حظيت دولة الإمارات إشادات دولية عدة نظرا لدورها الهام في تقديم المساعدات الطبية العاجلة للعديد من دول العالم منذ انتشار جائحة كورونا، وكان أخرها من موقع “أفريكا نيوز” وهو الموقع التابع لـ شبكة يورو-نيوز الإخبارية.
كيف تشارك دولة الإمارات في الجهود العالمية لعلاج كوفيد-19
وعرض الموقع في تقرير مفصل نشر بقسم “الشرق الأوسط الملهم” وحمل عنوان “”كيف تشارك دولة الإمارات في الجهود العالمية لعلاج كوفيد-19” واستعرض التقرير الجهود الحثيثة لدولة الإمارات في تقديم المساعدات والإمدادات الطبية والإنسانية منذ ظهور أول حالة من الفيروس التاجي نهاية يناير الماضي.
وأكد الموقع على القدرة العالية لدولة الإمارات على التعامل مع الفيروس، وكانت العاصمة أبوظبي مركزا الاختبارات المكثفة والتي جاءت الأكبر خارج الصين وذلك لما قامت به من قدرة على إجراء آلاف الإختبارات يومياً .
وتتمتع دولة الإمارات حتى الأن بأنها الدولة الأكبر في إجراء إختبارات كوفيد-19 حول المعالم بالمقارنة بعدد السكان، فقد تجاوزت الإمارات إجراء أكثر من 4 مليون اختبار وذلك وفقا لوزارة الصحة ووقاية المجتمع .
ومؤخرا أعلنت الجهات الصحية في كل من ابوظبي وبكين شراكة من أجل التوصل إلى مصل فعال للوقاية من فيروس كورونا المستجد، حيث بدأت شركة “سينوفارم” الصينية ومجموعة “جي42” والتي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومقرها أبوظبي شراكة استراتيجية في هذا المجال .
وبدأت التجارب السريرية وهي المرحلة الثالثة والأخيرة من اختبار اللقاح للتأكد من سلامته وأنه آمن تماما للاستخدام، وجاءت موافقة من معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع ببدء هذه التجارب السريرية والتي تشارك بها الإمارات
وتساءل محرر “يورونيوز” في سؤال للرئيس التنفيذي لمجموعة 42 للرعاية الصحية، آشيش كوشي، عن سبب الشراكة مع الصين خاصة في ظل وجود العديد من الشركات الأمريكية والأوروبية والتي تعمل على تطوير لقاح محتمل.
وأكد الرئيس التنفيذي أن شركة سينوفارم تمتلك منتجين أو لقاحين معطلي المفعول ضمن العشرة الأوائل، وهذا هو التعاون والاتساق الأساسي الذي رأيناه وشعرنا بأنه سيمثل شراكة قوية بكل تأكيد مع دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن توفير الكفاءة الطبية، ناهيك عن القدرة على الوصول بشكل مبكر إلى سكان دولة الإمارات”.
وتعمل العديد من الدول حول العالم من بينهم دولة الإمارات في مجال الاستثمار في تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد، حيث تعمل دول ومنظمات وشركات كبرى من أجل اكتشاف لقاح محتمل للفيروس التاجي الجديد، أكد كوشي أن البحث عن علاج ليس سباقا بل جهد من العالم أجمع للتصدي لهذا الوباء الذي أصاب الملايين حول العالم ولهذا تتحمل كل الدول القيام بدورها من خلال المشاركة في هذا الأمر .
التسلسل الجيني لكوفيد-19
وتقوم مجموعة 42 على العمل على التسلسل الجيني لكوفيد-19 وذلك في مختبر الجينوم الخاص بالشركة بهدف قراءة الصورة الكاملة للفيروس وتأثير اللقاح على البشر وعلى الفيروس على حد سواء .
وعملت الشركة أيضا على تطوير نظاماً أساسيا للذكاء الاصطناعي بهدف تحديد أنماط طفرة الفيروس وذلك من خلال التجارب التي تتم على كل من المرحلة الثالثة وتحديد فاعليتها .
وأكد كوشي أن البيانات الخاصة بالفيروس الشركة تمتلكها بكثرة وهو ما يؤدي إلى معرفة كاملة تحور الفيروس وكيفية خروج شكل محتمل لقاح وعلاج هذا الوباء .
وتأتي التجارب السريرية في دولة الإمارات على ثلاث مراحل طبقا لما هو متبع حيث تشمل المرحلة الأولى التأكد من سلامة اللقاح أما في المرحلة الثانية يأتي تقييم توليد المناعة وتبحث في عملية التطعيم لعدد محدود من الأفراد وفي المرحلة الثالثة يأتي ضمان سلامة وفعالية اللقاح وسط شريحة أكبر من الناس وفي حال ثبتت سلامة وفعالية اللقاح طوال عملية التجارب السريرية حينها يتم اعتبار الفحص ناجحاً ويتم الانتقال لمرحلة تصنيع اللقاح على نطاق واسع.
وقد نجح اللقاح في اجتياز المرحلتين الأولى والثانية من التجارب دون أن يتسبب في أية آثار ضارة حيث وصلت نسبة المتطوعين الذين تمكنوا من توليد أجسام مضادة إلى مائة في المائة.
وتعد “مجموعة 42 ” هي أحد شركات مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتتخذ من أبوظبي مقرا لها، وأثبتت تخصصها في مجال الرعاية الصحية بما في ذلك التشخيص بمساعدة الذكاء الاصطناعي وهي تعد من أكثر الشركات الرائدة في هذا المجال .