بدأت محكمة العدل الدولية، في لاهاي، اليوم الخميس، أولى جلسات نظر الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية، ضد دولة الإمارات.
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوداني من ويلات الحرب والصراع الدامي الذي اندلع في أبريل 2023، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول التي قدّمت وتقدّم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوداني، دون انحياز أو مصالح سياسية، واضعةً في مقدمة أولوياتها حماية المدنيين وتخفيف معاناتهم.
مساعدات إنسانية مستمرة وجهود إنقاذ لا تنقطع
منذ اندلاع الأزمة، سارعت دولة الإمارات بإرسال مساعدات عاجلة إلى السودان عبر جسر جوي. شمل هذا الجسر الجوي آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، فضلًا عن إنشاء مستشفيات ميدانية ومراكز لإيواء اللاجئين.
كما قامت الإمارات بتنفيذ حملات تطعيم وتوفير العلاج للمصابين، خاصة من النساء والأطفال. بالإضافة إلى دعم البرامج التعليمية للنازحين. وقد تعاونت الإمارات مع مؤسسات أممية مثل الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية. كما تعاونت مع هيئة الهلال الأحمر السوداني لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجًا في مختلف ولايات السودان. وكانت الإمارات تركز بشكل خاص على المناطق المتأثرة بالنزاع مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
“ما كنت لأعبّر عن هذا الرأي…ولا أن أتناول الشأن السوادني الداخلي، لولا الحملات المضلّلة والكاذبة التي تقودها القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها من الإخوان ضد دولة الإمارات”
رأي.. أنور قرقاش يكتب: السودان بين التضليل وتفاقم المأساة الإنسانية – CNN Arabic https://t.co/YAeXjdkj9N
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) April 9, 2025
اتهامات بلا دليل: حملة دعائية تهدف للتشويش أمام محكمة العدل الدولية
على الرغم من جميع هذه الجهود الإنسانية الكبيرة، فوجئ الرأي العام العربي والدولي بمحاولة الحكومة السودانية تقديم شكوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية. حيث اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بالتواطؤ في ما وصفته بـ”إبادة جماعية”، وذلك عبر دعم مزعوم لقوات الدعم السريع.
ورغم صدور هذه الاتهامات، فقد نفت دولة الإمارات هذه الادعاءات بشكل قاطع. واعتبرت الإمارات هذه الاتهامات “حملة دعائية خبيثة” تهدف إلى تشويه صورتها وصرف الأنظار عن المأساة الحقيقية التي يعيشها الشعب السوداني.
وفي هذا السياق، أكد المستشار الدبلوماسي للرئاسة الإماراتية، الدكتور أنور قرقاش، في تصريح رسمي له عبر منصة “إكس”، اليوم الخميس. وقال قرقاش: “الأولوية في السودان الشقيق يجب أن تكون وقف إطلاق النار في هذه الحرب العبثية المدمرة، والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة التي يعاني منها الشعب السوداني”.
وأضاف: “لا ينبغي أن يكون هناك مجال لاختلاق الأكاذيب أو توجيه الاتهامات الباطلة”. وأشار قرقاش إلى أن الحكومة السودانية “تواصل مناوراتها الإعلامية الهزيلة لتبرير رفضها للسلام، بينما تحمي المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية”.
وشدد قرقاش على أن دولة الإمارات لطالما كانت صديقًا وفيًا للسودان وشعبه. وأكد أن الإمارات لم تكن أبدًا طرفًا في الصراع القائم، بل كانت دائمًا شريكًا في البحث عن حلول سلمية للوضع المتأزم في السودان.
الإمارات: نتمسك بالسلام ونرفض جرّنا إلى صراعات داخلية
على مدار أكثر من خمسين عامًا، تربط الإمارات والسودان علاقات تاريخية وثيقة قائمة على التعاون في العديد من المجالات. وقد كانت الإمارات، ولا تزال، من أبرز الداعمين لوحدة السودان واستقراره، وداعمة لحلول سياسية سلمية تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب السوداني.
وفي هذا السياق، كانت الإمارات قد دعت مرارًا إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان والعودة إلى طاولة المفاوضات بين الأطراف المتنازعة. كما دعت إلى تنفيذ المبادرات الدولية التي تهدف إلى إحلال السلام في السودان، من بينها “إعلان جدة” الذي جاء بمبادرة إماراتية.
وتؤكد دولة الإمارات أنها لن تسمح بمحاولات جرّها إلى النزاع الداخلي السوداني أو التورط في الصراعات الداخلية التي تمر بها البلاد. فهي ترى أن هذه المحاولات تهدف إلى تسييس المؤسسات الدولية وتشويه الدور الإنساني النبيل الذي تقوم به الإمارات.
كما أكدت الإمارات أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية للرد على هذه الادعاءات. بينما تظل ملتزمة تمامًا بالمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالوضع في السودان.
وفي الختام، تؤكد دولة الإمارات أن أولويتها القصوى هي تقديم الدعم الإنساني للشعب السوداني في محنته الراهنة. وتبقى ملتزمة بموقفها الثابت في دعم السلام والاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها. من خلال تعزيز التعاون الدولي وتفعيل المبادرات التي تهدف إلى تحقيق تسوية سلمية للأزمة السودانية.
الإمارات تقدم مساعدات إنسانية جديدة للسودان بقيمة 200 مليون دولار