مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تأتي مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بالإفراج عن 1295 نزيلا ًمن نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية، لتجسد أسمى معاني التسامح والعطاء الإنساني. إنها لفتة أبوية كريمة تمنح الأمل من جديد لمن تعثروا في حياتهم، وتتيح لهم فرصة العودة إلى الطريق الصحيح، وسط فرحة تغمر قلوب أسرهم وأحبائهم.
نهج متواصل في التسامح والعطاء
الإفراج عن النزلاء ليس مجرد قرار اعتيادي، بل هو تأكيد على النهج الثابت لدولة الإمارات في تعزيز قيم التسامح، وإعادة تأهيل الأفراد، وإعطائهم فرصة جديدة ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع. كما أنه يتماشى مع المبادئ السامية التي يدعو إليها ديننا الإسلامي الحنيف، حيث يشجع على العفو والإصلاح، ويحث على منح الآخرين فرصة ثانية لتصحيح مسارهم.
وتحرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على جعل المناسبات الدينية مثل شهر رمضان محطة للرحمة والتكاتف المجتمعي. حيث يكون لهذه العفو آثار إيجابية كبيرة على المستفيدين وأسرهم، ما يعزز من الترابط الأسري والاجتماعي داخل الدولة.
تنفيذ العفو.. جهود مكثفة لضمان العودة الآمنة
بمجرد صدور الأمر السامي، بدأت النيابة العامة فورًا بالتنسيق مع الجهات المختصة والشرطة لتنفيذ القرار بأسرع وقت ممكن. وقد حرصت الجهات المعنية على استكمال جميع الإجراءات القانونية والإدارية، لضمان إطلاق سراح المشمولين بالعفو وتأمين عودتهم إلى عائلاتهم بشكل آمن وسلس.
ويعتبر هذا العفو بمثابة دافع قوي لبقية النزلاء على الالتزام بالسلوك الحسن والانخراط في برامج الإصلاح داخل المؤسسات العقابية، على أمل أن تشملهم مثل هذه المبادرات مستقبلًا. فهو ليس مجرد إطلاق سراح، بل هو خطوة نحو إعادة دمج هؤلاء الأفراد في المجتمع ليبدأوا حياة جديدة قائمة على الالتزام بالقانون والمساهمة في بناء وطنهم.
فرحة رمضان.. أمل يتجدد في حياة العائلات
لم يكن لهذا القرار الإنساني أثر على النزلاء فقط، بل امتدت سعادته لتشمل عائلاتهم التي انتظرت لحظة اللقاء بفارغ الصبر. مع حلول الشهر الفضيل، تفتح أبواب الأمل لهؤلاء العائدين، ليحتفلوا برمضان بين ذويهم، وليكون هذا العفو بمثابة بداية جديدة لهم، بعيدة عن الماضي وأخطائه.
وفي هذه المناسبة المباركة، رفع النائب العام أسمى آيات التهاني إلى القيادة الرشيدة، داعيًا الله أن يعيد هذا الشهر على الجميع بالخير والبركات، وأن يستمر نهج التسامح والعفو في ترسيخ قيم الإنسانية داخل المجتمع الإماراتي، ليظل وطنًا للرحمة والتعايش والسلام.