في تحول سياسي لافت، أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في بولندا، فوز المؤرخ المحافظ كارول نافروتسكي، بمنصب رئيس الجمهورية، بعد جولة إعادة حاسمة جرت في 1 يونيو 2025. حصل رئيس بولندا الجديد كارول نافروتسكي، على نسبة 50.89% من الأصوات، متفوقًا بفارق ضئيل على منافسه الليبرالي، عمدة وارسو رافاو تشاسكوفسكي، الذي نال 49.11%.
من هو رئيس بولندا الجديد كارول نافروتسكي؟
ولد كارول تاديوش نافروتسكي، عام 1983، في مدينة غدانسك، وهو مؤرخ حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة غدانسك، وله اهتمامات بحثية في تاريخ المعارضة المناهضة للشيوعية والجريمة المنظمة في الحقبة الشيوعية وتاريخ الرياضة.
شغل مناصب بارزة في مؤسسات الذاكرة الوطنية، حيث تولى إدارة متحف الحرب العالمية الثانية في غدانسك، ثم رئاسة معهد الذكرى الوطنية منذ عام 2021.
رغم عدم انتمائه الرسمي لأي حزب، إلا أن ناوروتسكي حظي بدعم حزب القانون والعدالة اليميني، خلال حملته الانتخابية، وقدم نفسه كمرشح مستقل يمثل المعسكر الوطني المحافظ.
المشاغب الذي أصبح رئيسًا
اشتهر رئيس بولندا الجديد كارول نافروتسكي، بلقب “المشاغب” بسبب ماضيه كهاوي للملاكمة، وارتباطه السابق بمجموعات مشجعي كرة القدم المتعصبة.
خلال حملته، تبنى خطابًا شعبويًا يركز على السيادة الوطنية، القيم المسيحية، ومعارضة الهجرة غير الشرعية. كما أبدى إعجابه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعمه علنًا خلال الحملة.
أثارت حملته جدلاً واسعًا، خاصةً بعد الكشف عن فضيحة تتعلق بشراء شقة من متقاعد بأسعار مشبوهة، بالإضافة إلى اتهامات بصلاته مع مجموعات متطرفة.
تداعيات الفوز
يُتوقع أن يشكل فوز ناوروتسكي تحديًا كبيرًا لحكومة رئيس الوزراء دونالد توسك ذات التوجه الأوروبي الوسطي. بصفته رئيسًا، يمتلك ناوروتسكي صلاحية استخدام الفيتو ضد القوانين، مما قد يعرقل جهود الحكومة في تنفيذ إصلاحات قضائية واجتماعية، بما في ذلك قضايا الإجهاض واستقلال القضاء.
أثار فوزه ردود فعل متباينة على الساحة الدولية؛ حيث أعربت دول مثل ألمانيا عن قلقها، بينما رحبت به حكومات يمينية في المجر وسلوفاكيا.
تعرف المزيد على: الإمارات: المعاناة في غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية
بولندا على مفترق طرق
يعكس فوز رئيس بولندا الجديد كارول نافروتسكي، الانقسام العميق في المجتمع البولندي بين التوجهات الليبرالية الحضرية والقيم المحافظة الريفية. مع توليه المنصب في 6 أغسطس 2025، ستواجه بولندا مرحلة جديدة من التوتر السياسي قد تؤثر على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ومكانتها في الساحة الدولية.