لا يظهر قادة الخليج كثيرًا، ولا يُعلم عن شخصياتهم وحياتهم الاجتماعية إلا القليل، وهكذا هو الحال بالنسبة للرجل الذي فاجأ العالم قبل أيام بعقد أكبر إتفاقية في الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة، بين الإمارات وإسرائيل، الغرض منها وقف الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وهو سمو الشيخ محمد بن زايد
نبذة بسيطة عن سمو الشيخ محمد بن زايد
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو ولي عهد أبوظبي ويعتبر أيضًا نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، و أحد أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات رحمه الله، وشقيق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولد الشيخ محمد بن زايد في مدينة أبوظبي في 11 مارس من عام 1961، ودرس وأكمل تعليمة في دولة الإمارات كما تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة عام 1979، وهو الابن الثالث من أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ووالدته هي الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي.
سمو الشيخ محمد بن زايد متزوج وله 9 أبناء منهم 4 ذكور و5 الإناث، وأبنائه بالترتيب هما، مريم ، خالد ، شمسة ، ذياب ، حمدان ، فاطمة ، شما ، زايد ، حصة، وتولى الشيخ محمد رئاسة “المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في ديسمبر من عام 2004،
كما يشغل نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول، أيضا رئاسة مجلس إدارة كل من شركة مبادلة للاستثمار، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الأستراتيجية، بالإضافة إلي مجلس التوازن الإقتصادي ” توازن، بخلاف مجلس أبوظبي للإستثمار.
كما شغل الشيخ عده مناصب منها نائب ولي العهد لمده عام واحد ليتولي بعدها منصب ولي عهد أبوظبي ، وكان أيضًا من ضباط الحرس الأميري وبعدها طيار في القوات الجوية وتدرج في المناصب العسكرية حتي وصل إلي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية .
وللشيخ محمد بن زايد اسهامات متواصلة في عملية بناء القوات المسلحة الإماراتية حيث وضع مخطط استراتيجي يهدف إلي اعاده ترتيب الهيكل التنظيمي وتعزيز قدرات القوات الإماراتية، وهو ما ساهم في تطوير القوات المسلحة الإماراتية وجعلها من المؤسسات العسكرية الدولية ذات الشأن الدولي التي تحظى بتقدير عالمي وإقليمي، آخرها الإسهام السلامي في معاهدة الإمارات وإسرائيل التي تمت منذ أيام.
من يعيش حياة أسطورية
هذا وقد نقل الإعلامي المصري ” عماد أديب” عن وزير الإمارات العربية المتحدة للشؤون الخارجية د/ أنور قرقاش الذي يعمل دائم لمدة سنوات طويلة مع سمو الشيخ محمد بن زايد قوله “الرجل لا يعرف البذخ في حياته، ويميل إلى البساطة في كل شيء، رغم أنه قادر على أن يعيش حياة أسطورية”.
ويضيف قرقاش “انظر إلى الرجل كيف يعيش، فهو لا يعيش في قصور فاخرة، ولا يمتلك أي يخت، أو يقتني سيارات فارهة، ويرتدي ساعة يد أقل من عادية”.
هذا ويروي بدوره الأديب المصري والكاتب المصري صاحب المقالة في جريدة الوطن المصرية، تفاصيل مقابلته الأولى مع سمو الشيخ محمد بن زايد، حيث يقول عماد أديب “كان اللقاء الأول منذ 21 عاماً بترتيب خاص من الصديق العزيز الشيخ عبدالله بن زايد، الذى كان وقتها يتولى حقيبة الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
واستكمل حديثه قائلًا: “كان اللقاء دعوة كريمة من سموه على الغداء في مطعم الأسماك الشهير في فندق إنتركونتننتال أبوظبي، يومها فاجأني الشيخ عبدالله “بعد دقائق سوف ينضم إلينا سمو الشيخ محمد، إنها فرصة لك حتى تتعرف على حقيقة هذا الرجل، الإنسان. إنه شخصية استثنائية”.
