في لحظة صمت نادرة وسط ضجيج الحرب، خرجت رسالة غير متوقعة من قلب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يطالب بوقف الحرب على غزة.
لم تكن هذه الدعوة صادرة من نشطاء سلام، أو منظمات دولية، بل من ضباط وقادة خاضوا المعركة بأنفسهم.
لماذا يطالب الجيش الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة؟
الخسارة المستمرة هي أبرز الأسباب، فالجيش وصل إلى نقطة لم يعد فيها استمرار القتال دون أي نتيجة واضحة. تتكرر العمليات العسكرية، لكن دون تحقيق أي أهداف، كما يعود الجنود بأجساد متعبة من الحرب دون أي فائدة.
تعد هذه أول مرة يطالب الجيش الإسرائيلي، علانيةً بوقف الحرب على غزة، لأنه لم يعد يرى فائدة من الاستمرار، بل يرى خسائر تزداد كل يوم.
كما قال ضابط إسرائيلي متقاعد في تصريحات إعلامية: “نحن لا نحارب الأشباح، نحن نحارب شعبًا. والقوة لا تكفي دائمًا لتحقيق الأمن”.
نتنياهو: لا صوت يعلو فوق صوت الحرب
ورغم أن الجيش الإسرائيلي يطالب بوقف الحرب على غزة، إلا أن الحكومة، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ترفض حتى الآن الاستجابة.
في كل خطاب، يؤكد نتنياهو أن المعركة مستمرة، وأن النصر الكامل لم يتحقق بعد. لكن خلف الكواليس، يبدو أن المؤسسة العسكرية بدأت تنهار.
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن أكثر من 200 جندي ومحارب قديم في البحرية، قدموا عريضة اليوم الثلاثاء، للمطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين، حتى لو تطلب ذلك إنهاء الحرب.
وقّع نحو 150 جنديًا إسرائيليًا من لواء غولاني النخبوي عريضة مماثلة، مؤكدين دعمهم لإنهاء الحرب لضمان إطلاق سراح الأسرى.
خلال الساعات الـ48 الماضية، انتشرت موجة معارضة متنامية في قطاعات المجتمع الإسرائيلي. وقّع آلاف من جنود الاحتياط والمدنيين رسالةً مدعومةً بمئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو، بمن فيهم طيارون في الخدمة الفعلية، تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة الأسرى.
ويشمل ذلك 1525 فردًا من سلاح المدرعات، وأكثر من 1600 من قدامى المحاربين من لواءي المظلات والمشاة، و150 ضابطًا سابقًا في البحرية، و100 طبيب عسكري احتياطي، وآلاف من جنود الاحتياط من وحدات مختلفة.
بحلول يوم الاثنين، وقّع حوالي ألف جندي احتياطي ومتقاعد من سلاح الجو الإسرائيلي – بمن فيهم طيارون في الخدمة الفعلية – رسالةً تدعم دعوة وقف إطلاق النار. وقد انعكست هذه التطورات في القطاعات المدنية: إذ وقّع 3500 أكاديمي إسرائيلي، وأكثر من 3000 متخصص في التعليم، وأكثر من 1000 ولي أمر، عرائض مماثلة تطالب بإنهاء الحرب وعودة الأسرى.
ردًا على ذلك، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن جنود لواء غولاني أعربوا عن دعمهم لرسالة الطيارين الصادرة في 9 أبريل، والمطالبة بعودة الأسرى، حتى لو كان ذلك على حساب وقف الحرب.
التداعيات العسكرية والسياسية
في ظل هذه التطورات، أفادت التقارير أن رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، عقد اجتماعات طارئة لمعالجة رسائل الاحتجاج.
ووفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، تشعر القيادة العسكرية بالقلق إزاء العواقب طويلة المدى لمثل هذه المعارضة، وقد اتخذت إجراءات لمنع جنود الاحتياط في الخدمة الفعلية من المشاركة في الاحتجاجات، مشيرةً إلى إساءة استخدام الرموز العسكرية لأغراض سياسية.
بينما تُصر قيادة الجيش الإسرائيلي على استمرار العمليات في غزة بدعم كامل من كبار المسؤولين الأمنيين، فإنها تُقرّ أيضًا بخطر تفاقم الخلافات الداخلية.
ووفقًا للتقارير، يُخطط الجيش الإسرائيلي لإجراء محادثات مع الجنود الذين وقّعوا على العرائض في محاولة لاحتواء الاضطرابات. وصرحت مصادر عسكرية لصحيفة يديعوت أحرونوت بأن الخلافات داخل الجيش واضحة، وأن هناك قلقًا متزايدًا من احتمال انتشار الاحتجاجات.
تعرف المزيد على: زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات.. تعاون متجدد بين البلدين