في خطوة منتظرة منذ فترة، أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم رسميًا، يوم السبت، عن تعيين المدرب الروماني كوزمين أولاريو مديرًا فنيًا للمنتخب الوطني الإماراتي، خلفًا للمدرب البرتغالي باولو بينتو، بعقد يمتد لعامين.
جاء الإعلان عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، ليحمل معه طابع الحسم والإصرار على بناء مشروع فني جديد يعيد المنتخب الإماراتي إلى واجهة المنافسات القارية والدولية، خاصة مع اقتراب الجولات الحاسمة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
عودة المدرب الروماني الذي يملك سجلًا حافلًا بالنجاحات في الإمارات والخليج وآسيا، تُعد بمثابة ورقة رابحة للمنتخب، ليس فقط لخبرته الكبيرة، بل أيضًا لفهمه العميق للكرة الإماراتية، ومعرفته الدقيقة باللاعبين، والمنافسات، وطبيعة التحديات.
اتحاد الإمارات لكرة القدم يتعاقد مع الروماني كوزمين أولاريو لتدريب منتخبنا الوطني الأول لمدة عامين ..#منتخب_الإمارات pic.twitter.com/tQP87K11gJ
— UAEFA (@uaefa_ae) April 19, 2025
سيرة ذاتية حافلة بالألقاب والخبرات المتنوعة
ولد كوزمين أولاريو في 10 يونيو 1969، ويبلغ من العمر 55 عامًا. بدأ مسيرته التدريبية عام 2001 في بلده رومانيا مع فريق ناشيونال بوخارست، وسرعان ما لفت الأنظار بأسلوبه الصارم والمنظم في إدارة الفرق.
قاد عدة أندية كبرى في أوروبا وآسيا، أبرزها:
ستيوا بوخارست (رومانيا)
الهلال السعودي
السد القطري
العين وشباب الأهلي والشارقة (الإمارات)
جيانغسو سونينغ (الصين)
منتخب السعودية
ويُفضل كوزمين أولاريو اللعب بأسلوب 4-2-3-1، معتمداً على التوازن بين القوة الدفاعية والسرعة الهجومية، وهو أسلوب يناسب طبيعة اللاعبين في الإمارات.
من أهم إنجازاته:
الدوري السعودي وكأس ولي العهد مع الهلال
الدوري القطري مع السد
الدوري الروماني مع ستيوا
الدوري الإماراتي مع العين وشباب الأهلي
كأس السوبر الإماراتي
دوري السوبر الصيني مع جيانغسو سونينغ
إلى جانب البطولات، اشتهر كوزمين بتطوير اللاعبين الشباب وصناعة فرق تنافسية قادرة على الوصول إلى النهائيات وتحقيق الألقاب. في تجربته مع نادي العين، قاد الفريق للفوز بالدوري مرتين متتاليتين، ومع شباب الأهلي نال لقب الدوري في أول موسم، ما جعله أول مدرب يحقق الدوري الإماراتي ثلاث مرات مع فريقين مختلفين.
تحديات كبيرة تنتظر الأبيض بقيادة كوزمين
سيبدأ كوزمين مهامه رسميًا مع المنتخب الوطني بعد انتهاء الموسم الحالي مع الشارقة، والذي يشهد منافسات نارية، أبرزها:
نهائي كأس رئيس الدولة ضد شباب الأهلي
نهائي دوري أبطال آسيا 2 أمام ليون سيتي السنغافوري يوم 18 مايو
بعد إتمام تلك المهام، سيكون المدرب الروماني أمام تحدٍ جديد وكبير: قيادة المنتخب الإماراتي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
سيخوض “الأبيض” مواجهتين مفصليتين أمام أوزبكستان (5 يونيو) وقيرغيزستان (10 يونيو).
يحتل المنتخب حاليًا المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة، بفارق 4 نقاط عن أوزبكستان صاحب المركز الثاني، و7 نقاط خلف إيران المتصدرة، والتي ضمنت التأهل بالفعل.
ستصبح كل نقطة غالية، وكل قرار تكتيكي سيكون حاسمًا. وهنا تكمن أهمية تعيين مدرب خبير مثل كوزمين، قادر على صنع الفارق تحت الضغط.
لماذا كوزمين هو الخيار الأنسب في هذه المرحلة؟
القرار بتعيين كوزمين أولاريو ليس صدفة، بل هو نتاج دراية تامة من الاتحاد الإماراتي بمتطلبات المرحلة القادمة.
إليك أبرز الأسباب التي جعلت منه الخيار الأفضل:
معرفة دقيقة بالكرة الإماراتية: سبق له تدريب ثلاثة أندية كبيرة في الدولة، وهو يعرف مستوى اللاعبين المحليين جيدًا.
خبرة آسيوية قوية: له سجل مميز في البطولات القارية، وقاد العين إلى وصافة دوري أبطال آسيا.
قدرة على التأقلم السريع: لن يحتاج إلى وقت طويل لفهم البيئة المحلية أو مستوى الدوري، وهو أمر حاسم مع اقتراب المباريات الحاسمة.
انضباط وقيادة: يُعرف كوزمين بشخصيته القوية وقدرته على ضبط غرفة الملابس وبناء منظومة فنية منضبطة.
طموح لا يتوقف: رغم كل إنجازاته، لا يزال كوزمين يطمح لتحقيق المزيد، وربما يكون الوصول بكتيبة “الأبيض” إلى كأس العالم هو التحدي الأهم في مسيرته.
تعيين كوزمين أولاريو مدربًا للمنتخب الإماراتي خطوة ذكية في وقت حساس. فهو ليس فقط مدربًا ناجحًا، بل صاحب رؤية وتجربة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص.
الشارع الرياضي الإماراتي يترقّب نتائج هذه الخطوة، ويُعلّق عليها آمالًا كبيرة لإعادة “الأبيض” إلى سكة الانتصارات، والتأهل إلى كأس العالم 2026، وتحقيق حضور قوي في المنافسات القادمة.
كل الأنظار تتجه الآن إلى ما بعد منتصف مايو، حيث يبدأ كوزمين أولاريو رحلته الرسمية، والرهان عليه ليس فقط لخبرته، بل لقدرته على بث روح جديدة في صفوف المنتخب الوطني
مرحلة جديدة في قطاع الرياضة الإماراتي: التأسيس نحو التميز العالمي