شارك معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ورئيس منتدى الفكر والثقافة العربية، السبت، في فعاليات الدورة العشرين للملتقى الإعلامي العربي في دولة الكويت، برعاية الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، وتحت شعار “تحديات الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي”.
تكريم الإمارات في ملتقى الإعلام العربي بالكويت
تم تكريم دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حلت ضيف شرف الملتقى، تقديرًا لمكانتها الريادية في المجال الإعلامي ومواكبتها للتطورات التكنولوجية. ويأتي هذا التكريم عقب اختيار دولة الكويت “عاصمة الثقافة والإعلام العربي” لعام 2025، حيث تستمر فعاليات الملتقى حتى 12 مايو الجاري.
يعقد ملتقى الإعلام العربي بالكويت، بمشاركة عدد من وزراء الإعلام والإعلاميين والكتاب والصحفيين والأكاديميين العرب، إلى جانب مجموعة من الشباب وصناع المحتوى والمهتمين بصناعة الإعلام وتطوير محتواه، لمناقشة واقع الإعلام العربي ومستقبله في ظل التحولات التكنولوجية وتعدد مصادر الأخبار.
الملتقى الإعلامي العربي: سيرة ومسيرة
وبدأ حفل افتتاح ملتقى الإعلام العربي بالكويت بعزف السلام الوطني، ثم عرض فيلم تسجيلي قصير بعنوان “الملتقى الإعلامي العربي: سيرة ومسيرة”، يروي تاريخ الملتقى وإسهاماته. كما ألقيت كلمة نيابة عن الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، راعي الملتقى، رحب فيها بالحضور، وأكد أهمية الإعلام في مواجهة التحديات الراهنة.
تلى ذلك كلمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ضيف شرف ملتقى الإعلام العربي بالكويت، التي أبرزت دورها في تطوير الإعلام الرقمي. ومن جانبه، ألقى معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، كلمة ترحيبية تناول فيها أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة تحديات التكنولوجيا. وقدم السويدي شكره إلى دولة الكويت والكاتب والإعلامي ماضي عبدالله الخميس، الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، على دعوته للمشاركة في هذا الملتقى المميز، وعلى اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف الملتقى.
وقال السويدي: “لقد أصبح الإعلام العربي والعالمي، أمام لحظة تاريخية فارقة تتمثل في التحول الرقمي الكبير ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الحياة الإعلامية والثقافية والاجتماعية. هذه اللحظة لا يمكن التعامل معها على أنها مجرد تطور تقني عابر، بل يجب أن تقرأ في سياق حضاري أوسع يشمل إعادة تشكيل الوعي الإنساني وأساليب التواصل، الأمر الذي يدفعنا جميعا إلى مزيد من الجدية والتفكير النقدي في مستقبل الإعلام وآلياته ومخرجاته”.
التكنولوجيا الحديثة أصبحت ركيزة في تشكيل المشهد الإعلامي
وأضاف السويدي في كلمته أثناء ملتقى الإعلام العربي بالكويت، أن التكنولوجيا الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، لم تعد مجرد أدوات مساعدة، بل أصبحت الركيزة الأساسية التي تعيد تشكيل المشهد الإعلامي وتحدد معالم المستقبل، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يقدم اليوم فرصًا غير مسبوقة لتطوير المحتوى الإعلامي وتحليله وتوزيعه بشكل أكثر دقة وفاعلية، مما يسهم في الوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور بأساليب أكثر تفاعلية وجاذبية.
وأشار السويدي إلى أن هذه الإمكانات التقنية الهائلة تطرح تحديات جادة تتعلق بضمان النزاهة والشفافية والعدالة الإعالمية، وتفرض ضرورة وضع معايير واضحة وصارمة تنظم الاستفادة من هذه الأدوات وتحد من مخاطر سوء الاستخدام أو التضليل.
وأوضح السويدي أن التحولات الرقمية فرضت على المختصين مسؤوليات كبرى، خاصةً فيما يتعلق بأخالقيات الإعلام، قائلاً، إن التقنيات المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، توفر قدرات استثنائية لإنتاج المحتوى وإدارته وتوزيعه بشكل فوري، مشيرًا إلى أن هذه التحولات تثير أسئلة جوهرية حول أخلاقيات العمل الإعلامي، بدءًا من احترام خصوصية الأفراد وضمان حقوق الملكية الفكرية، مرورًا بالحفاظ على الحقيقة والمصداقية، وانتهاء بمسؤولية الإعلام في تعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي.
وأضاف السويدي، خلال كلمته في ملتقى الإعلام العربي بالكويت: “الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي باتًا ضرورة حتمية تستوجب منا مواكبة واعية ومسؤولة. وهذا ما دفعني شخصيًا إلى الخوض في تفاصيل هذه التقنيات وانعكاساتها المحتملة على مستقبل البشرية، من خالل كتابي الأخير “الرحم الاصطناعي: عالم ما بعد التكاثر البشري”، حيث حاولت استشراف المستقبل وتسليط الضوء على ضرورة مناقشة الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والقانونية للتكنولوجيا”. وأكد على أهمية الحوار البناء والمستمر حول هذه القضايا المصيرية.
تعرف المزيد على: إعفاء السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة حتى نهاية 2025
فرصة تاريخية لتأكيد حضور الإعلام العربي
وتابع السويدي: إن الإعلام العربي في العصر الرقمي يقف أمام فرصة تاريخية غير مسبوقة لتأكيد حضوره وريادته، من خلال تعزيز قيم المسؤولية والنزاهة والشفافية، مضيفًا: “يمكن للإعلام العربي أن يلعب اليوم دورًا محوريًا في توجيه وتوعية المجتمعات العربية حول الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي، بما يتوافق مع قيمنا الثقافية وهويتنا الحضارية، ويحمي مجتمعاتنا من المخاطر المحتملة للتقنيات الحديثة، مثل التضليل الرقمي واختراق الخصوصية وانتشار الأخبار الزائفة”.
وخلال كلمته في ملتقى الإعلام العربي بالكويت، قال المستشار ماضي عبدالله الخميس، الأمين العام للملتقى، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحل ضيف شرف الملتقى هذا العام تقديرًا لمكانتها وإعلامها، الذي يخطو خطوات مميزة، ويواكب التطورات الإعلامية، مشيرًا إلى أن فعاليات هذا العام تركز على دور الإعلام العربي في مواجهة التحولات الرقمية المتسارعة، وما تفرضه من تحديات وفرص، وكيفية توظيف التقنيات الحديثة لتعزيز الحضور الإعلامي العربي وتوسيع نطاقه العالمي، مع تسليط الضوء على دور الإعلام في دعم التنوع الثقافي والحفاظ على الهوية العربية.
وفي النهاية وقع معالي الدكتور السويدي نسخ من كتابه “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية”، وكتابه “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، للمشاركين في ملتقى الإعلام العربي بالكويت الذين أبدو تقديرهم وشكرهم على هذه الإصدارات القيمة.