في إطار سعيها لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية والحياد المناخي، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز إنتاج الوقود الحيوي عبر مشاريع مبتكرة لإعادة تدوير زيوت الطهي المستعملة. هذه المبادرات تندرج ضمن السياسة الوطنية للوقود الحيوي التي أطلقتها الدولة عام 2024، والتي تهدف إلى توفير مصادر طاقة نظيفة ومتجددة تُقلل من التلوث وتحافظ على البيئة.
مشاريع مبتكرة لتحويل زيوت الطهي إلى طاقة
شهدت الإمارات إطلاق عدد من المشاريع الرائدة، من أبرزها مشروع “تدوير” في أبوظبي، الذي افتتح مصنعين لإعادة تدوير زيوت الطهي بطاقة إنتاجية تصل إلى 40 ألف لتر يومياً لكل مصنع. كما انطلقت مبادرات في الشارقة مثل مشروع “تنظيف”، بالإضافة إلى خطة طموحة في إمارة رأس الخيمة لإعادة تدوير 244 طناً شهرياً من الزيوت.
مبادرات حكومية لتعزيز التحول للطاقة النظيفة
في فبراير الماضي، أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية، بالتعاون مع شركة “لوتاه للوقود الحيوي”، مبادرة لجمع زيوت الطهي المستخدمة في حاويات مخصصة بهدف تحويلها إلى وقود حيوي. وتوزَّع هذه الحاويات في عدة مناطق بالدولة، ما يساعد في توسيع نطاق الجمع وتقليل الأضرار البيئية الناتجة عن التخلص العشوائي من الزيوت.
استخدام الوقود الحيوي في قطاع النقل
بات الوقود الحيوي خياراً عملياً في عمليات الشركات الكبرى داخل الإمارات، حيث بدأت شركة “أدنوك للتوزيع” باستخدام وقود “B20” لتشغيل أسطولها من الشاحنات الثقيلة، مما ساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 15%. من جهتها، أعلنت “دناتا” اعتماد وقود الديزل الحيوي لتشغيل جميع مركباتها غير الكهربائية في مطارات دبي.
تعرف المزيد على: “طيران الإمارات” تحقق أرباحًا قياسية في 2024-2025
مستقبل واعد للطاقة البديلة في الإمارات
تسعى “لوتاه للوقود الحيوي” إلى رفع نسبة إعادة تدوير الزيوت في الإمارات إلى أكثر من 80% خلال السنوات المقبلة، مقارنة بنسبة أقل من 50% حالياً. ويُتوقع أن يزداد الطلب العالمي على زيوت الطهي ليصل إلى 250 مليون طن بحلول عام 2030، مما يُبرز أهمية الاستثمار في الوقود الحيوي كمصدر مستدام للطاقة في مواجهة التغير المناخي.