تشهد بعض المدارس في دولة الإمارات حالات إصابة بمرض جدري الماء في الإمارات، ما دفع عددًا من الأطباء إلى توجيه دعوات عاجلة للآباء بضرورة التأكد من تلقي أبنائهم اللقاحات الموصى بها، خاصةً في ظل ما وصفوه بزيادة ملحوظة في الإصابات داخل الفصول الدراسية.
تحذيرات صحية بعد رصد حالات جديدة
أصدرت بعض المدارس إشعارات لأولياء الأمور تفيد بوجود حالات مؤكدة من جدري الماء بين الطلبة، كما سُجلت أيضًا إصابات بالحمى القرمزية، وهي عدوى بكتيرية معدية. ووفقًا للأطباء، فإن انتشار الفيروسات الموسمية من الأمور الشائعة خلال الأشهر الدافئة، خصوصًا مع الاختلاط المباشر والمستمر بين الأطفال في البيئة المدرسية.
تطعيم الأطفال: غطاء وقائي مهم
أشار الدكتور حمزة رحّال، استشاري طب الأطفال في مستشفى السعودي الألماني بدبي، إلى أن ارتفاع عدد الإصابات بمرض جدري الماء في الإمارات، يعود جزئيًا إلى تأخر حصول الأطفال على التطعيمات الروتينية خلال جائحة كورونا، قائلاً: “هناك زيادة واضحة في حالات جدري الماء، نتيجة فقدان أو تأجيل التطعيمات الأساسية خلال فترة الوباء، ما ترك شريحة من الأطفال إما غير محصنين أو محصنين جزئيًا”.
وأكد الأطباء أهمية تلقي جرعتين من اللقاح حسب التوصيات، باعتبارهما الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من هذا المرض الفيروسي شديد العدوى.
أعراض أكثر حدة في بعض الحالات
من جانبه، قال الدكتور محمد شهيد باديار، أخصائي الأطفال في مستشفى ميدكير الشارقة، إن بعض حالات جدري الماء في الإمارات أظهرت أعراضًا أشد من المعتاد، مثل:
- ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة.
- انتشار الطفح الجلدي المصحوب بالحكة.
- التهابات جلدية ثانوية.
وفي حالات نادرة، قد تتطور الأعراض إلى التهاب رئوي أو مضاعفات عصبية، خاصةً عند الأطفال أصحاب المناعة الضعيفة.
أوضحت الطبيبة ماماتا بوثرا، أخصائية طب الأطفال بمستشفى إنترناشيونال مودرن في دبي، أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف قد يُسهم في زيادة انتشار فيروس جدري الماء في الإمارات، مشيرة إلى أن بعض الأطفال المصابين بأمراض مزمنة أو ضعف مناعي يُصابون بأعراض أشد.
المدارس تتخذ إجراءات احترازية صارمة
في إحدى مدارس دبي، أكد تعميم رسمي وجود عدد محدود من الحالات في القسم الابتدائي، شملت طفلين في الصف الثاني ومرحلة الروضة، بالإضافة إلى أحد المعلمين. وأشار التعميم إلى اتخاذ جميع التدابير الوقائية، مثل:
- عزل الحالات المصابة منزليًا.
- تطهير شامل للفصول الدراسية والمرافق المشتركة.
- متابعة يومية للحالات من قبل الفريق الطبي.
وأُبلغ أولياء الأمور بأن فترة حضانة جدري الماء تتراوح عادةً بين 10 إلى 21 يومًا، وتبدأ الأعراض بالحمى والإرهاق، ثم ظهور بقع حمراء مثيرة للحكة تبدأ من منطقة الصدر أو البطن.
شبكات مدرسية تُفعّل بروتوكولات دقيقة
أكدت الطبيبة ميرة قنديل، المديرة الطبية لمجموعة “جيمس” التعليمية، أن الحالات تُراقب بدقة عبر قاعدة بيانات مركزية لمكافحة العدوى. وقالت: “عند تسجيل حالة مؤكدة، نقوم بإبلاغ الجهات الصحية، ونرسل لأولياء الأمور إشعارًا لتوعيتهم بأعراض المرض، وكيفية التعامل في حال ظهورها”.
وأضافت قنديل أن المجموعة لم تسجل حتى الآن زيادة كبيرة في الإصابات عبر مدارسها.
الحمى القرمزية: عدوى آخرى تحت المراقبة
في الشارقة، أشارت الطبيبة أروجيا ريدي، مديرة مدرسة السفير، إلى رصد حالات حمى قرمزية بين الطلبة، دون تسجيل أي إصابات بجدري الماء حتى الآن. وأوضحت أن البروتوكول المعتمد يشمل:
- إخطار ولي الأمر والجهات الصحية المختصة.
- عزل الطالب منزليًا لمدة لا تقل عن 7 أيام.
- إلزامية تقديم شهادة لياقة طبية عند العودة للمدرسة.
الوقاية تبدأ بالتطعيم
في ظل انتشار جدري الماء في الإمارات، يشدد الأطباء والمسؤولون في القطاع التعليمي على أن الوقاية تبدأ من المنزل، خاصةً عبر الالتزام بجدول التطعيمات الإلزامية للأطفال، وتعزيز النظافة الشخصية، وتجنب الاختلاط عند ظهور أعراض مشبوهة.
تعرف المزيد على: مرض التصلب اللويحي ودور “زايد العليا” في دعم المصابين
وعلى الرغم من أن مرض جدري الماء في الإمارات، قد يبدو مرضًا بسيطًا، لكنه في الواقع قد يُسبب مضاعفات خطيرة في حال إهماله، واللقاح يظل خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة الأطفال والمجتمع ككل.