نظّمت جامعة خليفة في أبوظبي، بالتعاون مع مكتب معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، اليوم الاثنين، ندوة قراءة في كتاب “الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، الصادر حديثاً عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
وتعد قضية الهوية الوطنية إحدى القضايا التي يوليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اهتماماً كبيراً، وذلك لدورها المحوري في تعزيز التماسك المجتمعي وترسيخ الثوابت الوطنية، وتدعيم قدرة الإماراتيين على التواصل الحضاري مع جميع شعوب العالم، وقدرتهم على التفاعل الإيجابي مع المتغيرات العالمية.
حضر الندوة سعادة البروفيسور إبراهيم سعيد الحجري، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا– أبوظبي، والدكتور عبدالله بن حمود البوسعيدي، أستاذ الدراسات الإسلامية والدراسات الإماراتية بجامعة خليفة، والدكتور لبيب أحمد بسول، الأستاذ بقسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة خليفة، ونخبة من أساتذة الجامعة والمفكرين والمثقفين وعدد كبير من طلاب وطالبات جامعة خليفة، وشهدت الندوة حفل توقيع للكتاب، حيث حرص كثيرون على اقتناء نسخ منه بتوقيع الدكتور جمال السويدي.
قدم الحفل الدكتور عبدالله الحفيتي، عميد مكتبة جامعة خليفة، وأشاد كثيراً بالكتاب، مؤكداً أنه كتاب معد برؤية جيدة، من حيث الفكرة والمضمون والرسالة والهدف. مشيداً بالمسيرة البحثية والعلمية لمعالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، قائلاً، إنه مفكر موسوعي وخبير استراتيجي له تأثير كبير في المنطقة والعالم، واصفاً السويدي بأنه قدوة حسنة ومثل أعلى للباحثين من الأجيال الحالية والقادمة.
من جانبه، قدّم الدكتور جمال السويدي الشكر إلى جميع الحضور وسعادة البروفيسور إبراهيم سعيد الحجري، رئيس الجامعة، على حُسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، وقال إن الكتاب يتناول نظريات الهوية الوطنية، ويستعرض مفاهيمها، في النموذجين الليبرالي والمحافظ، ويوضح مدى ارتباط الهوية الوطنية بمسارات التطورات التنموية للدول؛ مشيراً إلى أن النظرية الليبرالية تعزّز الحقوق الفردية على حساب القضايا الأخلاقية والاجتماعية، وتسقط من حساباتها الواجب أو الولاء للمجتمع، وتتجاهل الطبيعة الاجتماعية للأفراد والمسؤوليات والواجبات المستحقة للمجتمع.
وأضاف السويدي، أن المواطَنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبر من أهم التجارب العربية، مستدلاً على ذلك بعمق فكرة المواطَنة ورسوخها لدى أبناء دولة الإمارات، مشيراً إلى أن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الهوية الوطنية تفوق العديد من الدول التي سبقتها في التأسيس بعقود عديدة، واصفاً الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها نموذج يمتاز بمستوى عالٍ من اللُّحمة الوطنيّة، والمواطَنة الراسخة.
وأشار السويدي إلى أن القيادة الإماراتية الرشيدة -بدءاً من الآباء المؤسسين، ووصولاً إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات- تُمثل الضامن لبقاء مرتكزات الهوية الوطنية مجتمعةً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصونها وتعزيزها.
من جهته، أثنى الدكتور لبيب أحمد بسول، على المسيرة العلمية والبحثية للدكتور جمال السويدي، مشيداً بفكرة ومضمون كتاب “الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، قائلاً: إن الكتاب يحاول إعادة بناء مفهوم الهوية الوطنية الإماراتية، من خلال استيعاب التطورات العالمية والتكنولوجية والاجتماعية بشكل متزامن ومتوازن، وضمان عدم فقدان الشخصية الوطنية المميزة لهوية دولة الإمارات العربية المتحدة وخصوصيتها.
وأضاف أن الكتاب يستشرف مستقبل الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة في ظل التحديات الجديدة، من خلال الاستفادة من الخبرات والمقومات، التي تمتاز بها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الثقافة المشتركة والتلاحم الاجتماعي في المجتمعات الإماراتية والخليجية بشكل عام، مشيراً إلى أن الكتاب يسعى إلى توضيح مدى انسجام نموذج الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع مسارات التطور، التي مرّت بها المفاهيم السياسية والاجتماعية والقانونية للمواطنة في التاريخ الحديث وتطور تلك المفاهيم، وذلك عبر منهجية استنباطية وتأطير نظري وتأصيل تاريخي لنموذج المواطَنة الإماراتي.
وأكد بسول أن الدكتور جمال السويدي استطاع بخبراته الواسعة في البحث العلمي وقدراته الكبيرة على الكتابة بمهنية وحرفية، أن يُلم في هذا الكتاب كل جوانب مسألة الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرز دور المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في ترسيخها.
أما الدكتور عبدالله بن حمود البوسعيدي، أستاذ الدراسات الإسلامية والدراسات الإماراتية بجامعة خليفة، فأشاد بالكتاب وجهود المؤلف البحثية، مضيفاً أن السويدي بذل الكثير من المجهودات القيّمة حول مسألة الهوية الوطنية ككل، ورصد الانعكاسات الإيجابية للموروث الإسلامي، على مسألتي الدولة المدنية والهويّة الوطنية، في التجربة الإماراتية.
وأشار البوسعيدي إلى أن مفهوم الهُويّة الوطنيّة أشمل وأوسع وأكثر تحديداً من مفهوم المواطَنة، موضحاً أنه لا يمكن فهم الهُويّة الوطنيّة بمعزل عن الفهم الدقيق لمفهوم الهُويّة ومستوياتها المختلفة.
قائلاً، إن كتاب “الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، يجب أن يدرّس كمادة أساسية في جامعة خليفة، وغيرها من الجامعات الإماراتية والعربية، مضيفاً، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وفق نشيدها الوطني دينها الإسلام وهديها القرآن، ولكن شعبها منفتح على جميع الثقافات، تأسياً بنهج وقيم صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله.
وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة محظوظة برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الهوية الوطنية، وسياساته الحكيمة التي حققت الريادة العالمية للدولة في جميع المجالات، ومنادي بالتسامح والتعايش دون المساس بهويته الوطنية.