في خطوة استراتيجية تعكس التزامها بتعزيز التواصل العربي، أعلنت طيران الإمارات ترحيبها بقرار الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن استئناف الرحلات الجوية مع الجمهورية العربية السورية. وتأتي هذه الخطوة في إطار دعم الجهود الإقليمية لإعادة بناء الجسور بين الدول العربية وتسهيل حركة التنقل والتجارة بين الشعوب.
عودة طيران الإمارات.. مرحلة جديدة من الانفتاح
أكدت الهيئة أن استئناف الرحلات الجوية يهدف إلى تسهيل حركة التنقل بين الإمارات وسوريا، وخلق فرص جديدة للتعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة. وأشارت إلى أن هذا القرار يُعد تتويجًا لمساعي مستمرة لتقريب الشعوب وتسهيل التواصل، خاصة بين الجاليات السورية المقيمة في الإمارات، والذين سيتمكنون من زيارة بلدهم بشكل مباشر وسهل.
وتُعد طيران الإمارات من أبرز الشركات المرشحة لاستئناف تسيير رحلات منتظمة إلى العاصمة دمشق، ما سيُسهم في تعزيز شبكة النقل الجوي وتوفير خيارات متعددة للمسافرين من مختلف الجنسيات. وتُعرف طيران الإمارات بريادتها في المنطقة، وقدرتها على ربط المدن العربية بالعالم، من خلال مركزها المحوري في مطار دبي الدولي.
الطيران المدني #الإماراتي يعلن استئناف رحلاته الجوية إلى #سوريا
التفاصيل على الرابط:https://t.co/zDOLFVTeJN#سانا pic.twitter.com/Wxtr6iYzGa
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) April 14, 2025
دعم اقتصادي وسياحي.. وأبواب مفتوحة للاستثمار في مستقبل
سيكون لاستئناف الرحلات تأثير كبير على النشاط الاقتصادي بين البلدين، إذ من المتوقع أن يُسهم في زيادة حركة التبادل التجاري، ونقل البضائع، وفتح فرص استثمارية أمام الشركات الإماراتية في السوق السوري. كما ستلعب طيران الإمارات دورًا أساسيًا في تسهيل نقل الشحنات التجارية واللوجستية، بفضل أسطولها الحديث وشبكتها العالمية.
قطاع السياحة سيكون من أبرز المستفيدين، إذ من المنتظر أن تتزايد أعداد السياح والمسافرين إلى المدن السورية التاريخية، مع وجود خيارات سفر مباشرة ومريحة. كما يمكن للمسافرين العابرين عبر دبي، عن طريق طيران الإمارات، التوجه إلى سوريا ضمن باقات سفر متكاملة، تجمع بين السياحة والزيارات العائلية.
في المقابل، سيستفيد الاقتصاد الإماراتي من تدفق الزوار السوريين، وزيادة الاستثمار في قطاعات الضيافة، والتعليم، والصحة، لا سيما وأن العديد من الشركات السورية أعادت تمركزها في الإمارات خلال السنوات الماضية، وتبحث الآن عن فرص لإعادة التوسع نحو دمشق.
خطوة سياسية تعبّر عن رؤية استباقية
تؤكد هذه الخطوة توجه القيادة الإماراتية نحو تفعيل العمل العربي المشترك، وتعزيز الاستقرار في المنطقة من خلال الحوار والتعاون البنّاء. ويأتي استئناف الرحلات الجوية كجزء من سياسة الانفتاح التي تنتهجها الإمارات، والتي تهدف إلى بناء علاقات متوازنة قائمة على المصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي.
تلعب شركات الطيران، وفي مقدمتها طيران الإمارات، دورًا محوريًا في دعم هذه الرؤية، ليس فقط عبر تسهيل التنقل، بل من خلال ترسيخ مفهوم الشراكة العملية بين الشعوب والدول. فالمطارات والرحلات الجوية ليست مجرد وسيلة نقل، بل منصات للتقارب الإنساني والثقافي والاقتصادي.
وقد سبق لـطيران الإمارات أن قامت بدور مماثل في إعادة بناء العلاقات بين دول أخرى من خلال استئناف رحلاتها، وإطلاق مبادرات إنسانية وتجارية، بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين.
تأثير إنساني واجتماعي كبير
لا تقتصر فوائد استئناف الرحلات الجوية على الجوانب الاقتصادية والسياسية فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب الإنسانية. فالكثير من السوريين المقيمين في الإمارات ينتظرون هذه الخطوة منذ سنوات، إذ تُسهل عليهم العودة لزيارة عائلاتهم، والمشاركة في مناسباتهم الاجتماعية، ودعم أقاربهم بشكل مباشر.
وسيسهم تفعيل الخطوط الجوية، وخاصة من خلال شركات موثوقة مثل طيران الإمارات، في تقليص وقت السفر وتكاليفه، مقارنة بالخيارات غير المباشرة التي كانت متاحة سابقًا. كما ستتيح للعائلات من الجانبين التواصل بشكل أكبر، وتُعيد الأمل بعودة الأمور تدريجيًا إلى طبيعتها.
استئناف الرحلات الجوية بين الإمارات وسوريا هو خطوة مهمة تنسجم مع الرؤية الإماراتية الشاملة للتكامل العربي. ومع دخول شركات عملاقة مثل طيران الإمارات على خط التشغيل، يُتوقع أن تنمو فرص التعاون في مجالات متعددة، من النقل والتجارة إلى التعليم والسياحة. هذا القرار ليس مجرد إعادة فتح لخط طيران، بل هو إعادة فتح لباب الأمل والعمل المشترك، بين شعبين تربطهما أواصر تاريخية وثقافية واقتصادية عميقة.
“أبوظبي للتنقل” يعلن تخفيض السرعة على طريق “الشيخ خليفة بن زايد” بدءاً من 14 إبريل