بينما ينتظر العالم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد، بعد وفاة البابا فرنسيس، انضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى النقاش العالمي.
من جديد، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليتصدر العناوين بتصريح غير متوقع، حين قال خلال لقاء تلفزيوني ساخر إنه “لن يمانع” أن يصبح بابا الفاتيكان، إذا طُلب منه ذلك!، وبين من اعتبر كلامه مزاحًا ثقيلًا، ومن تعامل معه بجدية، تحول التصريح إلى حديث العالم خلال ساعات قليلة.
البابا فرنسيس يرحل عن عالمنا عن عمر يناهز 88 عامًا
توفي البابا فرنسيس في 21 أبريل 2025، عن عمر يناهز 88 عامًا، في دار القديسة مارتا. وقد أكد الكاردينال كيفن فاريل، رئيس كاميرلينغو، المسؤول عن إدارة أعمال الكنيسة خلال الفترة الانتقالية، وفاته رسميًا.
انتُخب البابا فرنسيس في مارس 2013، وترأس الكنيسة الكاثوليكية لأكثر من 12 عامًا. اتسمت أشهره الأخيرة بمشاكل صحية، منها إقامته في المستشفى لمدة خمسة أسابيع في أوائل عام 2025 لعلاج التهاب تنفسي حاد والتهاب رئوي ثنائي.
نحو حقبة بابوية جديدة
بوفاة البابا فرنسيس، دخلت الكنيسة الكاثوليكية الآن مرحلة “الكرسي البابوي الشاغر” – وهي الفترة التي يصبح فيها الكرسي البابوي شاغرًا رسميًا. خلال هذه المرحلة، يجتمع مجمع الكرادلة في روما لبدء مداولاته لاختيار الزعيم القادم لـ 1.3 مليار كاثوليكي في العالم.
تُمهّد هذه المناقشات، المعروفة باسم “التجمعات العامة”، الطريق أمام المجمع المقدس، الذي يُعقد داخل كنيسة سيستين في الفاتيكان. يُدلي الناخبون الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا بأصواتهم سرًا خلال المجمع. عندما يحصل أحد المرشحين على أغلبية الثلثين، يتصاعد دخان أبيض من مدخنة كنيسة سيستين، معلنًا للعالم: “لدينا بابا”.
ترامب و«بابا الفاتيكان»: من السياسة إلى الدين؟
وعندما سُئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الصحفيين، عمن يعتقد أنه يستحق قيادة الكنيسة الكاثوليكية، أجاب الرئيس ترامب مبتسمًا: “أود أن أصبح بابا”، قبل أن يضيف: “سيكون هذا خياري الأول”.
تصريح ترامب جاء عندما سأله المذيع عن المنصب العالمي الوحيد الذي يعتقد أنه لم يشغله بعد، فأجاب ضاحكًا: “ربما بابا الفاتيكان! يبدو أنه المنصب الوحيد المتاح حاليًا، وأنا أحب التحديات!”.
وبالرغم من النبرة الساخرة، إلا أن بعض المحللين يرون أن ترامب قد يكون أراد إرسال رسالة ذات مغزى سياسي أو ثقافي، خاصةً في ظل الانتقادات التي يوجهها أحيانًا لبعض المؤسسات الدينية.
لكن هل حقًا يمكن أن يصبح ترامب، بابا الفاتيكان؟ من الناحية القانونية والدينية، الأمر مستحيل تقريبًا. فبابا الكنيسة الكاثوليكية يجب أن يكون كاردينالًا أو رجل دين من الطائفة الكاثوليكية، وهو ما لا ينطبق على ترامب لا من قريب ولا من بعيد.
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي أوضح أنه لا يفضل رسميًا أي مرشح في عملية اختيار البابا المُعقدة والمُقدسة، إلا أنه سلط الضوء على أحد قادة الكنيسة الأمريكية.
وقال: “لا بد لي من القول إن لدينا كاردينالًا من مدينة تُدعى نيويورك، وهو بارعٌ جدًا. لذا سنرى ما سيحدث”، مشيرًا إلى الكاردينال تيموثي دولان، رئيس أساقفة نيويورك. لطالما كان دولان شخصيةً محترمةً في الكنيسة الكاثوليكية، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه جسرٌ بين قيم الكنيسة التقليدية والحديثة.
لماذا يذكر ترامب دائمًا المناصب الكبرى؟
تتسم تصريحات ترامب دومًا بالضجة والغرابة. سواء تحدث عن العودة للرئاسة، أو السيطرة على وسائل الإعلام، أو الآن طموحه لأن يكون بابا الفاتيكان، يبدو أنه يهوى لفت الانتباه وبث الجدل.
لكن البعض يرى أن وراء هذه التصريحات الساخرة، هناك استراتيجية مدروسة لاستمرار حضوره في المشهد الإعلامي، وبقائه في دائرة الضوء حتى وهو خارج البيت الأبيض.
تعرف المزيد على: رحيل البابا فرنسيس.. علاقة مميزة مع الإمارات ورسائل تعزية وصلاة خاصة
البابا.. رمز روحي لا سياسي
البابا ليس مجرد منصب ديني، بل يُعد رمزًا للسلام والحوار بين الأديان. وربما أراد ترامب التلميح – بشكل غير مباشر – إلى أن العالم اليوم بحاجة إلى قيادة قوية ومختلفة، حتى في الدين، وهي الفكرة التي طالما رددها عندما كان رئيسًا في ولايته الأولى.
ورغم أن الفكرة تبدو أقرب إلى الخيال، إلا أن مجرد طرح اسم ترامب إلى جانب لقب بابا الفاتيكان يكفي لإثارة موجة من السخرية، والفضول، والتحليلات، وكلها أمور يعرف ترامب جيدًا كيف يستثمرها لمصلحته.