شاركت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، في المحادثات رفيعة المستوى لمجموعة “بريكس” بشأن التغير المناخي، التي عقدت يوم 30 أغسطس 2024 في موسكو. تأتي هذه المشاركة ضمن إطار سعي دولة الإمارات لتعزيز
تعاونها الدولي ومواصلة جهودها في مواجهة تحديات التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة على مستوى العالم.
جلسات حوارية لمناقشة التغير المناخي والتنمية المستدامة
تضمنت المحادثات رفيعة المستوى جلستين حواريتين؛ ركزت الأولى على “الجهود الوطنية لمكافحة التغير
المناخي وتعزيز التنمية المستدامة”، حيث تم مناقشة السياسات والخطط التي تتبعها الدول الأعضاء لمواجهة التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة.
أما الجلسة الثانية، فتناولت “تعاون دول مجموعة بريكس في مجال التغير
المناخي والتنمية المستدامة”، وناقشت أهمية توحيد الجهود بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات البيئية المشتركة والعمل على تعزيز التنسيق والتعاون في هذا المجال الحيوي.
تعهد الإمارات بخفض الانبعاثات وتعزيز الاستدامة
في كلمتها خلال الجلسة الأولى، أكدت معالي الدكتورة آمنة الضحاك على التزام الإمارات بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومكافحة التغير المناخي. وأوضحت أن الإمارات أعلنت العام الماضي عن تعهدها بخفض الانبعاثات بنسبة 40% مقارنة بسيناريو الوضع الاعتيادي للأعمال،
بحلول عام 2030. يأتي هذا التعهد ضمن إطار النسخة الثالثة من التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً، ويتماشى مع إستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، التي تهدف إلى خفض الانبعاثات وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية على المدى الطويل.
استثمارات الإمارات في الطاقة المتجددة
أشارت معاليها إلى أن الإمارات استثمرت 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة في أكثر من 70 دولة حول العالم، وستستثمر 50 مليار دولار أخرى على مدى السنوات العشر المقبلة. يعكس هذا الالتزام الجاد موقف الإمارات الرائد في مجال تطوير
الطاقات المتجددة والاستثمار فيها على الصعيدين المحلي والدولي، كما
يدعم الجهود العالمية لتحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة.
تعزيز التعاون الدولي في مجال التغير المناخي
أكدت الدكتورة آمنة الضحاك حرص الإمارات على تعزيز التعاون الدولي، بما في ذلك التعاون مع دول مجموعة “بريكس” لإيجاد حلول عاجلة لمواجهة التغير المناخي والتكيف مع آثاره. وشددت على أهمية التعاون في مجال أسواق الكربون، المقترح
من قبل المجموعة، لتحقيق خفض أكبر للانبعاثات وتعزيز الاستدامة البيئية. وذكرت أن الإمارات تؤمن بأهمية الشراكات الدولية في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة والعمل على تطوير حلول فعالة.
أهمية التعاون في مواجهة التغير المناخي
خلال الجلسة الثانية، أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك على أن تعزيز التعاون بين دول العالم، وخاصة دول مجموعة “بريكس”، لمواجهة التغير المناخي أصبح ضرورة ملحة. وأشارت إلى أن عدم التعاون يمكن أن يقوض الجهود العالمية في معالجة قضايا حيوية مثل الجوع والفقر
والصحة، وتحسين فرص الحصول على المياه النظيفة والطاقة. وأوضحت أن الإمارات تسعى
إلى تحقيق توازن بين جهودها الوطنية لمواجهة التغير المناخي ومساهمتها في الجهود الدولية في هذا المجال، من خلال مجموعة من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق مستقبل مستدام.
التزام الإمارات بمواصلة التعاون مع مجموعة “بريكس”
اختتمت معالي الدكتورة آمنة الضحاك كلمتها بالتأكيد على استعداد الإمارات لمواصلة التعاون مع دول مجموعة “بريكس” في ملف التغير المناخي والتنمية المستدامة. وأوضحت أن هذا التعاون ينبع من رغبة الإمارات الأكيدة في إحداث حراك عالمي في هذا المجال الحيوي، الذي يرتبط مباشرة
بمستقبل الأجيال المقبلة. وأكدت أن الإمارات ستظل ملتزمة بدورها الرائد في دعم
الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي والعمل على تعزيز التنمية المستدامة على كافة المستويات.
الإمارات في طليعة الدول الملتزمة بمواجهة التغير المناخي
من خلال مشاركتها الفاعلة في المحادثات رفيعة المستوى لمجموعة “بريكس”، تعكس الإمارات التزامها الراسخ بمواصلة جهودها في مكافحة التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة. تؤكد هذه المشاركة على أن الإمارات تظل في طليعة الدول الملتزمة
بإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات البيئية العالمية، مع الحرص على تعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأهداف المشتركة في هذا المجال.