شهدت الاستثمارات العالمية في قطاع التعليم الإلكتروني انخفاضاً حاداً، مسجلة أدنى مستوياتها خلال عقد من الزمن،
حيث بلغت 3 مليارات دولار فقط في عام 2024 مقارنة بـ 17.3 مليار دولار في ذروة جائحة «كوفيد 19».
ويعزى هذا الانخفاض إلى تراجع الزخم الذي اكتسبته الشركات خلال فترة الإغلاق المرتبط بالجائحة،
إضافة إلى التحديات المستجدة الناتجة عن التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
تأثير الذكاء الاصطناعي على تكنولوجيا التعليم
ساهم انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المجانية بشكل كبير في تقليص الطلب على أدوات التعليم الإلكتروني المدفوعة.
هذه التقنيات الجديدة أثرت بشكل سلبي على تقييمات شركات التكنولوجيا التعليمية، مما أدى إلى انخفاض كبير
في عدد المشتركين في خدماتها، كما حدث مع شركة «تشيج» التي شهدت انخفاضاً في عدد المشتركين بنسبة 13% وأسهمها بنحو 84% خلال العام الجاري.
تحول الاستثمارات نحو الذكاء الاصطناعي
في الوقت الذي تراجعت فيه استثمارات تكنولوجيا التعليم، شهد قطاع الذكاء الاصطناعي طفرة هائلة،
حيث وصلت استثماراته إلى 51.4 مليار دولار في عام 2024. ويعكس هذا التحول رغبة المستثمرين في توجيه أموالهم نحو التقنيات التي تتيح تطبيقات أوسع وأثر أكبر على التعليم والقطاعات الأخرى.
أمثلة على تضرر الشركات الكبرى
تأثرت العديد من شركات التعليم الإلكتروني بتداعيات التحولات في القطاع، مثل شركة «كورسيرا» التي انخفضت أسهمها بأكثر من 56% ومنصة «يوديمي» التي سجلت تراجعاً بنسبة 43%. في المقابل، تمكنت بعض التطبيقات مثل «دولينجو» من تحقيق نمو بفضل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدمين.
دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم
تتسابق شركات تكنولوجيا التعليم حالياً لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها لتعزيز جاذبيتها، حيث قدمت منصات مثل «خان أكاديمي» و«كورسيرا» مساعدي ذكاء اصطناعي تفاعليين. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات تتعلق بالتكاليف وقضايا الأمان والخصوصية.
التحديات الأخلاقية والتقنية
يشير خبراء التعليم إلى أن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم يثير قضايا أخلاقية، منها التحيز وانتهاك الخصوصية.
كما تواجه الشركات صعوبات في تحقيق فهم عميق لاحتياجات المتعلمين بسبب قلة المتخصصين في التعليم داخل فرق العمل.
مستقبل تكنولوجيا التعليم
رغم التحديات، تسعى بعض الشركات لإعادة بناء ثقة المستثمرين من خلال تقديم أدوات مبتكرة، مثل أنظمة الكشف عن الغش التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن إحداث تغيير جذري في قطاع التعليم يتطلب فهماً أعمق لمتطلبات التعلم الحقيقية، وليس فقط تبني أحدث التقنيات.