أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية، صباح الجمعة، 13 يونيو، مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين النوويين، في هجوم إسرائيلي واسع استهدف عدة مواقع داخل إيران. وأكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، في بيان رسمي، أن “خلفاء هؤلاء القادة سيواصلون مهامهم دون تأخير”، في إشارة إلى استمرار النهج الدفاعي الإيراني رغم الخسائر الفادحة.
من جهته، نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصدر إسرائيلي أن العملية كانت موجهة بشكل دقيق نحو قادة عسكريين بارزين وعلماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني. وفيما يلي نبذة عن أبرز القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين الذين أعلنت طهران مقتلهم خلال الهجوم.
مقتل القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين.. الجنرال حسين سلامي: قائد الحرس الثوري الإيراني
الجنرال حسين سلامي، المولود عام 1960 في محافظة أصفهان، يُعد من أبرز القيادات العسكرية في إيران. انضم إلى الحرس الثوري في بداية الحرب العراقية الإيرانية، وقاد وحدات برية وجوية خلال سنوات الحرب. تولى في عام 2009 منصب نائب القائد العام للحرس الثوري، قبل أن يُعيّنه المرشد الأعلى في 2019 قائدًا عاماً للحرس، ويمنحه رتبة لواء.
كان سلامي من الشخصيات المستهدفة بالعقوبات الأميركية منذ أبريل 2019، بسبب أنشطته في الحرس الثوري، وهو ثامن شخصية تتولى قيادة هذه المؤسسة العسكرية الحساسة.
اللواء محمد حسين باقري: رئيس هيئة الأركان العامة
من بين القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين الذين قتلوا اليوم، اللواء محمد باقري، المعروف كذلك باسم محمد حسين أفشردي، وُلد عام 1958، وهو شقيق القيادي الشهير حسن باقري. التحق بالحرس الثوري عام 1980، وشارك في عدة جبهات خلال الحرب العراقية الإيرانية. حصل على درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية، ودرّس في الجامعة العليا للدفاع الوطني.
تولى باقري مناصب قيادية واستخباراتية متعددة، منها رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة منذ عام 2016، بعد تعيينه من قبل خامنئي. كما كان هدفًا للعقوبات الأميركية والأوروبية والكندية، على خلفية دعم إيران لروسيا بالطائرات المسيّرة في الحرب على أوكرانيا، بالإضافة إلى اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان.
فريدون عباسي دوائي: عالم نووي بارز
من بين القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين الذين قتلوا جراء الضربات الاستباقية الإسرائيلية على إيران، العالم النووي فريدون عباسي دوائي، من مواليد عام 1958، كان من الأسماء البارزة في برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. حاصل على دكتوراه في الفيزياء النووية، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية ضمن الحرس الثوري. شغل عدة مناصب رفيعة، منها رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ونيابة رئاسة الجمهورية في عهد أحمدي نجاد.
نجا عباسي من محاولة اغتيال إسرائيلية عام 2010، لكنه أصيب بجروح خطيرة مع زوجته. كما ترأس قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين، ودرّس في جامعات مرموقة. كان يعد من أبرز العقول النووية في البلاد، ووجهًا معروفًا على الصعيدين العلمي والسياسي.
ضحايا آخرون في الهجوم الإسرائيلي
كما أُعلن عن مقتل اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء”، وأستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري، من بين القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين الذين تم اغتيالهم في الهجوم على إيران اليوم. وتناقلت وسائل إعلام إيرانية أنباء غير مؤكدة عن مقتل رئيس جامعة “آزاد الإسلامية” محمد مهدي طهرانجي، بالإضافة إلى إصابة مستشار المرشد الإيراني، علي شمخاني، بجروح حرجة ونقله إلى المستشفى.
تصعيد جديد في ظل توتر إقليمي متصاعد
يأتي الهجوم الإسرائيلي على إيران وسط تصعيد إقليمي غير مسبوق، خاصةً بعد التوترات التي شهدتها المنطقة في الأشهر الأخيرة. ويرى مراقبون أن استهداف قيادات رفيعة بهذا الحجم قد يؤدي إلى رد إيراني مباشر أو عبر حلفائها الإقليميين، مما يُنذر بمزيد من التصعيد العسكري.
تعرف المزيد على: هل يؤثر أي تسرب نووي في إيران على الخليج العربي؟.. سيناريوهات الخطر والتداعيات المحتملة
وتبقى تداعيات هذه العملية مفتوحة على جميع الاحتمالات، في ظل فرحة إسرائيل بنتائج الضربات الاستباقية، وتمسك طهران بخطابها المقاوم رغم الخسائر الفادحة في صفوف قياداتها العسكرية والعلمية.