أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن بدء الاستعدادات النهائية لإطلاق “محمد بن زايد سات”، القمر الاصطناعي الأكثر تطورًا في المنطقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر المركز في دبي، بحضور مجموعة من المسؤولين رفيعي المستوى مثل سعادة سالم حميد المري، مدير عام المركز، وعدد من المهندسين الإماراتيين المسؤولين عن المشروع.
تطوير القمر في الإمارات
تم تطوير “محمد بن زايد سات” بالكامل بواسطة فريق من المهندسين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تم نقله إلى المعهد الكوري لأبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية لإجراء الاختبارات البيئية التي تضمنت اختبارات الفراغ الحراري، الاهتزاز، الصوتيات، واختبارات خصائص الكتلة. بعد اجتيازه بنجاح، تم نقله إلى موقع الإطلاق في الولايات المتحدة استعدادًا لبدء التحضيرات النهائية.
إمكانيات القمر الاصطناعي
يمثل “محمد بن زايد سات” إنجازًا تكنولوجيًا هائلًا في مجال استكشاف الفضاء، حيث يتمتع بقدرات متطورة في رصد الأرض تفوق الأقمار الاصطناعية التقليدية بمعدل الضعف، مما يوفر صورًا عالية الدقة في وقت قصير. القمر سيكون قادرًا على التقاط صور بدقة أكبر 10 مرات من الأقمار الاصطناعية الأخرى، ويتم معالجتها وتسليمها في أقل من ساعتين، مما يتيح تطبيقات حيوية في مجالات متعددة مثل مراقبة البيئة، الإغاثة من الكوارث، وإدارة البنية التحتية.
أهمية المشروع
القمر الاصطناعي “محمد بن زايد سات” يبرز كأداة مبتكرة في رصد الأرض بفضل تقنيات التصوير المتطورة، مما يعزز قدرة الدولة على تحقيق التنمية المستدامة ويعكس التزامها بريادة علوم الفضاء. كما يعكس المشروع جهود دولة الإمارات في تأهيل وتطوير مهارات فرق العمل الوطنية في هذا المجال.
تعزيز الاقتصاد الوطني
تعتبر هذه المبادرة خطوة هامة في تعزيز الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات من خلال مشاركات الشركات المحلية في تصنيع 90% من الهيكل الميكانيكي ومعظم الوحدات الإلكترونية للقمر، عبر التعاون مع شركات إماراتية رائدة، مثل ستراتا والإمارات العالمية للألومنيوم. هذا التعاون يسهم في نقل المهارات والتقنيات المتقدمة إلى المواهب الإماراتية، مما يعزز القدرة التنافسية للدولة على الساحة العالمية.
نحو مستقبل واعد
إن إطلاق “محمد بن زايد سات” يعكس رؤية القيادة الإماراتية الرشيدة واهتمامها البالغ بتطوير علوم الفضاء، كما يعزز مكانة الدولة كمركز رائد في هذا المجال على المستوى العالمي. ومن خلال هذا المشروع، تسعى الإمارات إلى تسريع تحقيق أهدافها الطموحة في استكشاف الفضاء ودعم التنمية المستدامة على كوكب الأرض.