حقق فريق الشارقة إنجازًا تاريخيًا طال انتظاره، بعدما تأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائي قاري، وذلك في بطولة دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم. ونجح الفريق الإماراتي في فرض نفسه كقوة لا يستهان بها، بتخطيه التعاون السعودي في نصف النهائي بنتيجة 2 – 0 في لقاء الإياب، و2 – 1 في مجموع المباراتين. هذا الإنجاز يأتي كتأكيد على تصاعد مستوى كرة القدم الإماراتية وخصوصًا فريق “الملك” الذي أثبت قدرته على المنافسة القارية.
بثنائية بالعربي وكامارا.. الشارقة إلى نهائي القارة 🏆👑
شاهد الاحتفالات الرائعة مع الجمهور واللاعبين في ستاد نادي الشارقة بعد التأهل التاريخي 🎇🏟️#الشارقة_التعاون#دوري_أبطال_آسيا2 pic.twitter.com/xl897UVRvt
— ADSportsTV (@ADSportsTV) April 15, 2025
كوزمين.. من نهائي 2015 إلى فرصة جديدة للتتويج
الروماني أولاريو كوزمين، مدرب الشارقة الحالي، ليس غريبًا عن الأدوار النهائية للبطولات القارية. فهو المدرب ذاته الذي قاد فريق شباب الأهلي (بمسماه السابق “الأهلي”) إلى نهائي دوري أبطال آسيا في عام 2015. ورغم خسارته آنذاك أمام جوانزو الصيني بهدف دون رد في إياب النهائي، فإن كوزمين يعود اليوم بنفس الطموح ولكن بألوان الشارقة، وعينه على تعويض إخفاق الماضي بتحقيق دوري أبطال آسيا 2، والذي سيكون أول لقب آسيوي في مسيرته التدريبية.
الخبرة التي يتمتع بها كوزمين لعبت دورًا كبيرًا في وصول الفريق إلى هذه المرحلة، خاصةً من خلال أسلوبه التكتيكي المتوازن وقدرته على إدارة المباريات الصعبة. ومع الدعم الجماهيري الكبير والإمكانات العالية للاعبي الفريق، يبدو أن فرصة الشارقة في معانقة لقب دوري أبطال آسيا 2، أصبحت واقعية أكثر من أي وقت مضى.
من دور المجموعات إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2.. طريق الشارقة المميز
لم يكن طريق الشارقة إلى النهائي سهلًا، بل جاء بعد سلسلة من التحديات والمباريات القوية. بدأ الفريق مشواره بتصدره للمجموعة الثالثة برصيد 13 نقطة من 6 مباريات، ليؤكد جدارته بالتأهل للأدوار الإقصائية.
في دور الـ16، واجه الشارقة فريق الحسين الأردني، وتعادل معه في مجموع المباراتين بنتيجة 1 – 1، قبل أن يحسم التأهل بركلات الترجيح بنتيجة 3 – 0. وفي ربع النهائي، خاض الفريق مواجهة إماراتية خالصة أمام شباب الأهلي، وتعادلا 2 – 2 في مجموع اللقاءين، ليحتكم الفريقان مجددًا إلى ركلات الترجيح، التي ابتسمت للملك بنتيجة 5 – 4.
أما في نصف النهائي، فكانت المواجهة أمام التعاون السعودي، الذي فاز ذهابًا 1 – 0، لكن الشارقة عاد بقوة في لقاء الإياب على استاد الشارقة، وحقق فوزًا رائعًا 2 – 0، ليقلب الطاولة ويتأهل إلى النهائي بمجموع 2 – 1.
واحدة من أبرز نقاط القوة في فريق الشارقة هذا الموسم، هي المنظومة الهجومية المتنوعة والفعالة. فقد تمكن الفريق من تسجيل 18 هدفًا في مشواره حتى الآن في البطولة، عبر 7 لاعبين مختلفين. يتصدر كل من كايو لوكاس ولون بيريرا قائمة الهدافين بـ5 أهداف لكل منهما، يليهما عثمان كمارا بـ3 أهداف، وفراس بالعربي بهدفين، بالإضافة إلى هدف وحيد للمهاجم الإسباني باكو ألكاسير.
هذا التنوع في الأسماء وتوزيع المهام الهجومية بين اللاعبين منح الفريق قوة هجومية يصعب التنبؤ بها، وهو ما جعله يتفوق في لحظات حاسمة من الأدوار الإقصائية.
نهائي مرتقب.. ومواجهة حاسمة قادمة
ينتظر فريق الشارقة الآن التعرف على هوية منافسه في نهائي دوري أبطال آسيا 2، والذي سيكون أحد فريقي ليون سيتي سايلورس السنغافوري أو سيدني إف سي الأسترالي، اللذين سيلتقيان في إياب نصف نهائي منطقة الشرق.
وما يميز هذه المرحلة أن الشارقة يخوض ثاني نهائي له هذا الموسم، بعد تأهله أيضًا إلى نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حيث سيواجه شباب الأهلي مجددًا.
ويترقب جماهير الشارقة، وعموم عشاق الكرة الإماراتية، بشغف مباراة نهائي دوري أبطال آسيا 2، على أمل أن تكون ليلة التتويج الأولى في تاريخ “الملك” بالبطولات القارية، وتتويجًا لموسم استثنائي بكل المقاييس.