حققت دولة الإمارات إنجازًا اقتصاديًا لافتًا بتقدمها إلى المركز العاشر عالميًا كأكبر وجهة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال عام 2024، وفق بيانات حديثة أظهرت تسجيل تدفقات بقيمة 167.6 مليار درهم (45.6 مليار دولار)، بزيادة بلغت 48% عن العام السابق، في مؤشر قوي على تنامي الثقة العالمية ببيئة الأعمال والاستقرار الاقتصادي في الدولة.
ويأتي هذا التقدم في ظل رؤية استراتيجية تقودها القيادة العليا في البلاد، هدفها تعزيز موقع الإمارات كمركز اقتصادي عالمي ومحطة استثمارية أولى في المنطقة. وقد تميزت الدولة بمرونتها وقدرتها على التكيف مع التحديات العالمية، ما مكنها من تحقيق نمو بنسبة 2.8% في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي، في وقت لم يتجاوز فيه النمو العالمي نسبة 0.8%.
استحواذ إقليمي وتوسع عالمي للإمارات في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر
استحوذت الإمارات على 37% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يعادل أكثر من ثلث حجم الاستثمارات الأجنبية الموجهة إلى المنطقة. كما جاءت في المرتبة الثانية عالميًا من حيث عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة، بعد الولايات المتحدة، بـ1369 مشروعًا جديدًا في عام 2024.
ويعكس هذا التقدم الدور المحوري للدولة كمحور رئيسي لجذب رؤوس الأموال العالمية، بفضل بيئة تنظيمية حديثة، وتشريعات محفزة، وبنية تحتية رقمية ولوجستية متطورة، إضافة إلى شبكة اتفاقيات تجارية واستثمارية واسعة تربط الإمارات بأكبر الاقتصادات العالمية.
خطط طموحة واستراتيجية وطنية مستدامة
وضعت الإمارات هدفًا طموحًا يتمثل في جذب تدفقات استثمارية مباشرة تتجاوز 1.3 تريليون درهم خلال السنوات الست المقبلة، ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تمكين الاستثمار في قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة المتجددة، الاقتصاد الرقمي، والرعاية الصحية، إلى جانب تعزيز الابتكار ودعم الشركات الناشئة.
ويُعد هذا التوجه انعكاسًا لرؤية تنموية شاملة تقودها الدولة، تركّز على الاستدامة، والتنويع الاقتصادي، وتهيئة المناخ المناسب للاستثمار طويل الأجل.
الإمارات.. بيئة أعمال موثوقة
أشارت مؤشرات أداء تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، إلى تحول الإمارات إلى نموذج عالمي يحتذى به في مجال الاستثمار، نتيجة عوامل عدة، من أبرزها: الاستقرار السياسي، والانفتاح التجاري، والشفافية، وسهولة ممارسة الأعمال. كما ساهمت السياسات الحكومية المرنة في تعزيز ثقة المستثمرين العالميين، وتوفير إطار تشريعي وتنظيمي يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.
تعرف المزيد على: طيران الإمارات تواصل دعمها لرياضة التنس حتى عام 2030
وفي ظل استمرار هذه الديناميكية الإيجابية، يبدو أن الإمارات ماضية بثقة نحو ترسيخ موقعها كعاصمة إقليمية وعالمية للاستثمار، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى مراكز اقتصادية مستقرة وجاذبة في عالم سريع التغير.