تزايدت المخاوف من حدوث كارثة بيئية واسعة النطاق في منطقة الخليج العربي، إثر تقارير عن استهداف منشآت حساسة داخل إيران في الهجوم الإسرائيلي فجر الجمعة، 13 يونيو 2025. ويبرز التساؤل الآن: هل يمكن لتسرب نووي في إيران – إن وقع –، أن يؤثر بشكل مباشر على الإمارات ودول الجوار في الخليج العربي؟
تؤكد تحليلات علمية وسيناريوهات متوقعة أن الخطر لا يقتصر على إيران فقط، بل يمتد ليشمل دول الخليج العربي، وخاصةً تلك المعتمدة على مياه الخليج كمصدر رئيسي للشرب.
أي تسرب نووي في إيران قد يؤثر على تلوث مياه الخليج
تُعد الإمارات وقطر والكويت من أكثر الدول اعتمادًا على تحلية مياه الخليج العربي، لتوفير مياه الشرب. وأكد رئيس الوزراء القطري مؤخرًا أن “تلوث مياه الخليج سيهدد حياة السكان مباشرة، لأنه سيشل أنظمة التحلية في قطر والإمارات والكويت”.
وحذر الخبراء من أن أي تسرب نووي في إيران، أو تسرب إشعاعي من منشأة نووية إيرانية – مثل مفاعل بوشهر –، سيؤدي إلى تلوث مياه البحر، مما يصعّب تأمين مصادر بديلة لمياه الشرب خلال فترة زمنية حرجة.
الهواء والإشعاع.. مخاطر محتملة تطال العواصم الخليجية
أشارت تقارير علمية سابقة إلى أن الدخان الإشعاعي المتسرب من منشآت نووية يمكن أن ينتشر عبر الرياح إلى مدن حيوية مثل أبوظبي، دبي، الدوحة، الدمام والمنامة. وقد يُجبر التلوث الهوائي الحكومات على تنفيذ عمليات إخلاء طارئة للسكان في بعض المناطق.
وتُقدّر بعض النماذج المناخية أن احتمال وصول الإشعاع إلى مستويات تُصنّف بالخطرة يتجاوز 10% في بعض السيناريوهات، خاصةً إذا صاحَب التسرب حريق في وقود نووي.
الدول العربية الأكثر عرضة للتأثر
وفق تحليل البيانات الإقليمية والجغرافية، فإن الدول الخليجية التالية ستكون الأكثر تأثرًا في حال وقوع تسرب نووي في إيران:
- الإمارات العربية المتحدة: بسبب قربها الجغرافي واعتمادها الكامل تقريبًا على تحلية مياه الخليج.
- قطر: الدولة الأقرب إلى مفاعل بوشهر الإيراني، وتواجه نفس التحدي المائي.
- الكويت: معرضة لتأثير التلوث البحري والإشعاعي عبر الخليج.
- البحرين: تقع ضمن نطاق محتمل للرياح الحاملة للإشعاع.
- شرق السعودية (الدمام والقطيف): مهددة من جهة الهواء والمياه على السواء.
سيناريوهات الطوارئ والتوصيات المقترحة
في حال وقوع أي تسرب نووي في إيران فعلي، فإن الأثر سيتعدى الجغرافيا الإيرانية ليهدد أمن المياه والصحة العامة والبيئة في الخليج العربي. ومن أبرز التوصيات التي يضعها الخبراء ما يلي:
- تخزين احتياطيات من المياه النقية في منشآت محصّنة.
- تفعيل خطط الطوارئ الإشعاعية على المستويات المحلية والخليجية.
- تعزيز أنظمة المراقبة الإشعاعية للمياه والهواء.
- التنسيق مع منظمات دولية مختصة بالطاقة الذرية والصحة العامة.
الخليج في دائرة الخطر النووي إذا ما تصاعد التوتر
حتى اللحظة، لا توجد دلائل مؤكدة على وقوع تسرب إشعاعي فعلي، لكن السيناريوهات العلمية تُظهر أن أي هجوم نووي أو حادث عرضي في إيران سيكون له تداعيات مباشرة على الإمارات ودول الخليج.
تعرف المزيد على: الهجوم الإسرائيلي على إيران.. الإمارات تتصدر دول العالم في الإدانة
وبينما تراقب العواصم الخليجية التطورات بين إيران وإسرائيل عن كثب، تظل الحاجة ملحة لوضع خطط استباقية، وإطلاق تحذيرات مبكرة للتعامل مع أي طارئ قد يطرأ على البيئة أو الصحة العامة في المنطقة.