بعد انقطاع دام لعدة سنوات، أعلنت الخطوط الجوية السورية عن استئناف الرحلات المباشرة بين سوريا والإمارات العربية المتحدة، بدءاً من يوم الأحد 20 أبريل/ نيسان. وتعد هذه العودة خطوة هامة نحو إعادة ربط سوريا بالإمارات، حيث ستُسير الشركة رحلات إلى مدينتي دبي والشارقة، مع خطط لزيادة الرحلات في المستقبل القريب. فما هي تفاصيل هذه الرحلات وأهمية هذا الإعلان للمسافرين؟ تابع التفاصيل في السطور التالية.
تفاصيل الرحلات الجديدة بين سوريا والإمارات
بحسب الخطوط الجوية السورية، سيتم تسيير أربع رحلات أسبوعياً بين العاصمة السورية دمشق ومدينة دبي، وستكون هذه الرحلات في أيام السبت والاثنين والأربعاء والخميس. هذه الرحلات تعد البداية، على أن يتم زيادة عددها قريباً لتصل إلى سبع رحلات أسبوعياً، وذلك بحسب حجم الطلب وأولويات الجدولة. وبالنسبة للرحلات بين دمشق ومدينة الشارقة، سيتم تشغيلها أيام الأحد والثلاثاء والجمعة، مع خطط لزيادة وتيرتها لتصبح بمعدل رحلة يومياً في المستقبل القريب. أما بالنسبة لرحلات دمشق – أبوظبي، فهي ستتم في أيام الثلاثاء والجمعة، مع إمكانية إضافة المزيد من الرحلات “في أقرب وقت ممكن” وفقاً لموافقة الجهات المختصة.
أكدت الخطوط الجوية السورية أنها تبذل كل جهد ممكن لتوسيع شبكة رحلاتها لتلبية الطلب المتزايد بين البلدين، حيث تعتبر الإمارات واحدة من الوجهات الهامة للمسافرين من سوريا. كما أكدت أنها تعمل على استكمال الإجراءات اللازمة لتوسيع عدد الرحلات بين مختلف المدن السورية والإماراتية، وفقاً للمعايير والمتطلبات القانونية للطيران المدني في كلا البلدين.
🔴الخطوط الجوية السورية تعلن رسميا عن عودة تشغيل الرحلات المباشرة إلى الإمارات، بدءاً من يوم الأحد القادم، وذلك إلى كل من دبي والشارقة كمرحلة أولى استثنائية pic.twitter.com/qrwPOlshJU
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) April 17, 2025
اتفاق استئناف الرحلات بين البلدين
العودة إلى تشغيل الرحلات المباشرة بين سوريا والإمارات لم تكن محض صدفة، بل نتجت عن اتفاق تم توقيعه بين الحكومتين السورية والإماراتية. أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن هذا الاتفاق يوم الأحد الماضي، موضحاً أن ذلك يأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة، لا سيما في قطاع النقل الجوي. هذا الاتفاق تم على هامش زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لدولة الإمارات، حيث التقى خلالها مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان. كانت هذه الزيارة فرصة لتوثيق التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، وأبرزها قطاع النقل والطيران، الذي يشهد الآن نقلة نوعية بعودة هذه الرحلات الجوية.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات في 14 أبريل الجاري عن استئناف رحلاتها الجوية إلى سوريا، حيث قالت الهيئة إنها بصدد التنسيق مع الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات اللازمة. يعد هذا الإعلان بمثابة دليل على تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى تأثيره الإيجابي على حركة السفر والتجارة بين سوريا والإمارات، لا سيما أن الإمارات تعتبر واحدة من أهم وجهات السفر والتجارة للمواطنين السوريين.
توسيع شبكة الرحلات وزيادة التسهيلات للمسافرين
الخطوط الجوية السورية تبذل جهوداً كبيرة لتوسيع شبكة رحلاتها في أقرب وقت ممكن. حيث تعكف الشركة حالياً على الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة لتوسيع عدد الرحلات بين سوريا والإمارات، وربما إلى دول أخرى في المستقبل. وكجزء من هذه الجهود، أكدت الخطوط الجوية أنها تخطط لإضافة رحلات إلى مدن أخرى في الإمارات مثل العين والفجيرة، في خطوة تهدف إلى زيادة خيارات السفر المتاحة للمواطنين والمسافرين من سوريا.
في الوقت نفسه، قامت الخطوط الجوية السورية بتوجيه دعوة للمسافرين للتواصل مع مكاتبها داخل وخارج سوريا للحصول على مزيد من التفاصيل حول الرحلات، وحجز التذاكر. كما أكدت أنها تعمل على تحسين خدمات العملاء في كافة محطات السفر الخاصة بها، من أجل توفير تجربة سفر مريحة وآمنة.
علاوة على ذلك، تتطلع الخطوط الجوية السورية إلى تحسين سبل الراحة للمسافرين على متن رحلاتها من خلال تحديث أسطول الطائرات وتحسين الخدمات الجوية. هذا التطور يتماشى مع الجهود المبذولة من قبل حكومة سوريا لتحسين قطاع النقل الجوي وتطويره في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
أهمية استئناف الرحلات الجوية بين البلدين
استئناف الرحلات الجوية بين سوريا والإمارات ليس مجرد استعادة للحركة الجوية، بل هو أيضاً خطوة هامة نحو استعادة الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين. تعتبر الإمارات من الوجهات المفضلة للسوريين في مجالات السياحة، التجارة، والتعليم، حيث يوجد عدد كبير من الجالية السورية المقيمة في الإمارات. لذلك، فإن استئناف الرحلات يسهم في تسهيل حركة السفر لهذه الجالية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، في وقت يسعى فيه الطرفان إلى استعادة نشاطهما الاقتصادي بعد سنوات من التحديات.
كما أن الإمارات تعتبر وجهة مهمة للمسافرين السوريين سواء للسياحة أو للعمل أو لأغراض عائلية. هذا التوجه سيكون له تأثير إيجابي على القطاعات المختلفة مثل السياحة، التبادل التجاري، والتعليم. من جانب آخر، سيتيح هذا التوسع في الرحلات تعزيز التعاون بين سوريا والإمارات في مجالات أخرى مثل الثقافة والفنون، ويسهم في تحسين صورة الطيران السوري على الساحة الدولية.
تمثل عودة الخطوط الجوية السورية إلى الإمارات مرحلة جديدة في تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفتح الأفق لفرص اقتصادية وسياحية أكبر. من المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز التبادل التجاري والثقافي بين سوريا والإمارات، وأن تساهم في تحسين الحركة الجوية بين البلدين في المستقبل القريب.