أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي عن تنفيذ أول عملية من نوعها في الإمارة لتزويد سفينة بالغاز الطبيعي المسال من سفينة إلى أخرى، في خطوة رائدة نحو دعم الوقود البحري النظيف وتعزيز الاستدامة البيئية في قطاع النقل البحري. وقد تمت هذه العملية الناجحة في ميناء خليفة، أحد أهم الموانئ التجارية في المنطقة.
“موانئ أبوظبي” تنجز أول عملية تزويد للسفن بالغاز الطبيعي المسال في ميناء خليفة#وام https://t.co/lMfURTwPFr pic.twitter.com/qnjjYPxAfG
— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) April 16, 2025
عملية نوعية تعزز البنية التحتية المتقدمة في ميناء خليفة
شهد ميناء خليفة تنفيذ هذه العملية المتقدمة خلال رسو سفينة الحاويات العملاقة “إم إس سي ثيس” في محطة “مرافئ أبوظبي”، حيث تم تزويدها بالغاز الطبيعي المسال بواسطة السفينة “غرين زيبروغ“، التي تُديرها شركة “مونجاسا” المتخصصة في إمدادات الوقود البحري.
ما يُميز هذه العملية أنها تمت بشكل متزامن مع مناولة البضائع، ما يُشير إلى قدرة ميناء خليفة على إجراء عمليات متعددة بكفاءة عالية دون التأثير على الجدول الزمني أو السلامة التشغيلية. هذا التكامل بين الخدمات يعكس مدى تطور البنية التحتية والتقنية التي تتمتع بها موانئ أبوظبي، ويؤكد مكانة الميناء كمركز لوجستي عالمي قادر على استيعاب مختلف أنواع العمليات البحرية المعقدة.
وأكدت المجموعة أن العملية نُفذت وفقًا لأعلى المعايير الدولية، وبروتوكولات السلامة والبيئة الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية (IMO)، والاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ (IAPH)، والمنظمة الدولية لتوحيد المقاييس (ISO)، وجمعية مشغلي ناقلات الغاز (SIGTTO)، ما يضمن السلامة وحماية البيئة البحرية.
الغاز الطبيعي المسال: خيار مستدام لمستقبل النقل البحري
يُعتبر الغاز الطبيعي المسال من أبرز البدائل الحديثة للوقود التقليدي المستخدم في السفن، لما له من تأثير إيجابي في تقليل الانبعاثات الضارة، بما في ذلك:
انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2)
تقليل أكسيد الكبريت (SOx)
الحد من أكسيد النيتروجين (NOx)
ويُسهم هذا النوع من الوقود في الحد من البصمة الكربونية لقطاع الشحن البحري، الذي يُعد من أكبر المساهمين في الانبعاثات العالمية. وبالتالي، فإن هذه الخطوة لا تعكس فقط التزام مجموعة موانئ أبوظبي بالابتكار البيئي، بل تتماشى أيضًا مع الجهود العالمية لتسريع عملية التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
أبوظبي تسير بخطوات ثابتة نحو الحياد المناخي 2050
تندرج هذه المبادرة ضمن رؤية دولة الإمارات البيئية واستراتيجية الحياد المناخي 2050، والتي تهدف إلى جعل الدولة من أوائل الدول في المنطقة التي تحقق الحياد الكربوني. ومن خلال هذه العملية النموذجية، تُثبت أبوظبي قدرتها على لعب دور ريادي في تطوير بنية تحتية ذكية ومستدامة في قطاع النقل البحري.
ومن المتوقع أن يتم توسيع نطاق خدمات التزويد بالغاز الطبيعي المسال في المستقبل القريب، لتشمل موانئ أخرى في الإمارة، بما في ذلك ميناء زايد، الذي يُعد بوابة رئيسية للسفن السياحية، ما يُمكن أن يفتح آفاقًا جديدة نحو السياحة البحرية المستدامة.
كما تعمل المجموعة على تعزيز شراكاتها مع مزودي الطاقة البحرية، وتطوير منظومة متكاملة لتوفير الوقود النظيف للسفن بجميع أنواعها، وهو ما من شأنه أن يُرسّخ موقع أبوظبي كمركز إقليمي لتزويد السفن بالوقود الأخضر.
خطوة تمهّد لمستقبل مشرق في النقل البحري
إن هذه العملية تُعد بداية لمرحلة جديدة من الابتكار في الخدمات البحرية، حيث تسعى موانئ أبوظبي إلى تطبيق المزيد من الحلول الذكية والمستدامة التي تواكب التطورات العالمية في مجال الطاقة ومجال النقل. ويعكس نجاح عملية التزود بالغاز الطبيعي المسال من سفينة إلى سفينة، أثناء عملية المناولة، جاهزية الموانئ في الإمارة لتبني مفاهيم التشغيل المتكامل والفعال، مما يُعزز من تنافسية القطاع البحري في دولة الإمارات على مستوى العالم.
هذا الإنجاز يُبرهن أيضًا على الرؤية الاستباقية التي تتبناها موانئ أبوظبي في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، إذ تُسهم هذه المبادرات في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ورفع مستوى الوعي البيئي بين مختلف الأطراف الفاعلة في قطاع النقل البحري، بما في ذلك شركات الشحن، ومزودي الوقود، والمستوردين والمصدرين، والجهات الرقابية.
ومع مواصلة أبوظبي استثماراتها في البنية التحتية الذكية والتقنيات الصديقة للبيئة، فإن الإمارة تمضي بخطوات ثابتة نحو التحول إلى مركز عالمي لإمدادات الوقود النظيف، ووجهة مفضلة للسفن التجارية والسياحية الباحثة عن خدمات موثوقة وصديقة للبيئة. كما أن هذه الخطوة تُمهّد الطريق لإطلاق المزيد من المشاريع التي تجمع بين الكفاءة التشغيلية والالتزام البيئي، بما يعزز من مكانة دولة الإمارات كقوة لوجستية صاعدة تتبنى الابتكار في خدمة الاستدامة.
في ظل هذه الجهود، من المنتظر أن تلعب موانئ أبوظبي دورًا محوريًا في صياغة مستقبل النقل البحري على مستوى المنطقة، بما ينسجم مع رؤية الإمارات المستقبلية، ويُسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال بنية تحتية حديثة، وتشغيل ذكي، وممارسات تراعي البيئة في كل مرحلة من مراحل سلسلة الإمداد.
معرض تقنيات إدارة الأزمات يسجل رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس