أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، التزام دولة الإمارات بتعزيز إنجازاتها الرياضية، ووضع رؤية استراتيجية شاملة لتحقيق النجاحات المستقبلية، مما يسهم في ترسيخ مكانة الدولة على الساحة الرياضية العالمية. جاء ذلك خلال جلسة رئيسية بعنوان “2004: آخر ذهبية أولمبية”، التي تناولت ثلاثة مسارات لتطوير القطاع الرياضي المحلي، وكشفت عن إطلاق دورة الألعاب الجامعية الإماراتية بمشاركة 28 جامعة. هذه الجلسة كانت جزءًا من الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي تُعقد في أبوظبي من 5 إلى 6 نوفمبر الحالي، بمشاركة أكثر من 500 شخصية من القادة والمسؤولين في الجهات الاتحادية والمحلية.
وأشار معاليه خلال الجلسة، التي حضرها سعادة عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، وسعادة خلفان جمعة بالهول، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي، إلى أهمية الإنجاز التاريخي الذي حققته دولة الإمارات بحصولها على ميدالية ذهبية أولمبية في عام 2004. وأوضح أن استحضار هذا الإنجاز لا يعكس فخرنا بماضٍ رياضي مشرق فحسب، بل هو دعوة للتفكير في مستقبل رياضتنا الوطنية وصياغة رؤية طموحة لتعزيز مكانة الدولة على الصعيد الرياضي العالمي.
وأكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي أن مرور عشرين عامًا على آخر ذهبية أولمبية يفرض علينا ضرورة الوقوف عند الأسباب التي منعت تكرار هذه الإنجازات، معتبراً أنه يتوجب علينا بناء منظومة رياضية متكاملة ومستدامة تركز على اكتشاف وتطوير وصقل المواهب، لتتمكن من التألق على الساحات الدولية.
وأشار معاليه إلى أن وزارة الرياضة، مستلهمة من رؤية القيادة الرشيدة، قد بدأت في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031، التي تهدف إلى إنشاء بنية رياضية قوية تعتمد على إطار استراتيجي شامل. وأكد “نركز من خلالها على دعم وتطوير المواهب في كافة إمارات الدولة، مع الحرص على التنوع والابتكار، ونسعى لتجاوز دعم المواهب الفردية إلى العمل على تنمية الأجيال القادمة بشكل كامل، لتكون قادرة على المنافسة في أعلى المستويات.”
وفي سياق الجلسة، أعلن معالي الفلاسي عن إطلاق دورة الألعاب الجامعية الإماراتية، قائلاً: “يسعدني أن أعلن عن تدشين دورة الألعاب الجامعية الإماراتية لتكون منصة رائدة لإبراز الطاقات الطلابية وتعزيز روح المنافسة بين شبابنا الجامعي، حيث ستشارك في الدورة 28 جامعة من مختلف أنحاء الدولة، ونسعى جميعًا لترسيخ ثقافة التميز الرياضي في المرحلة الجامعية.”
بدوره، أكد سعادة عارف حمد العواني أن الفوز بالميداليات الذهبية الأولمبية والنزول على منصات التتويج في مختلف الفعاليات الرياضية العالمية يتطلب إنشاء قاعدة قوية من خلال عمل منظم وتعاون بين مختلف الجهات، بما في ذلك الاتحادات الرياضية والأندية والمؤسسات التعليمية، لضمان توفير بيئة تحفز على التميز الرياضي وتعزز روح المنافسة بين الشباب.
وقال: “يجب تحديد أهداف واضحة مع تقييم دوري لأداء الرياضيين، وتقديم الدعم الكامل والمشاركة في البطولات المحلية والدولية لزيادة الخبرة وتحسين الأداء، وصولًا إلى منصات التتويج الأولمبية.” وأشار إلى أن مجلس أبوظبي الرياضي يعمل مع جميع الشركاء لتحقيق الأهداف الطموحة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031.
من جانبه، أشار سعادة خلفان جمعة بالهول إلى أن خطط تطوير القطاع الرياضي المحلي يجب أن ترتكز على ثلاثة مسارات رئيسية: تعزيز المشاركة المجتمعية، دعم المواهب الرياضية وتمكينها، وإنشاء نظام متكامل لاستضافة البطولات الرياضية لتحقيق نموذج يرفع من مستوى رياضة الإمارات عالميًا.
وأكد على أهمية مشاركة كافة فئات المجتمع في العملية التخطيطية لمستقبل الرياضة، والاستفادة من تطلعاتهم لتحقيق المزيد من الإنجازات، مع التركيز على تطوير الرياضات التي تتطلب دعماً أكبر. وأشار إلى وجود العديد من المواهب الواعدة في البلاد، ولكن من الضروري أن يتم تقديم الدعم لهذه المواهب منذ سن مبكرة عبر المدارس والأكاديميات والمراكز الرياضية.