لقد حققت الموانئ البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة نقلات نوعية وإنجازات قياسية ساهمت بشكل كبير
في النهضة التجارية والاقتصادية للدولة، مما جعلها لاعبًا استراتيجيًا ومحركًا رئيسيًا للتجارة العالمية. حيث تحولت الموانئ الإماراتية
من مجرد محطات محلية للشحن البحري إلى مراكز عالمية تساهم في دفع عجلة نمو الاقتصاد الوطني ودعم سياسة تنويع مصادر الدخل، فضلاً عن دورها الكبير في تعزيز مكانة الدولة على الخارطة البحرية العالمية.
شبكة موانئ مترابطة: ربط الإمارات بالعالم
تمتلك دولة الإمارات شبكة موانئ بحرية قوية تربطها مع بقية دول المنطقة والعالم. وتضم هذه الشبكة موانئ تابعة لمجموعة “موانئ أبوظبي” و”موانئ دبي العالمية”، بالإضافة إلى المنافذ البحرية المهمة في الفجيرة والشارقة وبقية الإمارات. هذا التنوع والانتشار الواسع للموانئ الإماراتية يتيح للدولة موقعًا استراتيجيًا يجعلها مركزًا
عالميًا للأعمال البحرية ومصدرًا رئيسيًا لدعم الاقتصاد الوطني.
الإمارات تسجل أرقامًا قياسية في التنافسية العالمية
تواصل الإمارات تحقيق العديد من الأرقام القياسية في مؤشرات التنافسية العالمية في القطاع البحري.
فقد صُنفت موانئ الدولة ضمن أفضل عشرة موانئ عالمية في حجم مناولة الحاويات، كما جاءت في المركز الثالث عالميًا في تيسير التجارة المنقولة بحرًا وتزويد وقود السفن، وفي المركز الخامس عالميًا ضمن أهم المراكز البحرية الدولية. هذه الإنجازات تعكس الجهود المستمرة التي تبذلها الإمارات لتعزيز مكانتها كقوة بحرية عالمية.
دور الموانئ الإماراتية في تعزيز الاستدامة
تعمل دولة الإمارات بشكل متكامل في مجال النقل البحري والبري والسكك الحديدية والطيران لتحقيق الاستدامة
وتقليل الانبعاثات. وتحتل الإمارات المرتبة السابعة عالميًا في مؤشر الأداء اللوجستي، مما يتماشى مع أجندة التنمية المستدامة المحلية والعالمية. ويدل هذا الإنجاز على التزام الدولة بتطوير بنيتها التحتية بطرق تساهم في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
موانئ أبوظبي: محور للتجارة والصناعة العالمية
تعد مجموعة موانئ أبوظبي أحد المحركات الرئيسة للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في العالم. وتربط هذه الموانئ
العاصمة أبوظبي بمختلف أنحاء العالم، حيث تشمل محفظتها 28 محطة وحضورًا في أكثر من 50 دولة.
وتضم محفظة المجموعة موانئ رئيسية مثل ميناء خليفة، الذي يعتبر بوابة استراتيجية تربط أوروبا والغرب بالشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. بالإضافة إلى ميناء زايد الذي توسع استخدامه ليشمل السياحة والبضائع السائبة، مما يجعله أحد أكبر الموانئ التجارية في أبوظبي.
موانئ دبي العالمية: ريادة في تدفق التجارة العالمية
من جانبها، تسعى مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد” إلى تحسين تدفق التجارة العالمية وتطويرها.
وتضم محفظة المجموعة عدة موانئ رئيسة، من بينها ميناء جبل علي، الذي يُعتبر الأكثر تطورًا
في العالم بطاقة استيعابية تبلغ 22.4 مليون حاوية نمطية، مما يجعله من أكبر عشرة موانئ على مستوى العالم. كما تضم المجموعة ميناء الحمرية، المعروف بكفاءته في مناولة البضائع السائبة، وميناء راشد الذي يُعد وجهة سياحية مفضلة في الشرق الأوسط بقدرته على استقبال 25 ألف راكب في وقت واحد.
تعزيز مكانة الإمارات كمركز بحري عالمي
تتربع موانئ الدولة على قائمة أفضل التصنيفات العالمية من حيث أحجام مناولة البضائع وحركات السفن
وسرعة إنجاز الأعمال، إضافة إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة في العمليات التشغيلية. وتحتل الإمارات المرتبة الـ 13 عالميًا
والأولى شرق أوسطيًا في قوة أساطيل النقل البحري، وتُعد الأولى إقليميا في مؤشر الربط بين الموانئ البحرية. هذا التميز يعزز من مكانة الإمارات كمركز بحري عالمي ويؤكد على دورها الريادي في قطاع النقل البحري.
موانئ الإمارات: شريان حيوي للاقتصاد الوطني
إلى جانب الثروات الطبيعية التي تتمتع بها، تستمر دولة الإمارات في تطوير قطاع الموانئ الذي يُعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني. وتستحوذ الموانئ البحرية في الدولة على نحو 60% من إجمالي حجم مناولة الحاويات والبضائع المتجهة إلى دول مجلس التعاون الخليجي. كما تضم الإمارات 12 منفذًا بحريًا تجاريًا، بالإضافة إلى الموانئ النفطية التي تشكل جزءًا مهمًا من اقتصاد الدولة.
ختامًا: موانئ الإمارات رافعة الاقتصاد نحو المستقبل
لا شك أن الموانئ البحرية في الإمارات تمثل رافعة أساسية لنمو الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الدولة على المستوى العالمي. فبفضل الرؤية الاستراتيجية والتطوير المستمر للبنية التحتية، أصبحت الموانئ الإماراتية جزءًا لا يتجزأ من النظام البحري العالمي ومحركًا رئيسيًا للتجارة الدولية.
مبادرة “صيفنا مرن”: نموذج جديد لتعزيز جودة الحياة والرفاهية الوظيفية في حكومة دبي