تدرس الولايات المتحدة الأمريكية، تخفيف القيود المفروضة على تصدير شرائح إنفيديا، المتقدمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطوة تعكس تحولًا في السياسة التجارية والتكنولوجية الأمريكية. تأتي هذه الخطوة في سياق سعي الإمارات لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استثمرت بشكل كبير في البنية التحتية للبيانات والتقنيات الحديثة.
شرائح إنفيديا في قلب المعركة التجارية
القيود الحالية، التي تم فرضها خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، تهدف إلى الحد من وصول الدول غير الحليفة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، خاصةً في ظل المخاوف من تسرب هذه التقنيات إلى الصين. ومع ذلك، تواجه هذه السياسات انتقادات من قبل شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى مثل مايكروسوفت وأمازون وإنفيديا، التي ترى أن هذه القيود قد تدفع الحلفاء إلى البحث عن بدائل صينية.
وفي تقرير صادر عن بلومبرغ، تدرس الولايات المتحدة تخفيفًا محتملًا للقيود المفروضة على مبيعات شركة إنفيديا إلى الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، والذين أفادوا بأن الرئيس دونالد ترامب قد يعلن عن بدء العمل على صفقة شرائح ثنائية خلال زيارته المقبلة إلى الخليج.
وأضافت المصادر أنه لم يُحسم أي شيء رسميًا بعد، مؤكدةً أن النقاش حول قواعد تجارة أشباه الموصلات للإمارات ودول أخرى لا يزال مستمرًا في واشنطن. لكن المحادثات حول تعديل القيود المفروضة على شرائح الذكاء الاصطناعي للإمارات تحديدًا تكتسب زخمًا في كل من وزارة التجارة والبيت الأبيض، وفقًا للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لمناقشة محادثات خاصة.
زيارة ترامب.. رسالة سياسية واقتصادية
في هذا السياق، يخطط الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، لزيارة الإمارات، حيث من المتوقع أن يناقش مع المسؤولين الإماراتيين، سبل تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا والاستثمار. تأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه الإمارات للحصول على مزيد من شرائح إنفيديا المتقدمة، لدعم مشاريعها في مجال الذكاء الاصطناعي.
من المتوقع أن تكون هذه الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ورغبة الإمارات في تنويع شركائها التكنولوجيين.
الإمارات بين واشنطن وبكين
تسعى الإمارات إلى تحقيق توازن دقيق في علاقاتها مع القوى الكبرى، حيث تستثمر بشكل كبير في التكنولوجيا الأمريكية، وفي الوقت نفسه تحافظ على علاقات اقتصادية مع الصين. ومع ذلك، تواجه ضغوطًا من الولايات المتحدة للحد من تعاونها التكنولوجي مع الصين، خاصةً في مجالات الذكاء الاصطناعي.
في هذا الإطار، تعتبر الإمارات أن الحصول على شرائح إنفيديا المتقدمة من الولايات المتحدة أمرًا حيويًا لتعزيز قدراتها التكنولوجية، وتحقيق أهدافها في أن تصبح مركزًا إقليميًا للابتكار.
تعرف المزيد على: ما هو تطبيق ميتا AI وكيف يسهل علينا المهام اليومية؟
خاتمة
في النهاية، فإن تخفيف القيود على تصدير شرائح إنفيديا، إلى الإمارات قد يكون خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية، ودعم تطلعات الإمارات التكنولوجية، مع الحفاظ على المصالح الأمنية الأمريكية.