تتنوع قصص النجاح التي حققتها الشركات العالمية المستثمرة في مجال الذكاء الاصطناعي على أرض دولة الإمارات،
وذلك في ضوء المناخ المميز الذي وفرته الدولة للاستثمارات في ذلك المجال، بجانب البنية التحتية القوية التي أرست الدولة دعائمها بقوة مع
التطورات التقنية المتلاحقة خلال العقود الأخيرة.
استراتيجية عالمية للاستثمار بالذكاء الاصطناعي
أعلن مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة، في يناير 2024، عن تأسيس شركة “إم جي إكس”؛ وهي شركة استثمار تكنولوجي،
تهدف إلى تمكين وتطوير وتوظيف التكنولوجيا الرائدة، بهدف تحسين حياة الأجيال الحالية والمستقبلية.
وتركز الاستراتيجية الاستثمارية لـ “إم جي إكس” على ثلاثة مجالات رئيسية هي: البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات
والتقنيات والتطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي.
وتعمل الشركة على الاستفادة من استثمارات الدولة الحالية في هذه المجالات، كما تقوم بتوظيف الاستثمارات جنبًا إلى جنب مع شركات التكنولوجيا والاستثمار العالمية الرائدة.
وتستثمر الشركة بهدف تسريع تطوير واعتماد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، من خلال الدخول في
شراكات في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم.
شركات عالمية باستثمارات ضخمة
تضم قائمة الشركات المستثمرة في الذكاء الاصطناعي داخل دولة الإمارات مجموعة من الكيانات العالمية الشهيرة في مجالات التقنية المختلفة،
وذلك في ظل البيئة الجاذبة التي توفرها الدولة.
وتتضمن أبرز الشركات العالمية المستثمرة في دولة الإمارات في ذلك القطاع الكيانات التالية:
شركة مايكروسوفت
أعلنت G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، وشركة مايكروسوفت العالمية، عن استثمار استراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.
ويهدف هذا الاستثمار إلى تعزيز التعاون بين الشركتين لإدخال أحدث تقنيات مايكروسوفت الخاصة بالذكاء الاصطناعي
ومبادرات تطوير المهارات إلى دولة الإمارات وبقية دول العالم.
وتضمن الاستثمار عمل الشركتين معًا لجلب البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي المتقدم إلى دول الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى،
وأفريقيا، مما يوفر لهذه الدول فرص الوصول العادل للخدمات لمعالجة القضايا الحكومية والتجارية الرئيسية،
مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان والخصوصية.
وأعلنت الشركتان عن خطة مشتركة لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي المصممة للقطاعين العام والصناعي، مستفيدة من النظام البيئي الواسع
لشركاء مايكروسوفت وقدراتها السحابية، كما وقّعت الشركتان اتفاقية لإطلاق عروض السحابة والتعاون لاستثمار قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدم على منصة Azure السحابية العامة.
وقبل عدة أشهر، أعلنت مايكروسوفت عن توفير نموذج Jais للغة العربية الكبيرة التابع لـ G42 عبر خدمة Azure AI Cloud Model-as-a-Service الجديدة.
شركة “AI71”
أطلقت دولة الإمارات، في شهر نوفمبر من العام الماضي،
شركة الذكاء الاصطناعي
“AI71″، المتخصصة في إدارة البيانات الحيوية، بهدف تقديم حلول وخيارات للشركات والمؤسسات العالمية في مجال التحكم في البيانات عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز مستوى الخصوصية وأمن البيانات.
وتستند الشركة التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطوّرة، إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المبتكرة “فالكون” ا
لتي طوَّرها معهد الابتكار التكنولوجي.
وتعمل الشركة على إتاحة الوصول إلى قواعد بيانات ضخمة تشمل شرائح أوسع من المجتمع يمكن توظيفها في استخدامات متعدِّدة في مختلف القطاعات الحيوية،
وتقدِّم “AI71” قيمة استثنائية تشمل إمكانية توظيف البُنى التحتية الرقمية المتطوِّرة في سوق دولة الإمارات.
شركة سيز
تأسست سيز عام 2017، وقد جمعت 2.8 مليون دولار لتطوير منصة ذكية لشراء السيارات، حيث تتعرف خوارزميات التطبيق على صنع وطراز السيارة من صورة الهاتف الذكي،
وتعد من أفضل شركات الذكاء الاصطناعي في الدولة ولديها خطط طموحة للتوسع.