“كانت المائدة عامرة بالطعام وبالضيوف الذين كانوا يصلون تباعاً، وكنا نرى وصولهم من خلف زجاج المطعم، وفى الحقيقة لم أكن -وقتها- أعرف ملامح الشيخ محمد الذي كان ظهوره محدوداً،”
محمد بن زايد: لم نسجل حالة وفاة واحدة خلال 24 ساعة بسبب كورونا
يقول الصحفي والكاتب المصري عماد أديب استكمالًا لحديثه: “أُصبت بالذهول، فالرجل جاء في سيارة يابانية عادية، أشار في هدوء للجالسين بعدم الوقوف أثناء الطعام، صافحني وقال في صوت خفيض: أهلاً أستاذ، معاك محمد”. لذلك لم أفهم لحظتها أن هذا الرجل هو “القائد القوي لإمارة أبوظبي، والمؤثر سياسيًا وعسكريًا في ملفات دولة الإمارات”.
وتعجب الصحفي المصري أديب في قوله “كانت الصورة المعتادة لكبار الشخصيات في عالمنا العربي أن يتحرك بمواكب مصاحبة، مجموعة مرافقين من السكرتارية ورجال الأمن، ويجلس على رأس مائدة الطعام، ويعامل بشكل فيه تبجيل وإكبار بشكل استثنائي”!
قال لي الشيخ عبدالله “هكذا الشيخ محمد دائما شديد البساطة إنسانياً رغم كل ما منحه الله من قدرات في شؤون الحكم والإدارة”.
ويؤكد أديب “الرجل لا يمكن له أن يضحى بحلفائه معها كانت المصاعب والتحديات، وذلك لتركيبة الوفاء الإنسانى ولحسن اختياراته الاستراتيجية فى التحالف مع مصر والسعودية اللتين يرى -وطنياً- أنه لا بديل عن تحالف بلاده معهما”.
ويؤكد الصحفي المصري عماد أديب بأن الفراغ العربي الحاصل في الفترة الأخيرة يجب أن يملاؤه دولة ما عربية قبل أن يقوم كيان آخر غير عربي بملئ ذلك الفراغ! ومن يعلم، قد تكون لديهم أفكار وأنماط شريرة!.
وفيما يخص بمبادرة الإمارات للسلام مع دولة إسرائيل -يقول الوزير الإماراتي للخارجية دكتور أنور قرقاش- فإن منهج الانطلاق فيها هو فكر سمو الشيخ محمد بن زايد الاستراتيجى والمتعقل الذى يضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، لذلك كان حريصاً بحسه الوطني وفكره العروبي على أن يتخذ خطوة جريئة وتاريخية لصالح الإمارات ويخدم الفلسطينيين ودول المنطقة بشكل استراتيجي”.
صقور الإمارات.. شخصيتين من أهم شخصيات عائلة بن زايد
ويضيف أنور قرقاش: “هذه الرؤية الاستراتيجية -يضيف قرقاش- هي التي جعلت محمد بن زايد يرسل ما بين 1100 و1200 مقاتل إماراتي إلى أفغانستان، وأن يشارك في حرب اليمن بشكل مؤثر وفعال، ويتصدى للمشروع القطري التركي، ويواجه الإرهاب التكفيري من ليبيا إلى مالي، ويدعم مشروع الدولة الوطنية من مصر إلى الأردن إلى العراق، ويواجه الهيمنة الإيرانية في الخليج، ويدعم بكرم المشروعات الإنسانية من العالم العربي إلى أفريقيا إلى آسيا”
وملخص الحديث كما قال الكاتب المصري عماد أديب، بأن مفتاح شخصية سمو الشيخ محمد بن زايد ، هو كونه شخصية استراتيجية من الدرجة الأولى، شخصية محبة للعروبة ولوطنها، وحليف قوي لأصدقاؤه وحلفاؤه ولا يخونهم.
إنه رجل صارم جدًا ضد أعداؤه!