي خلافات وُجدت هي بسيطة، ولا تؤثر على مجمل الصورة والترابط بين البلدين .
الكويت تلعب دورا ايجابيا ومميزا بمجلس التعاون الخليجي.. ما هو هذا الدور من وجهة نظرك؟
الكويت تلعب دورا مهما في مجلس التعاون الخليجي مثل الأزمة الخليجية، وأيضًا مشكلة الخلافات مع إيران والتي تأتي في مجمل الخلافات، كون الكويت هي الطرف الذي يلعب دور الوسيط بهدف الحفاظ على مصالح دول مجلس التعاون الخليجي .
الكويت أيضًا لها دور هام في الصراعات المختلفة والمشاكل التي تواجه دول الخليج في الصراعات الإقليمية والدولية مثل سوريا والعراق، كما أن الكويت تعمل على تصدر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية لتلك الدول، كما أنها تؤمن أن هذا هو دورها الأهم في تخفيف الاحتقانات الدولية، كما أن دول الخليج تقبل هذا الدور للكويت وكونها وسيط في الأزمات الدولية والأزمات الخليجية.
الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد، وهو أقدم وزير خارجية في العالم من الفترة 1963 إلى عام 2003 كان لها دور مهم كان يصب لصالح دول مجلس التعاون الخليجي لذلك لا توجد أية خلافات حول دول الكويت في هذا الشأن.
مازالت الانتخابات الامريكية لم تحسم حتى الآن! ما التاثير الذي سوف تحدثه نتيجه الانتخابات الأمريكية؟!
الانتخابات الأمريكية مهمة ومحورية ومؤثرة وبناء على هذه الانتخابات سيكون هناك تجاذبات؛ ولكن لن يكون هناك تغيير في السياسات الأمريكية والتي لا تبنى على شخص الرئيس، ولكن تبنى على المصالح الاستراتيجية الأمريكية والتي توضع من خلال وزارة الخارجية وغيرها من المؤسسات كما تمر بالعديد من الإجراءات والموافقات من الكونجرس لكي تتغير تلك السياسات.
القضايا الرئيسية قد يتغير من الرئيس لن يكون هناك أي تغيير وذلك يشمل جميع القضايا.
كيف ترى محاولات الوقيعة بين الشعبين الكويتي والإماراتي عن طريق بعض القنوات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي؟
إن الحكم على علاقات الدول لا يجب أن لا يكون من خلال وسائل الإعلام، خاصة أن هناك بعض وسائل الإعلام تعمل على خلق مشكلات بين الشعوب وبعضها، ولكن يجب على القارئ أن يتبين وألا ينساق إلى أي دعايا، ومن الطبيعي أن يكون هناك خلافات بين الدول وبعضها بسبب الأفكار أو الإيدلوجيات المختلفة، ولكن الأهم أن هذه الخلافات تظل في موقعها.
واتمنى أن يكون العمل على التقريب بين الشعوب العربية بعضها ببعض دون تجاوزات.