أكّدت سعادة د. نورة الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، أن الإمارات تخطو خطوات
رائدة في مجال علوم الجينوم بفضل مجلس الإمارات للجينوم، بقيادة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان،
ولي عهد أبوظبي. يهدف المجلس إلى تعزيز مكانة الإمارات كمركز للبحوث والابتكار، وتطوير برامج صحية استباقية ومستقبلية، للحد من الاضطرابات الوراثية وتوفير رعاية صحية متقدمة.
تطوير برنامج الجينوم الإماراتي
أشارت الغيثي إلى أن برنامج الجينوم الإماراتي يهدف إلى بناء واحدة من أكبر قواعد البيانات الجينية عالمياً
من خلال جمع 650 ألف عينة، ليتجاوز هدفه في المستقبل نحو مليون عينة. من خلال
هذه الجهود، يسعى البرنامج لتقديم إحصاءات دقيقة عن التنوع الجيني في الإمارات.
إدراج الاختبار الجيني في فحوصات ما قبل الزواج
أعلنت سعادة د. نورة الغيثي عن إدراج الاختبار الجيني كجزء من فحوصات ما قبل الزواج للمواطنين بدءًا
من يناير 2025، بهدف حماية الأجيال القادمة من الأمراض الوراثية. يغطي الاختبار 570 جينًا لأكثر من
840 اضطرابًا وراثيًا، ما يمكّن الأزواج من اتخاذ قرارات مدروسة عند التخطيط لتأسيس عائلة صحية.
تدريب كوادر طبية متخصصة في الجينوم
أطلقت دائرة الصحة – أبوظبي برنامجًا تدريبيًا متخصصًا بالتعاون مع جامعة خليفة ومستشفى بريغهام
وكلية الطب بجامعة هارفارد، يهدف إلى تدريب الأطباء الإماراتيين في مجالات الاستشارة الوراثية والطب الجيني.
وقد تخرج من البرنامج 100 طبيب إماراتي، مما يعزز إمكانات الأطباء في تقديم رعاية صحية متطورة.
نتائج واعدة لدراسة الجينوم المرجعي الإماراتي
أوضحت الغيثي أن الدراسة المرجعية للجينوم الإماراتي التي شملت تحليل 50 ألف عينة جينية كشفت
عن 12% من المتغيرات الجينية الجديدة. تعتبر هذه الدراسة استثنائية في كونها تركز على التنوع الجيني في المنطقة العربية، مما يفتح أفقاً جديداً للبحوث الجينومية ذات التأثير العالمي.
تقارير الصيدلة الجينية للرعاية الشخصية
أتاحت دائرة الصحة – أبوظبي تقارير الصيدلة الجينية لمزودي الرعاية الصحية عبر منصة “ملفي”، حيث توفر هذه التقارير معلومات حول التفاعلات الدوائية بناءً على التركيب الجيني للمريض. من خلال تحليل 23 جيناً يؤثر في 128 دواءً، تُمكّن التقارير الأطباء من اتخاذ قرارات دقيقة، ما يحد من الآثار الجانبية ويحسّن من النتائج العلاجية.
مبادرات لتعزيز التنوع الجيني
أطلقت أبوظبي مبادرة بالتعاون مع شركة M42 لتعزيز فهم الأمراض النادرة والتنوع الجيني، تستهدف مشاركة 100 ألف شخص من جنسيات متعددة. تساعد هذه المبادرة في تحسين فهم التركيب الجيني للمجتمع العالمي واكتشاف حلول طبية ملائمة لمختلف الأعراق.
مستقبل الرعاية الصحية في الإمارات
أشارت الغيثي إلى أن الإمارات تسير بخطى واثقة نحو بناء منظومة رعاية صحية دقيقة وشخصية، معززة ببيانات الجينوم وداعمة للأبحاث العلمية في المجال. بات من الواضح أن مجلس الإمارات للجينوم يسهم بفعالية في إحداث تحوّل جذري في خدمات الرعاية الصحية، مما يمكّن الإمارات من تقديم رعاية صحية عالمية المستوى وتعزيز صحة وجودة حياة أفراد المجتمع للأجيال القادمة