نمو مراكز الطفولة المبكرة في دبي: تعزيز خيارات التعليم للأطفال
تشهد مراكز الطفولة المبكرة في دبي نموًا متسارعًا في أعداد الأطفال الملتحقين بها منذ سبتمبر 2022، حيث سجلت زيادة سنوية بلغت 15٪. وقد انضم أكثر من 3000 طفلاً إلى هذه المراكز خلال العام الدراسي الماضي، مما يشير إلى استمرار تعزيز منظومة التعليم المدرسي في إمارة دبي قدراتها كوجهة جاذبة بخيارات متنوعة لأولياء الأمور في مرحلة الطفولة المبكرة. وقد شهد العام الماضي افتتاح 27 مركزًا جديدًا للطفولة المبكرة، ليصل بذلك إجمالي عدد المراكز في دبي إلى ما يقارب 250 مركزًا، يستقبلون أكثر من 23 ألف طفل.
زيادة الطلب على المدارس الخاصة في دبي
لا يقتصر النمو على مراكز الطفولة المبكرة فحسب، بل تمتد أيضًا إلى المدارس الخاصة في دبي. فقد تم تسجيل زيادة غير مسبوقة في أعداد الطلاب بنسبة نمو بلغت 12٪ في العام الدراسي الحالي 2023-2024، وهي النسبة الأعلى منذ تأسيس هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي في عام 2007.
توفير خيارات متنوعة
ويظهر تقرير صادر عن الهيئة بعنوان “ننمو سريعاً.. مراكز الطفولة المبكرة في دبي” أن حوالي 66٪ من الأطفال الملتحقين بمراكز الطفولة المبكرة تتراوح أعمارهم بين 2 و 4 سنوات. وهذا يعكس جاذبية مراكز الطفولة المبكرة في دبي كخيار تعليمي يلبي احتياجات أولياء الأمور في هذه المرحلة العمرية المهمة لنمو أطفالهم. فهي تساهم في بناء شخصيتهم وتكوين الأسس الأولى لتطورهم المعرفي في سن مبكرة.
بيئات تعلم ثرية
يؤكد الدكتور عبد الله الكرم، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، أن دور مراكز الطفولة المبكرة لا يقتصر فقط على إثراء تجربة التعلم لدى الأطفال، بل يشكل أيضًا الأساس لبناء شخصيتهم وتنمية مهارات وقدرات المختلفة. تعمل هذه المراكز على توفير بيئات تعلم ثرية تشجيع الاستكشاف والتفاعل والتعلم النشط. وتعتمد على مناهج تعليمية مبتكرة ومناسبة للأطفال في هذه المرحلة العمرية، تركز على تنمية المهارات الحياتية والاجتماعية والعقلية والحسية.
دور الحكومة والاستثمارات
تولي حكومة دبي اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاع التعليم وتعزيز خيارات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. تقوم بتوفير الدعم والتسهيلات اللازمة لتأسيس وتشغيل مراكز الطفولة المبكرة، وتشجع على الاستثمار في هذا المجال. كما تقدم الحكومة الدعم المالي والتقني والاستشاري للمؤسسات التعليمية والمراكز الخاصة في دبي.
التأثير الإيجابي على التعليم
تعزز نمو مراكز الطفولة المبكرة بدبي الخيارات التعليمية المتاحة للأطفال وأولياء الأمور. فهي تساهم في تحسين جودة التعليم وتوفير بيئات تعلم محفزة ومناسبة لاحتياجات الأطفال الصغار. كما أنها تسهم في تطوير قدرات الأطفال وتحضيرهم للمراحل التعليمية اللاحقة. وبالتالي، يمكن أن يكون لهذا النمو السريع لمراكز الطفولة المبكرة تأثير إيجابي على نظام التعليم في دبي وعلى المجتمع بشكل عام.
في الختام، يُعَد نمو مراكز الطفولة المبكرة مؤشرًا على الاهتمام المتزايد بتعليم الأطفال في مرحلة مبكرة، وتوفير بيئات تعلم ملائمة لهم. وتعكس هذه الزيادة التزام حكومة دبي بتحسين قطاع التعليم وتطويره، وتؤكد على أهمية الاستثمار في تعليم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة كأساس لتحقيق نمو وتطور مستدام في المجتمع.
انطلاق المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي برعاية محمد بن راشد يوم 3 يناير المقبل