مع بداية العام الدراسي الجديد 2024 ـ 2025، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، رسالة صوتية تهنئة للطلبة والمعلمين وجميع العاملين في قطاع التعليم. حملت الرسالة بين طياتها توجيهات وأفكار ملهمة تسعى إلى تعزيز التعاون بين الأسر والمدارس، والتمسك بالقيم الإماراتية الأصيلة، والاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بوعي ومسؤولية.
التعاون بين الأسر والمدارس: ركيزة أساسية لنجاح الطلاب
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في رسالته على أهمية التعاون بين الأسر والمدارس كعامل حاسم في نجاح الطلبة. أوضح سموه أن تكامل الأدوار بين أولياء الأمور والمعلمين يلعب دورًا كبيرًا في خلق بيئة تعليمية مناسبة تساعد الطلاب على التفوق والتميز. هذا التعاون يسهم في تعزيز الروابط بين المنزل والمدرسة، مما ينعكس إيجاباً على أداء الطلاب وسلوكهم الأكاديمي والاجتماعي.
التمسك بالقيم الإماراتية: بوصلة توجيه السلوك عبر الإنترنت وفي الحياة اليومية
شدد سموه على ضرورة أن تكون القيم المستمدة من الموروث الإماراتي الأصيل هي البوصلة التي توجه سلوكنا، سواء عبر الإنترنت أو في حياتنا اليومية. في زمن يتزايد فيه استخدام التكنولوجيا، من المهم أن يظل التركيز على التربية الأخلاقية والقيم الثقافية، لضمان أن تكون تصرفاتنا مشرفة وتتماشى مع موروثنا الثقافي العريق. هذه القيم تمثل حجر الزاوية في بناء شخصية متوازنة ومسؤولة لأجيال المستقبل.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: استخدام واعٍ لتحقيق الفائدة المرجوة
أشار صاحب السمو في رسالته إلى الأهمية المتزايدة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كأدوات تطور العملية التعليمية. ومع ذلك، أكد سموه على ضرورة استخدام هذه الأدوات بوعي ومسؤولية لتحقيق الفائدة المرجوة منها. التقدم التكنولوجي يتيح فرصاً كبيرة للتعلم والتطور، ولكن يتطلب أيضًا وعيًا عميقًا بكيفية استخدامها بشكل يخدم الأهداف التعليمية والتربوية، دون أن يكون لها تأثير سلبي على القيم والسلوك.
التعليم: عنصر أساسي في مسيرة تنمية الوطن
أعرب صاحب السمو عن إيمانه العميق بأن التعليم يمثل عنصرًا أساسيًا في مسيرة تنمية دولة الإمارات،
سواء في حاضرها أو مستقبلها. التعليم ليس مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل هو استثمار في الأجيال القادمة، الذين يمثلون عماد مستقبل الوطن. ومن خلال التعليم، نضمن أن تكون دولة الإمارات قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية بكل ثقة وجاهزية.
قدوة في المدرسة والمنزل: دور كل طالب في تعزيز الروح الإيجابية
خاطب سموه الطلبة بشكل مباشر، داعيًا إياهم ليكونوا قدوة حسنة في مدرستهم وبيئتهم المنزلية. أكد سموه
على أهمية احترام المعلمين وأولياء الأمور، وضرورة أن يكون كل طالب نموذجًا يحتذى به في السلوك والتعامل مع الآخرين. من خلال هذه القدوة، يمكن للطلاب أن يسهموا في بناء مجتمع متماسك يقوم على الاحترام والتقدير المتبادل.
التمنيات بالنجاح: دعوة لتحقيق التميز في العام الدراسي الجديد
اختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالته بتمنياته القلبية للطلبة والمعلمين بعام دراسي موفق وناجح.
هذه التمنيات تعكس حرص القيادة على توفير كل السبل الممكنة لتحقيق النجاح والتميز في مسيرة التعليم. فالتعليم في دولة الإمارات لا يُعتبر مجرد حق أساسي، بل هو محور رئيسي في رؤية الدولة لبناء مستقبل مزدهر ومستدام.
ختاماً: رسالة تحمل رؤية مستقبلية ونهج قيمي راسخ
تشكل رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2024 ـ
2025 دعوة واضحة للجميع للتكاتف والتعاون من أجل تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية. هذه الرسالة تجسد رؤية مستقبلية تتبنى التكنولوجيا والابتكار، مع الحفاظ على القيم الإماراتية الأصيلة، وتؤكد أن التعليم هو الأساس لبناء مستقبل أفضل لأبناء الوطن. ومع انطلاقة هذا العام الدراسي، تظل توجيهات
صاحب السمو نبراساً يضيء طريق النجاح والتميز لأجيال المستقبل.