يبدو أن المعركة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لن تكون سهلة على الإطلاق، حيث أن دخول الإمارات العربية المتحدة في شراكات مع الولايات المتحدة، من الممكن أن تجعلها طرفًا في هذه المعركة، لكن بالتأكيد هذا الأمر سيزيد من أهمية أبوظبي سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي كذلك.
ترامب يريد دخول الإمارات بدلاً من الصين في المعركة التكنولوجية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لبناء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة. تأتي هذه الخطوة ضمن تحوّل لافت في السياسة الأمريكية تجاه الخليج، وخاصةً في ظل التنافس الشرس مع الصين على صدارة المعركة التكنولوجية العالمية.
الاتفاقية تُعد بمثابة كسر للحظر الأمريكي السابق على تصدير الرقائق المتقدمة إلى دول تربطها علاقات قوية بالصين. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تندرج في إطار المعركة التكنولوجية بين واشنطن وبكين، حيث تراهن إدارة ترامب على الإمارات لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة من خلال التعاون في قطاع الذكاء الاصطناعي.
من المتوقع أن يبدأ تشغيل المجمع الضخم في وقت لاحق من عام 2025، مع استيراد الإمارات لما يصل إلى 500,000 شريحة إنفيديا سنويًا.
هذا المشروع لا يعكس فقط طموح الإمارات في أن تصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا، بل يكشف أيضًا كيف تستخدم إدارة ترامب الشراكات الاستراتيجية لتعزيز النفوذ الأمريكي عالميًا.
تفاصيل المشروع العملاق في أبوظبي
المجمع الجديد سيُبنى في أبوظبي على مساحة تقارب 10 أميال مربعة، وبدعم طاقي يُقدّر بـ5 جيجاواط. وسيتضمن المشروع تشغيل نحو 2.5 مليون شريحة B200 من إنتاج شركة إنفيديا.
ستقوم شركة G42، المعروفة بقربها من الحكومة الإماراتية، بتطوير المشروع، بينما ستتولى شركات أمريكية تقديم الخدمات السحابية وتشغيل البنية التحتية، تحت إشراف مباشر من واشنطن.
تفوق على سياسة بايدن
تُمثل هذه الاتفاقية تراجعًا واضحًا عن نهج إدارة بايدن السابقة التي فرضت قيودًا صارمة على تصدير الرقائق إلى بعض الدول. في المقابل، اعتمدت إدارة ترامب مقاربة أكثر انفتاحًا، هدفها كبح جماح الصين ومنعها من التفوق في قطاع الذكاء الاصطناعي، عبر تمكين الحلفاء الموثوقين مثل الإمارات.
ضمانات أمنية مشددة
كجزء من الاتفاقية، قدمت الإمارات مجموعة من الضمانات الأمنية العالية المستوى، تضمنت:
- الاعتماد على معدات من مزودين غربيين فقط.
- إزالة أي مكونات صينية من البنية التحتية.
- استخدام تشفير عسكري متقدم.
- فصل أنظمة الحوسبة عن باقي الأنظمة لتقليل المخاطر.
مخاوف وتساؤلات
ورغم هذه الترتيبات الصارمة، لا تزال هناك مخاوف أمريكية من احتمال تسرب التكنولوجيا إلى الصين، خاصةً أن المشروع يأتي في وقتٍ تشهد فيه العلاقات الأمريكية الصينية توترًا متصاعدًا على خلفية سباق الذكاء الاصطناعي.
تعرف المزيد على: تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي بسعة 5 جيجاوات
لهذا يبدو أن الإمارات العربية المتحدة، أصبحت بالفعل عنوانًا لمرحلة جديدة في المعركة التكنولوجية العالمية، والتي ستعتمد بالتأكيد في المقام الأول على الذكاء الاصطناعي.