شركة سوشيال دايس SocialDice
تأسست سوشيال دايس في دبي عام 2013، وقد جمعت 600 ألف دولار لتطوير تطبيق التوظيف الذي يقلل من العمل الإداري لوكلاء التوظيف بنسبة 70%
من خلال أتمتة جزء كبير من عملية التوظيف،
وتتولى سوشيال دايس الاهتمام بسير العمل الكامل في التوظيف، وإدارة المتقدم للوظيفة، والتواصل مع المتقدمين،
وقياس الأداء، وبناء العلامة التجارية لصاحب العمل.
شركة لازين
جمعت لازين الناشئة في دبي منذ تأسيسها في عام 2016، نحو 650 ألف
دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي للاستخدام التجاري والشخصي، ويمكن الوصول إلى المساعد الذي يدعى زين من خلال الأجهزة المحمولة
والتابلت والكمبيوتر ويتكامل مع أنظمة تكنولوجيا المعلومات للشركات مثل جوجل وأوراكل وسيلز فورس ومايكروسوفت دايناميكس،
ما جعلها من الشركات الواعدة في الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات.
ترينينج كاليندر Training Calendar
تأسست في عام 2016، وجمعت 2.1 مليون دولار لتطوير سوق التدريب على المهارت والتعليم الشبكي وغير الشبكي.
انعكاسات اقتصادية قوية وخطط مستقبلية واعدة
احتلت دبي المرتبة الأولى عالميًا في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة “إف دي آى” للذكاء الاصطناعي والروبوتات، في حين حلّت دولة الإمارات في المرتبة السادسة عالميًا في مؤشر الخدمات الذكية العالمي، متجاوزة كلًا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية.
وكشفت تقديرات ﺑﻌـﺾ اﻟﺪراﺳـﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ، أن ﺗﻘﻨﻴـﺎت اﻟـﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺳﺘﻜﻮنﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻔﻴﺰ اﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﺑﻮاﻗـﻊ 35% ﺣﺘـﻰ ﻋﺎم2031، وﺧﻔﺾ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ 50% ﺳﻨﻮﻳًﺎ كما يتوقع أن تصبح دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم 2030.
ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺤﻘﻖ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ دولة اإﻣﺎرات ﻟﻠﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻃﺒﻘًﺎ ﻟﻠﺘﻘﺪﻳﺮات ﻋﺎﺋـﺪات اﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻧﺤﻮ 22 ﻣﻠﻴﺎر درﻫـﻢ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ رﻓـﻊ إﻧﺘﺎﺟﻴـﺔ اﻷﻓـﺮاد ﺑﻨﺴﺒﺔ 13%، وﺗﺠﻨﺐ ﻫﺪر ما يقرب من 400 مليون ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـﺔ وﻋﻠـﻰ اﻟﻄﺮﻗـﺎت ﺳـﻨﻮيًا، وكذلك ﺧﻔﺾ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ 44% ﺑﻤﺎ ﻳـﻮازي 900 ﻣﻠﻴـﻮن درﻫـﻢ، واﻟﺤـﺪ ﻣـﻦ اﻧﺒﻌﺎﺛـﺎت اﻟﻜﺮﺑـﻮن واﻟﺘﻠﻮث اﻟﺒﻴﺌﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ 12%، ﺑﻤﺎ ﻳﻮازي 1.5 ﻣﻠﻴﺎر درﻫـﻢ.
وﻃﺒﻘًﺎ ﻟﺪراﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ أﺟﺮﺗﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎﻛﻨﺰي، ﻫﻨﺎك ﺗﻮﻗﻌـﺎت ﺑﺎﺳـﺘﺒﺪال نحو مليوني وﻇﻴﻔـﺔ ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ أﺧﺮى
ﻓﻲ دولة اﻹﻣﺎرات ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ.
ومن خلال الحقائق الاقتصادية والإحصائيات التي كشفتها السطور السابقة، يمكن القول إن مستقبل اقتصاد الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات واعد جدًا، كما يمكن التأكيد على أن مستقبل الاستثمارات في ذلك القطاع سيشكل مساحة كبرى على خريطة استثمارات الدولة خلال السنوات القليلة القادمة.
تدريب القيادات الإعلامية في الإمارات: شراكة ناجحة بين مجلس الإمارات للإعلام و”Google”