شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي حدثًا استثنائيًا ضمن فعاليات القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025، حيث حقق معرض تقنيات إدارة الأزمات إنجازًا عالميًا جديدًا، بدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلال تسجيل أكبر شاشة شفافة تفاعلية في العالم، بمساحة بلغت 12.567 مترًا مربعًا.
جاء هذا الإنجاز تحت إشراف الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، التي أشرفت على تطوير وتنفيذ هذه الشاشة الفريدة من نوعها، والتي حملت اسم “ذكاء اصطناعي من المستقبل”، وهي عبارة عن تجربة بصرية متكاملة تدمج بين الهولوغرام والذكاء الاصطناعي والتفاعل الحركي.
وقد تم تسليم الشهادة الرسمية من موسوعة غينيس للأرقام القياسية إلى سعادة علي راشد النيادي، المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، من قِبل حنان سبيرز، المُحكّمة الرسمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إنجاز عالمي كعادة دولة الإمارات، إذ حققت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث رقماً جديداً ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن “أكبر شاشة شفافة تفاعلية في العالم” بمساحة بلغت 12.567 مترا مربعا pic.twitter.com/SATQnfifgQ
— NCEMA UAE (@NCEMAUAE) April 10, 2025
وبهذه المناسبة، عبّر معالي علي راشد النيادي، عن فخره بهذا الإنجاز، قائلًا: “تعلمنا من قيادتنا الرشيدة أن نكون الرقم الأول، وأن نصنع المستقبل بأيدينا، بما يجعل من دولة الإمارات مثالًا وقدوة تحتذي بها الأمم. ونهدي هذا الإنجاز إلى قيادتنا الرشيدة، وشعب الإمارات، وكل من يعيش على أرضها الطيبة”.
شاشة تفاعلية ذكية تجسّد سيناريوهات مستقبلية واقعية
الشاشة العملاقة لم تكن مجرد وسيلة عرض، بل تجربة تفاعلية متقدمة ذات طابع علمي مستقبلي. فقد احتوت على شخصية رقمية تفاعلية تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي، كانت تتفاعل مع الزوار لحظيًا عبر عروض هولوغرافية صوتية وبصرية، يتم التحكم بها من خلال الإيماءات الحركية، ما يخلق تجربة غامرة ومخصصة لكل زائر.
وكانت كل جلسة تفاعل مع هذه الشاشة تُنتج قصة جديدة يتم توليدها مباشرة بالذكاء الاصطناعي، تحاكي سيناريوهات متوقعة لأزمات المستقبل مثل الكوارث الطبيعية، والهجمات السيبرانية، والتحديات البيئية والهندسة الوراثية.
هذا النوع من التفاعل لم يكن فقط للعرض، بل كان يحمل طابعًا توعويًا وتدريبيًا، يساعد على فهم سلوكيات الاستجابة للأزمات، ويعزز الوعي الجماهيري بأهمية الجاهزية.
وقد أثارت هذه التجربة اهتمامًا كبيرًا بين الوفود الدولية، والخبراء، وممثلي الجهات الحكومية والخاصة، الذين أشادوا بمستوى الابتكار التكنولوجي والتكامل بين الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز.
منصة “مجرة زايد” واستعراض المشاريع الوطنية الذكية
إلى جانب الإنجاز القياسي، قدّمت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث مجموعة من المشاريع الوطنية الرائدة. جاء ذلك عبر منصتها في المعرض، حيث تركّز هذه المشاريع على تعزيز جاهزية المجتمع. كما تهدف إلى رفع قدرته على التكيّف مع التحديات المستقبلية.
من أبرز هذه المشاريع كانت منصة “مجرة زايد” التفاعلية، تمثّل هذه المنصة بيئة رقمية استباقية. تم تصميم المنصة، لتعزيز قدرة الجهات والأفراد على فهم وتحليل المخاطر. وتعتمد المنصة على محاكاة واقعية، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتفاعل البصري والحسي.
تهدف “مجرة زايد” إلى تقديم أدوات متقدمة لتحليل البيانات. وتسعى إلى استشراف التهديدات قبل وقوعها، ما يُعزز قدرة الدولة على التحرك السريع، ويساهم في الاستجابة الفعالة في حالات الطوارئ.
وقد شاركت في المعرض أيضًا جهات عارضة محلية ودولية. عرضت هذه الجهات أحدث ابتكاراتها في مجالات متعددة. شملت مجالات الاستجابة للطوارئ وتقنيات الإنقاذ. إضافة إلى أنظمة الإنذار المبكر والطائرات بدون طيار.
كما تم عرض أدوات ذكية تدعم الاستقرار المجتمعي خلال الأزمات. هذا التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة، وبين الابتكار والتكنولوجيا، يعكس الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات، كما يساهم في تعزيز ريادتها عالميًا في مجال إدارة الطوارئ ومجال الأزمات.
“الشرق الأوسط للطاقة” 2025 ينطلق غدًا في مركز دبي التجاري العالمي