تعتبر العيدية من أهم العادات الاجتماعية في العالم العربي. يحرص الآباء على تقديمها لأطفالهم خلال الأعياد. تهدف إلى إسعادهم وتعزيز الروابط العائلية. لكن مع التطور الرقمي، بدأت العيدية تتحول إلى شكل رقمي. تُرسل عبر التطبيقات البنكية أو البطاقات الإلكترونية. أدى ذلك إلى نقاش بين التربويين حول تأثيرها على الأطفال وسلوكهم المالي.
فوائد العيدية الرقمية
يرى بعض التربويين أن العيدية الرقمية تتيح للأهل فرصة أكبر للتحكم في إنفاق أطفالهم. يمكن للآباء ربط العيدية بحسابات الأطفال في التطبيقات البنكية. هذا يتيح مراقبة المشتريات وتحديد سقف للإنفاق اليومي.
يشير التربوي محمود فرغل إلى أن العيدية الرقمية تعزز مفهوم الادخار. يمكن للأطفال تعلم كيفية إدارة المال في سن مبكرة. يتيح النظام الرقمي للآباء مراقبة كيفية إنفاق الطفل للأموال. يمكنهم التدخل عند ملاحظة إنفاق غير متزن.
ويضيف فرغل أن العيدية الرقمية تساعد في تعليم الأطفال وضع ميزانية. يمكن ربطها بشراء منتجات محددة، مثل الألعاب أو الملابس. هذا يعزز من قدرة الطفل على اتخاذ قرارات مالية واعية.
50 % نمو تحويل العيدية الرقمية في الإمارات خلال رمضان و«الفطر»https://t.co/KYHRi2bckM#صحيفة_الخليج#الخليج_الاقتصادي pic.twitter.com/23BjKtIRCe
— الخليج الاقتصادي (@AlkhaleejBiz) April 1, 2025
العيدية التقليدية: البعد النفسي والعاطفي
من جهة أخرى، ترى التربوية ميساء عبد الله أن العيدية التقليدية لا تزال تحمل قيمة نفسية كبيرة. يقول الأطفال إن النقود الورقية تملأهم شعوراً بالفرح. تعزز من ارتباطهم بالأجواء الاحتفالية للعيد.
النقود الملموسة تعطي إحساساً بالملكية. يحمل الطفل محفظته بفخر ويشعر بقيمة المال بين يديه. أما العيدية الرقمية، فهي مجرد أرقام في الحساب. يرى بعض الخبراء أن العيدية النقدية تحفز على التفاعل الاجتماعي. يستخدمها الأطفال لشراء أشياء جماعية أو تبادل الهدايا.
تشدد ميساء عبدالله على ضرورة الموازنة بين العيديتين. من المهم أن يجمع الطفل بين مزايا الرقابة في العيدية الالكترونية وفرحة العيدية النقدية.
توضح الخبيرة الاجتماعية فاطمة الظنحاني أن الجيل الجديد أكثر تقبلاً للعيدية الرقمية. نشأ هذا الجيل في العصر الرقمي. يتعامل الأطفال بسهولة مع التطبيقات والألعاب الإلكترونية.
تقول فاطمة إن الأطفال يفضلون استخدام العيدية الرقمية لشراء المحتوى الرقمي. تشمل هذه المشتريات الألعاب والاشتراكات الشهرية. لكن تحذر من الإفراط في استخدامها. يجب على الأهل توجيه الأطفال نحو استخدام متوازن للعيدية.