في مشهد يعكس تصعيدًا غير مسبوق في وسائل التنفيذ العملياتية، نفذت قوات خاصة إسرائيلية، فجر اليوم الاثنين، 19 مايو، عملية اغتيال نوعية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استهدفت خلالها قياديًا في “ألوية الناصر صلاح الدين”، بعد أن تسللت بملابس نسائية ومدنية إلى عمق المدينة.
اقتحام متنكر واغتيال مباشر في خان يونس
وفقًا لمصادر فلسطينية، دخلت وحدة إسرائيلية خاصة متخفية بمركبة مدنية، يرتدي عناصرها ملابس نسائية تقليدية، واقتحمت منزل القيادي أحمد سرحان الواقع في شارع الكتيبة بخان يونس.
أفادت المصادر أن القوة باغتت سرحان في منزله، وأطلقت عليه الرصاص بشكل مباشر ما أدى إلى مقتله، ثم اعتقلت زوجته وأطفاله، قبل أن تنسحب تحت غطاء من القصف الجوي المكثف.
تمثل العملية تحوّلًا في أساليب الاغتيال الإسرائيلي داخل المناطق المدنية، حيث استخدمت أدوات تمويه بشرية وأسلوب التنكر كمدنيين، وهو تكتيك غالبًا ما يُستخدم في العمليات الخاصة خلف خطوط العدو.
في الوقت ذاته، شهدت مناطق متفرقة من خان يونس قصفًا جويًا متزامنًا، ما يشير إلى أن العملية كانت جزءًا من مخطط عسكري موسّع لتأمين الانسحاب الآمن للقوة المنفذة، وتقليل فرص المقاومة أو الدعم المحلي للمستهدف.
المقاومة تؤكد استشهاد أحد قادتها
في بيان رسمي، نعت “ألوية الناصر صلاح الدين” استشهاد القائد الميداني أحمد سرحان، مؤكدة أنه خاض اشتباكًا مسلحًا مع القوة الخاصة قبل استشهاده، واعتبرت العملية “جريمة اغتيال” جديدة تضاف إلى سجل التصعيد الإسرائيلي في القطاع.
لا تعليق من الجيش الإسرائيلي
حتى كتابة هذا التقرير، لم تصدر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بيانًا مفصلًا عن العملية، واكتفى الجيش بالإشارة إلى أنه يواصل عملياته ضمن حملة “عربات جدعون” في مختلف أنحاء قطاع غزة، دون الخوض في تفاصيل العملية الخاصة أو نتائجها.
أثارت العملية جدلاً واسعًا بين المراقبين بشأن قواعد الاشتباك، ومدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، خاصةً في ظل استخدام تنكّر مدني داخل بيئة سكانية مكتظة، واعتقال أفراد من عائلة المستهدف دون توجيه تهم رسمية.
تعرف المزيد على: هل قتل قائد حماس محمد السنوار؟
تزامنت عملية الاغتيال مع أوامر بإخلاء مدينة خان يونس من السكان، وتصعيد ميداني كبير شمل غارات على مواقع مدنية ومناطق سكنية، ما يزيد من الضغط الإنساني في المدينة التي تشهد أوضاعًا إنسانية متدهورة منذ أسابيع.