يعد قطاع الطيران الإماراتي من الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها اقتصاد دولة الإمارات، حيث يُسهم بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، والتوسع في مجالات السياحة والتجارة العالمية. وفي هذا السياق، أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) دراسة حديثة حول التأثير الاقتصادي الكبير لهذا القطاع على دولة الإمارات، مشيدًا بالإنجازات التي حققتها الدولة في هذا المجال. فقد أظهرت الدراسة أن قطاع الطيران في الإمارات يسهم بنحو 92 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي، ويعزز فرص العمل بشكل كبير.
الطيران والسياحة: مساهمة ضخمة في الناتج المحلي الإجمالي
يُعتبر قطاع الطيران الإماراتي ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، حيث تسهم صناعة الطيران بنسبة 18.2% من الناتج المحلي الإجمالي. هذا التفاعل بين الطيران والسياحة يُظهر كيف يؤثر هذا القطاع بشكل غير مباشر في مجالات متعددة مثل النقل البري، الخدمات الفندقية، و التجزئة. إضافة إلى ذلك، يوفر قطاع الطيران الإماراتي ما يقارب 992,000 فرصة عمل في مختلف التخصصات.
وفقا لتقرير إياتا، فإن شركات الطيران الإماراتية تُوظف 74,500 شخص بشكل مباشر، بينما يساهم قطاع السياحة المرتبطة بالطيران في توظيف 297,300 شخص. يُظهر هذا التقرير أن قطاع الطيران في الإمارات لا يقتصر على النقل فقط، بل يشمل مجموعة واسعة من الخدمات التي تدعم الاقتصاد الوطني.
دور دولة الإمارات كمركز عالمي للطيران
دولة الإمارات تحتل مكانة مرموقة كمركز عالمي للنقل الجوي، حيث يُعتبر مطار دبي الدولي و مطار أبوظبي الدولي من بين أكثر المطارات حركة في العالم. كما تُعد الإمارات مركزًا استراتيجيًا للتجارة والسياحة، مما يعزز مكانتها كمحور عالمي للطيران.
وفي تصريح لويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، أشار إلى أن دولة الإمارات “تلعب دورًا محوريًا في قطاع الطيران الإماراتي”، مؤكدًا أن الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها الدولة في هذا المجال هي التي ساهمت بشكل كبير في نجاحها. يعتمد قطاع الطيران الإماراتي على استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وتوفير اللوائح التنظيمية الذكية التي جعلت الإمارات قادرة على التكيف مع متطلبات السوق العالمي.
وأشار “والش” إلى أن الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز الاستدامة في قطاع الطيران، وهو ما يحقق نجاحًا غير مسبوق على مستوى العالم.
استدامة قطاع الطيران الإماراتي: استثمار الإمارات في المستقبل
في إطار التزام دولة الإمارات بالاستدامة، تسعى الدولة إلى تقليل انبعاثات الكربون في قطاع الطيران من خلال تطوير وقود الطيران منخفض الكربون. تهدف الإمارات إلى إنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام سنويًا بحلول عام 2030، وهو جزء من استراتيجيتها البيئية الكبرى التي تهدف إلى تحقيق صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
وقد أبرز التقرير التزام دولة الإمارات بتطوير البنية التحتية للطيران، مثل مشاريع تطوير مطار آل مكتوم الدولي و مطار زايد الدولي، والتي تهدف إلى استيعاب الزيادة المستقبلية في حركة الركاب والشحن الجوي. كما أن الإمارات تواصل العمل على تدريب القوى العاملة ضمن قطاع الطيران لضمان تطورها المهني المستمر.
الآفاق المستقبلية لقطاع الطيران في الإمارات
تُشير التوقعات إلى أن حركة الطيران في منطقة الخليج والشرق الأوسط ستشهد نموًا قدره 9% في عام 2025، وهو ما يفوق المعدل العالمي المتوقع (5.6%). وتُعتبر شركات الطيران الإماراتية من بين الأعلى نموًا في العالم، بفضل استراتيجياتها الطموحة وبنيتها التحتية المتطورة.
في الختام، يمكن القول أن الإمارات تُعد قدوة للعالم في تطوير قطاع الطيران الإماراتي، بما تقدمه من ابتكارات في مجال الاستدامة، بالإضافة إلى تطور البنية التحتية وتدريب القوى العاملة، مما يجعلها في مقدمة الدول الرائدة في هذا المجال.