ألقى معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، بيان دولة الإمارات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها التاسعة والسبعين. جاء البيان ليؤكد التزام الإمارات بالتعاون الدولي وحل النزاعات وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. استعرض الوزير موقف دولة الإمارات
من أبرز القضايا العالمية، مقدماً رؤية شاملة لحل الأزمات والتحديات التي تواجه المجتمع الدولي.
دعوة لتعزيز التعاون الدولي
بدأ معالي الشيخ شخبوط بن نهيان كلمته بتوجيه الشكر والتقدير لرئيس الجمعية العامة الجديد،
مؤكداً على أهمية العمل الجماعي والتعاون الدولي لتوريث الأجيال المقبلة عالماً أفضل ينعم بالسلام والاستقرار.
أشار إلى ضرورة استخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المتاحة لتحقيق هذه الأهداف، مستشهداً بالتقدم الذي أحرزته الإمارات في مجالات التنمية والتكنولوجيا والاقتصاد.
سياسة خارجية قائمة على الشفافية والاستقرار
أكد معالي الوزير أن دولة الإمارات منذ تأسيسها تتبع سياسة خارجية شفافة، تسعى من خلالها إلى
بناء شبكة علاقات متوازنة مع دول العالم. تعتمد هذه السياسة على دعم الاستقرار الإقليمي والدولي،
والحد من التصعيد من خلال الحوار وبناء الجسور بين الشعوب. كما شدد على أهمية التمسك بالمبادئ الأساسية في العمل الدولي، مثل توحيد المواقف تجاه القضايا الشائكة والالتزام بحماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان.
التحديات الإقليمية والدولية
تطرق معالي الشيخ شخبوط بن نهيان إلى الأزمات التي تعصف بالمنطقة والعالم،
مثل النزاعات في غزة، السودان، أوكرانيا، وغيرها. وأكد على ضرورة العمل
المشترك لحل هذه الأزمات، مشيراً إلى دور الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين في هذه المناطق. وبيّن أن الإمارات ملتزمة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، داعياً جميع الأطراف إلى احترام هذه القوانين في نزاعاتها.
دعوة لإصلاح مجلس الأمن
في ضوء التحديات المتزايدة التي تواجه المجتمع الدولي، دعا معالي الشيخ شخبوط إلى
ضرورة إصلاح مجلس الأمن لضمان فعاليته في حفظ السلم والأمن الدوليين. وأشار إلى
أهمية تمكين المجلس من مواجهة الجرائم الدولية ومنع الإفلات من العقاب، لاسيما في الحالات التي يفشل فيها المجلس في التحرك بسبب الاستقطاب السياسي.
دور الإمارات في دعم القضايا الإنسانية
استعرض معالي الوزير دور الإمارات في دعم القضايا الإنسانية حول العالم، مشيراً إلى المساعدات التي قدمتها بلاده للبنان والسودان وقطاع غزة. وبيّن أن الإمارات لم تدخر جهداً في مساعدة الأبرياء في مناطق النزاع، سواء من خلال تقديم المساعدات الغذائية والطبية أو بناء المستشفيات الميدانية. كما أشار إلى الجهود التي بذلتها الإمارات في دعم وكالة الأونروا والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
موقف الإمارات من النزاعات الدولية
تطرقت كلمة معالي الشيخ شخبوط إلى النزاع في أوكرانيا، حيث دعا إلى ضرورة إيجاد حل سلمي ينهي هذا النزاع ويضع حداً للأزمات الإنسانية الناجمة عنه. كما أعرب عن دعم الإمارات الكامل للسيادة المغربية على منطقة الصحراء، مشيداً بمبادرة الحكم الذاتي التي طرحتها المغرب. وأكد أن الإمارات تؤمن بأهمية الدبلوماسية في حل النزاعات، مع الالتزام بمبادئ القانون الدولي.
التزام الإمارات بالتنمية المستدامة والتكنولوجيا
لم تغفل كلمة معالي الشيخ شخبوط عن التحديات البيئية التي تواجه العالم. أشار إلى استضافة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي، وأكد على التزام الإمارات بالعمل المناخي والطاقة المتجددة. وأعلن عن مبادرات مهمة مثل مؤتمر المياه المزمع عقده في 2026، مشيراً إلى أن الإمارات ستواصل جهودها في هذا المجال من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين.
التكنولوجيا الناشئة كمحرك للتنمية
شدد معالي الوزير على أن الإمارات ترى في التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، أداة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة والتغلب على التحديات. ودعا إلى ضرورة الاستثمار في هذه التقنيات لتسريع وتيرة التنمية وإحداث تحولات جذرية في التعامل مع القضايا المختلفة، بما يسهم في تحقيق رفاهية الشعوب.
ختام البيان: دعوة لصنع مستقبل أفضل
في ختام كلمته، دعا معالي الشيخ شخبوط بن نهيان المجتمع الدولي إلى اغتنام الفرصة لتصحيح مسار
العمل الدولي المشترك. وأكد على أهمية الوحدة والعمل الجماعي لصنع مستقبل باهر يفتخر به
الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن الإمارات ملتزمة بالعمل مع الجميع لتحقيق هذا الهدف.
بهذه الرؤية الشاملة، يبرز بيان دولة الإمارات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كدعوة ملحة لتعزيز
التعاون الدولي وحل الأزمات العالمية بروح من التسامح والتفاهم المشترك، مع التركيز على التنمية المستدامة والتكنولوجيا كعناصر أساسية في بناء مستقبل أفضل للبشرية.
انطلاقة قوية لمنتخبي الإمارات للسيدات والفتيات في البطولة العربية للغولف