شاركت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، بصفتها عضوًا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، في الاجتماع السنوي للمدير العام لمكتب الأمم المتحدة في جنيف. وقد انعقد الاجتماع في مقر الأمم المتحدة بجنيف بحضور ممثلي المجتمع المدني الأعضاء في المكتب. ناقش المشاركون القضايا الراهنة والتحديات التي تواجه المجتمع الدولي، وأهمية تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني لتحقيق السلم والتعايش المجتمعي.
الأمم المتحدة تناقش دور المجتمع المدني في تحقيق الاستقرار العالمي
أكدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد، خلال اجتماع الأمم المتحدة، أن المجتمع المدني لا يمكن أن يزدهر دون قيم التسامح. وأشارت إلى أن التسامح مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمجتمع المعرفة والحكم الرشيد. كما شددت على أهمية تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في ظل سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد، مما أدى إلى تزايد التفاعل والاشتباك المستمر بين الأفراد والمجتمعات على مدار الساعة.
وتطرقت إلى أحد التحديات الكبرى التي تواجه السلم المجتمعي، وهي تزايد خطاب الكراهية عبر الإنترنت. وأوضحت أن الفضاء الرقمي، على الرغم من دوره في تعزيز حرية التعبير وكشف الحقائق، فقد أصبح أيضًا منصة لنشر خطاب الكراهية، مما يهدد المجتمعات بالصراعات طويلة الأمد.
الإمارات نموذج عالمي في مكافحة خطاب الكراهية
استعرضت الشيخة شما، تجربة الإمارات الرائدة، في مواجهة خطاب الكراهية، مشيرة إلى أن الدولة أطلقت إستراتيجية شاملة لمكافحة التمييز والكراهية. ومن أبرز هذه الجهود إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية عام 2015، الذي يجرم نشر أي محتوى يهدد الوحدة الوطنية أو يشجع على التفرقة الدينية أو العرقية عبر الإنترنت أو وسائل الإعلام.
كما أشارت إلى أن الإمارات أسست وزارة التسامح، والتي تعد الأولى من نوعها عالميًا، حيث تعمل على تعزيز ثقافة التسامح والتعايش ونبذ الكراهية من خلال ورش العمل، الندوات، والحملات التوعوية التي تستهدف جميع فئات المجتمع.
الإمارات بيئة مستدامة للتعايش والتسامح
تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز بيئة مستدامة قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات والجنسيات، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية في ظل مجتمع متماسك قائم على التسامح والتعايش. وتعمل المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة على دعم هذه القيم، مما يساهم في تحقيق رؤية الإمارات كدولة نموذجية في بناء مجتمعات سلمية قائمة على احترام الآخر ونبذ الكراهية.